دفع اليميني المتطرف الاسترالي المتهم بقتل 51 مصليا مسلما في مسجدين بنيوزيلندا في مارس / آذار الماضي ببراءته من كل التهم المنسوبة إليه أمام المحكمة في كرايستشيرش اليوم الجمعة.
صورة من: picture-alliance/AP/M. Mitchell
إعلان
دفع اليميني المتطرف الأسترالي برنتون تارانت المتّهم بقتل 51 مصلّياً مسلماً في هجوم مسلّح شنّه على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا في آذار/ مارس المنصرم ببراءته من كلّ تّهم القتل والإرهاب الموجّهة إليه. والمتّهم القابع في سجن مشدّد الحراسة في أوكلاند لاذ بالصمت لدى مثوله صباح الجمعة (14 حزيران / يونيو 2019) أمام المحكمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في حين قال محاميه شاين تيت إنّ موكّله "يدفع ببراءته من كل التّهم".
وبرنتون الذي يؤمن بنظرية تفوّق العرق الأبيض متّهم بقتل 51 شخصاً ومحاولة قتل 40 شخصاً آخر والشروع بعمل إرهابي، وذلك خلال المجزرة التي ارتكبها في 15 آذار / مارس المنصرم.
ويومها توجه تارانت (28 عاماً) إلى اثنين من مساجد المدينة الكبيرة الواقعة في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا وذلك أثناء إقامة صلاة الجمعة فيهما، فأطلق النار على المصلّين فيهما مرتكباً أضخم مجزرة في تاريخ هذا البلد. وخلال جلسة الاستماع التي عقدت الجمعة أبلغته المحكمة بأنّ لجنة الأطباء النفسيين التي أخضعته لتقييم نفسي في السجن خلصت إلى أنه يتمتّع بالأهلية العقلية للخضوع للمحاكمة.
وحضر حوالى 80 ناجياً من المجزرة وأقارب الضحايا جلسة الاستماع وجلسوا في المقاعد المخصصة للحضور. وعلى الشاشة التي نصبت في قاعة المحكمة أمكن لهؤلاء أن يشاهدوا المتهم وهو يبتسم في مرات كثيرة. وحدّد القاضي جلسة بدء المحاكمة في 4 أيار/ مايو 2020، بينما قال المحامي شاين تيت إنه من المفترض أن تستغرق المحاكمة ستة أسابيع تقريباً.
ح.ع.ح/ح.ز(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
في صور .. 36 دقيقة من الإرهاب تقلب حياة مسلمي نيوزيلندا
36 دقيقة من الإرهاب كانت كافية لجعل نيوزيلندا في بؤرة اهتمام الرأي العام الدولي، محررة إياها من موقعها الجغرافي في أقصى جنوب الأرض. DW عربية أعدت ألبوم صور عن الجالية المسلمة ومعاملة السكان لها وقوانين السلاح هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
نصف ساعة هزت الصورة
لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.
صورة من: picture-alliance/dpa
هجرة مبكرة
تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/D. Lawson
قرابة خمسين ألف مسلم
تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Hunter
"جنة" المهاجرين على الأرض
البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.
صورة من: Reuters/R. Ben-Ari
معاداة المسلمين؟
في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.
صورة من: Reuters/SNPA/M. Hunter
1.5 مليون قطعة سلاح
يمكن لمن تجاوز 16 عاماً اقتناء السلاح. وصرحت الشرطة العام الفائت أن معظم الأسلحة لا تتطلب تسجيلاً بموجب قانون البلاد وأن الشرطة لا تعرف "عدد قطع السلاح لدى المواطنين في نيوزيلندا". خبير في قوانين الأسلحة يذهب إلى أن عددها يقدر بنحو 1.5 مليون قطعة سلاح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Baker
وعود بتشديد القوانين
وتعهدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بعد الاعتداء الإرهابي بتشديد قوانين حيازة السلاح، التي لم تتغير منذ 1992، بعدما تبين حصول المهاجم على رخصة لحيازة الأسلحة وأنه استخدم خمسة أنواع اثنان منها شبه آلية.
إعداد: خالد سلامة
صورة من: picture-alliance/AP Photo/New Zealand Prime Minister Office