يصوت المجريون في استفتاء شعبي على خطة الاتحاد الأوروبي لتسوية حصص المهاجرين واللاجئين لدى الدول الأعضاء في التكتل، يأتي ذلك وسط توقعات برفض قاطع لهذه السياسة.
إعلان
فتحت مراكز الاقتراع في المجر اليوم الأحد (02 أكتوبر/تشرين الثاني 2016) أبوابها أمام الناخبين المجريين في استفتاء شعبي حول خطة أوروبية لتوزيع اللاجئين حول دول الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المناهض للهجرة، واضحا في معارضته للخطة، بل واقترح مؤخرا أن يتم طرد أكثر من مليون شخص من الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي خلال أزمة المهاجرين في عامي 2015 و2016 إلى "جزيرة كبيرة ".
وسيكون السؤال الذي سيصوت الناخبون المجريون عليه بالرفض أو القبول هو: "هل يريد الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا، من دون استشارة البرلمان (المجري)، على أن يصدر مرسوما بالتوطين الإلزامي لغير المجريين في المجر؟" ويتعين أن يدلي أكثر من نصف الناخبين البالغ إجماليهم نحو 8 ملايين ناخب، بأصواتهم ليكون الاستفتاء صحيحا من الناحية القانونية.
ومع ذلك، لم تتضح بعد الآثار القانونية المترتبة عن الإجابة في الاستفتاء بكلمة "لا"، فيما يؤكد مسؤولو الاتحاد الاوروبي إن بوداست لا يمكنها إبطال قرار حصص المهاجرين.
أسلاك شائكة وبعض الأمل - اللاجئون السوريون حول العالم
فيما يناقش قادة العالم خلال قمة تعقدها الأمم المتحدة في نيويورك أخطر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، تبقى مواقف الدول بشأن استقبال اللاجئين متباينة. جولة من الصور حول وضعية اللاجئين السوريين حول العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gouliamaki
فيما أغلقت الأغلبية العظمى للدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين، كانت ألمانيا، وبنسبة أقل السويد، من أكثر الدول استقبالاً للاجئين. ففي غضون أشهر فقط استقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ، أغلبهم من السوريين. ورغم الترحيب الذي أبداه الكثير من الألمان إزاء اللاجئين، إلا أن قدومهم بأعداد كبيرة لم يرق للعديد أيضاً، إذ تسببت سياسة الأبواب المفتوحة في خسائر انتخابية لحزب المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
تركيا، التي تستضيف أكثر من 2,7 مليون نسمة، هي بلا منازع أكبر بلد يستقبل اللاجئين السوريين في العالم. ووسط توافد سيل اللاجئين على أوروبا العام الماضي انطلاقا من تركيا، تعهدت بروكسل بدفع 3 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين وإحياء محادثات عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي مقابل أن تساعد أنقرة في الحد من عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول لأوروبا من تركيا. إلا أن هذا الاتفاق يبقى هشاً.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
لبنان، هذا البلد الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 5,8 ملايين نسمة، يستقبل أكثر من مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية وسط ظروف معيشية صعبة. وبالتالي، فإن لبنان، الذي يتسم بالموارد الاقتصادية المحدودة والتركيبة السياسية والطائفية الهشة، يأوي أكبر نسبة من اللاجئين بالمقارنة بعدد سكانه، إذ أن هناك لاجئاً سورياً مقابل كل خمسة مواطنين لبنانيين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Mohammed Zaatari
الأردن، ورغم صغر مساحته وعدد سكانه، إلا أنه من أهم الدول المستقبلة للاجئين السوريين. فوفقاً للأمم هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجل في المملكة الأردنية، بينما تقول السلطات إن البلاد تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا في آذار/ مارس 2011. ويعيش 80 بالمائة منهم خارج المخيمات، فيما يأوي مخيم الزعتري في المفرق، وهو الأكبر، نحو 80 ألف لاجئ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Adayleh
يبدو أن أغلبية دول الخليج ترفض استقبال الللاجئين السوريين على أراضيها، باستثناء السعودية التي استقبلت نحو 500 ألف لاجئ سوري، دون أن تكون لهم رسمياً وضعية لاجئ، منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. الدول الأخرى فضلت تمويل مخيمات وبرامج مخصصة للاجئين للسوريين في دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
استقبلت السويد نحو 160 ألف طالب لجوء العام الماضي، لكن الأعداد انخفضت إلى نحو ألفين في الشهر بعد تطبيق قيود على الحدود وإجراءات تجعل من الأصعب على اللاجئين دخول الاتحاد الأوروبي. كما تبنى البرلمان السويدي الصيف الماضي قواعد أكثر صرامة حيال طالبي اللجوء، ومن بينها عدم منح تصاريح إقامة دائمة لكل من تم منحهم حق اللجوء في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Nilsson
الدنمارك استقبلت بدورها في 2015 أكثر من 21 الف طلب لجوء، بارتفاع بنسبة 44 بالمائة مقارنة مع 2014، لكن ذلك أقل بكثير من عدد الطلبات في جارتها الشمالية السويد. كما أن الدنمارك كانت من أول الدول التي سارعت بفرض اجراءات التدقيق العشوائي للهويات على طول الحدود الألمانية بهدف منع "أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين" من الدخول إلى البلاد. وقبلها قامت بتخفيض المساعدات المالية المخصصة للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.Sörensen
المجر كانت من أولى الدول الأوروبية التي قامت بمد أسلاك شائكة على طول حدودها مع بدء توافد سيل اللاجئين عبر طريق البلقان لمنعهم من دخول أراضيها. كما أن المجر وبولندا وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا لا تزال ترفض أي آلية الزامية لتوزيع اللاجئين. كما رفضت دعوات سابقة من ألمانيا وإيطاليا واليونان بالتضامن أوروبياً في معالجة ملف اللجوء والهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Ujvari
سلوفاكيا من الدول الشرق أوروبية التي ترفض استقبال اللاجئين. وفي تصريح لأحد قادتها السياسيين مطلع العام الجاري جاء فيه أن البلاد لاترغب في استقبال اللاجئين المسلمين، معللة أن هؤلاء يختلفون ثقافياً عن سكان البلاد وأنه لا يوجد في سلوفاكيا مساجد ودور عبادة كافية لهؤلاء. كما شهدت البلاد احتجاجات قادها يمينون متطرفون ضد اللاجئين (الصورة).
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Gavlak
الولايات المتحدة ورغم كبر مساحتها وكثافتها السكانية التي تقدر بـ320 مليون نسمة، إلا أنها حددت سقف عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم البلاد العام الجاري بـ10 آلاف شخص. كما يتعين على هؤلاء الخضوع للإجراءات أمنية مكثفة ومشددة. ورغم ذلك هناك سياسيون من الحزب الجمهوري الذين يرفضون استقدام لاجئين من سوريا لأسباب أمنية. على أي حال واشنطن أعلنت أنها سترفع العدد بنسبة 30 بالمائة خلال العام القادم.
صورة من: DW/M. Soric
10 صورة1 | 10
وكان أوربان وجه السبت نداء الى الناخبين للتعبئة عشية استفتاء ينظمه ضد خطة توزيع اللاجئين على اعضاء الاتحاد الاوروبي، بعدما اظهرت آخر الاستطلاعات احتمال ان تكون المشاركة غير كافية. وكتب اوربان في مقال نشر السبت أن "من واجب" المجريين مساعدة الحكومة في محاربة قرارات "نخبة بروكسل". وأضاف "أن هجرة جماعية بلا مراقبة تعني تهديدا حقيقيا. وهي تعرض نمط العيش الاوروبي السلمي والآمن للخطر". وتابع "بالاستفتاء يمكننا أن نوجه رسالة لكل أوروبي وأن نقول لهم الأمر يعود إلينا نحن المواطنين الاوروبيين، أمر إعادة الاتحاد الاوروبي الى رشده بجهد جماعي او ان ندعه يتفكك".
من جهته، حذر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الأحد من "اللعبة الخطيرة" لدولة المجر. وقال شولتز لمجموعة "فانك" الإعلامية الألمانية إنه "وفقا لشروط توزيع (اللاجئين)، ليس على المجر استقبال سوى ألفي لاجئ تقريبا. وبالتالي فإن تنظيم استفتاء حيال هذه المسألة يشكل لعبة خطيرة". واعتبر أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يمس "بمبدأ أساسي للاتحاد الاوروبي، إذ أنه يشكك في أسس التشريع الأوروبي الذي شاركت المجر نفسها" في وضعه. ودعا شولتز قادة الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تشديد لهجتهم إزاء أوربان. وأضاف أن على هؤلاء القادة "أن يقولوا لزميلهم إنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو (...)".
ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي ومن المتوقع أن تعلن النتائج في وقت لاحق من مساء الأحد. وكانت المجر أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقيم حواجز حدودية وتمنع المهاجرين، ومن بينهم لاجئين، من الدخول إلى أراضيها، وحذت عدة دول أخرى حذوها في وقت لاحق. وفي كانون ثان/ديسمبر الماضي، طعنت المجر أيضا قانونيا في خطة حصص اللاجئين بالاتحاد الأوروبي.