كما كان متوقعا فاز رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المناوئ للهجرة واللاجئين، في الانتخابات التشريعية حسب النتائج الأولية التي تشير إلى فوزه بنحو 50 بالمائة من الأصوات وثلثي مقاعد البرلمان.
إعلان
تحدث رئيس وزراء المجر فكتور أوربان عن "نصر تاريخي" بعد نجاحه في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد (08 ابريل/ نيسان)، مما يمهد له الطريق لولاية ثالثة على التوالي على رأس الحكومة. وقال أوربان بعد إعلان نتائج رسمية جزئية "هذا نصر تاريخي يمنحنا الفرصة لمواصلة الدفاع عن أنفسنا والدفاع عن المجر".
وحسب للنتائج الرسمية الجزئية التي نشرها المكتب الوطني للانتخابات، فإن حزب "فيديس" بزعامة أوربان قد تصدر الانتخابات التشريعية بحصوله على 49,15 بالمائة بعد فرز 64 بالمائة من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 68,80 بالمائة. وعلق أوربان لحشد من أنصاره المبتهجين "لقد انتصرنا... حققت المجر نصرا عظيما"، وأضاف "بددت نسبة المشاركة العالية كل الشكوك".
وإثر إعلان أوربان فورزه، سارع وزير الداخلية الألماني ورئيس حزب الاتحادي المسيحي الاجتماعي البافاري، هورست زيهوفر، إلى تهنئته على الفوز في الانتخابات البرلمانية. وقال زيهوفر اليوم الاثنين قبل اجتماع لمجلس رئاسة حزبه في ميونيخ "إنه لفوز انتخابي واضح للغاية مجددا. أهنئ على هذا الفوز باسم الحزب المسيحي الاجتماعي أيضا". وحذر زيهوفر الاتحاد الأوروبي من "سياسة التعالي والوصاية"، مضيفا أن أوربان حصل عبر فوزه في الانتخابات مجددا على دليل ثقة المواطنين، وقال "ليس هناك تأكيد أقوى من النجاح في صناديق الاقتراع".
وإذا جاءت النتائج النهائية بهذا الشكل، فإن ائتلاف "فيديس ك دي إن بي" بزعامة أوربان، سيحصل على حوالي 133 مقعدا من أصل 199 مقعدا في البرلمان، بحسب تقديرات محللين. ويعني ذلك أنه سيسيطر مرة أخرى على أغلبية الثلثين في المجلس التشريعي، وستكون له السلطة في تعديل الدستور وتمرير قوانين دستورية. غير أن التوزيع النهائي للمقاعد.
ولم يكف أوربان المناوئ للهجرة واللاجئين، خلال حملته الانتخابية عن التحذير من أن هزيمة معسكره ستؤدي إلى فوضى في الهجرة وانتصار "للأعداء" الذين "يريدون تجريد" المجريين "من بلدهم". وقد صرح في ختام حملته "لا يكفي أن نأتي في الطليعة في استطلاعات الرأي، بل يجب أن نأتي في الطليعة في يوم الانتخابات".
وأوربان الذي يثير إعجاب اليمين الشعبوي الأوروبي وانتقادات الذين يتهمونه بالميل إلى الاستبداد، تزعم حملة مكافحة الهجرة في أوروبا. وخاض أوربان مواجهات مع الاتحاد الأوروبي خصوصا في قضية الهجرة، وباشرت المفوضية إجراءات ضد بودابست خصوصا بسبب قانون يعزز مراقبة منظمات المجتمع المدني.
وعلى الرغم من معارضته تعزيز التكامل الأوروبي، لم يهدد أوربان يوما بالانسحاب من الاتحاد، سيما وأن بلاده من أبرز المستفيدين من الأموال الأوروبية التي ساهمت في إنعاش اقتصادها.
ع.ج/ م. س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."