المجر تتمرد على الاتحاد الأوروبي بشأن إعادة توزيع المهاجرين
٨ سبتمبر ٢٠١٧
شن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان هجوما جديدا على خطة للاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع آلاف المهاجرين بين دول التكتل، واعتبر أن إجبار بلاده على المشاركة في الخطة يقترب لدرجة "العنف".
إعلان
انتقدت المجر مجددا خطة الاتحاد الأوروبي بشأن توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء. جاءت التعليقات المجر
انتقدت المجر مجددا خطة الاتحاد الأوروبي بشأن توزيع اللاجئين بين الدول الأعضاء. جاءت التعليقات المجرية بعد يوم على رفض محكمة العدل الأوروبية الطعون التي تقدمت بها سلوفاكيا والمجر ضد خطة وضعها القادة الأوروبيون في أيلول/ سبتمبر 2015 لإعادة توزيع المهاجرين.
كما جاءت بعد انتقادات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي وبّخ بودابست بداية الأسبوع لطلبها المزيد من الأموال من أجل حماية حدودها، في الوقت الذي ترفض فيه المشاركة في الخطة الإجبارية لتقاسم المهاجرين بين الدول الأوروبية.
وقال يونكر في رسالة إلى أوربان "السيادة ليست طبقا تطلبه من لائحة طعام". وكان الزعيم المجري وصف سابقا الهجرة بأنها "حصان طروادة للإرهاب"، وقال أن رد يونكر "فاجأه وحيّره".
قال أوربان في رسالة إلى يونكر نشرت على موقع الحكومة المجرية الإلكتروني الخميس "تفسير مبدأ السيادة الذي تصفه في رسالتك هو في الجوهر تحويل المجر إلى بلد هجرة ضد رغبة شعبها". وأضاف "في نظري هذا ليس تضامنا. هذا هو العنف".
واعتبر أوربان أنه بعكس بلدان أوروبية أخرى ليس لدى المجر أي "ماض استعماري".
وقال الزعيم الشعبوي أن "هذه الدول الرئيسية الأعضاء في الاتحاد تحولت إلى بلدان هجرة بسبب الواجبات الناتجة عن ارثها الاستعماري". وأكد أنه "من ناحية أخرى فان المجر لا تريد أن تصبح بلد هجرة ولا يمكن أن تقبل إجبارها على تغيير ذلك".
وعبر المجر أكثر من 400,000 مهاجر عام 2015 خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا الغربية والشمالية، وغالبيتهم من الذين فروا من الحرب في سوريا.
وفي رد على ذلك أنشأت بودابست سياجا على حدودها الجنوبية مع صربيا وكرواتيا وجندت 3000 شرطي خاص أو ما يسمى "بصيادي الحدود" للقيام بدوريات.
وخففت هذه الإجراءات من تدفق المهاجرين بشكل كبير إلى أن تم إقفال "طريق البلقان" من اليونان شمالا بشكل فعال في آذار/ مارس عام 2016. وانتقدت بروكسل سياج المجر الحدودي بشدة، بالرغم من أن دولا أوروبية أخرى أقامت أسوارا مماثلة.
وفي 31 آب / أغسطس كتب أوربان إلى يونكر يطلب فيه من الاتحاد الأوروبي دفع نصف مبلغ 800 مليون يورو تقول المجر إنها أنفقتها على حدودها.
وفي رسالته الأخيرة أعاد أوربان التأكيد على هذا الطلب وقال "السياج والحدود المجرية والصيادون لا يحمون الهنغاريين فحسب، لكن أيضا النمسا وألمانيا وبلدان أوروبية أخرى".
وشدد يونكر بداية الأسبوع الجاري أنه والمفوضية الأوربية "مستمران في التزامهما" بالعمل مع المجر نحو سياسة هجرة أكثر فاعلية وعدلا.
ح.ز/ ع.خ (أ.ف.ب)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."