عقوبة جديدة لمن يساعد في "الهجرة غير الشرعية" في المجر
٢١ يونيو ٢٠١٨
أقرّت المجر قانوناً يضيق الخناق على المنظمات التي تساعد المهاجرين "غير الشرعيين". ويمكن بحسب القانون الجديد سجن موظفي المنظمات لمدة تصل إلى سنة بتهمة "المساعدة في الهجرة غير الشرعية".
إعلان
أقرّ البرلمان المجري يوم الأربعاء (20 حزيران/يونيو 2018) قانوناً ينص على معاقبة المنظمات غير الحكومية المموّلة من الخارج والتي تساعد المهاجرين "غير الشرعيين"، وذلك بمبادرة من رئيس الوزراء القومي المحافظ فيكتور أوربان.
وبموجب القواعد الجديدة، يمكن سجن الموظفين والنشطاء لمدة تصل إلى عام بتهمة "مساعدة الهجرة غير الشرعية"، حيث ينص القانون على إمكانية فرض عقوبة تصل إلى السجن عاماً واحداً بحق أي شخص يساعد شخصاً آخر دخل المجر "بشكل غير شرعي" انطلاقاً من بلد ليس جزءاً من فضاء شنغن، وذلك إذا كانت حياة الشخص المذكور غير معرضة لخطر فوري.
وتم تمرير القانون بأغلبية 160 صوتاً مقابل معارضة 18 عضوا، وذلك بدعم من الائتلاف الحاكم المحافظ وحزب "جوبيك" اليميني المتطرف.
قانون ضد اللاجئين في اليوم العالمي للاجئين
وانتقدت خبيرة الشؤون الأوروبية في منظمة العفو الدولية يانينا أولمانزيك القانون الجديد في المجر، مشيرة إلى أنه "انتهاك" لمبادئ حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي.
وقالت أولمانزيك للقناة الألمانية الأولى إن القانون الجديد هدفه عرقلة عمل الذين يساعدون اللاجئين، وأضافت: "من المفارقات المريرة أن إقرار القانون يأتي في اليوم العالمي للاجئين"، والذي يصادف العشرين من حزيران/يونيو من كل عام.
وسبق إقرار القانون تعديل للدستور ينص على أن أي هيئة لا يمكنها المس بـ"تكوين الشعب المجري"، وهو إجراء يهدف إلى جعل فرض حصص المهاجرين من جانب الاتحاد الأوروبي غير دستوري.
وأطلق على القانون الجديد تسمية "أوقفوا سوروس" في إشارة إلى الملياردير الأميركي من أصل مجري جورج سوروس الذي يتهمه أوربان باستخدام منظمات غير حكومية للتسبب بـ"هجرة كبيرة" نحو الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ينفيه سوروس.
وبات رئيس الوزراء فيكتور أوربان الشخصية الأبرز في الجناح المناهض للهجرة في الاتحاد الأوروبي منذ أزمة اللاجئين خلال عامي 2015 و2016، والتي سافر خلالها أكثر من مليون لاجئ ومهاجر من اليونان إلى شمال أوروبا عبر المجر.
ومنذ ذلك الحين، قامت المجر بإقامة سياج على حدودها وفرضت سلسلة من القوانين ضد المهاجرين ومنظمات الإغاثة التي تساعدهم.
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."