في ظل فشل دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على نظام توزيع ملزم للاجئين على دول الاتحاد، حضت صربيا جارتها المجر على إعادة فتح حدودها أمام اللاجئين. من جانبها أعلنت النمسا إغلاق حدودها أيضا بدءا من صباح الأربعاء.
إعلان
حضت صربيا جارتها المجر اليوم الثلاثاء (15 أيلول/ سبتمبر 2015) على إعادة فتح حدودها في مواجهة تدفق اللاجئين الذي باتت عاجزة عن التعامل معه، في مؤشر على استفحال الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي حول إدارة هذه الأزمة. وشهدت أزمة اللاجئين مأساة جديدة الثلاثاء مع مقتل 22 مهاجرا على الأقل بينهم أربعة أطفال في غرق مركبهم المكتظ بين تركيا واليونان.
وأعلنت بلغراد أنها عاجزة عن التعامل مع تدفق اللاجئين العالقين على أراضيها بعد إغلاق بودابست لحدودها. وقال وزير الخارجية الصربي إن "فكرة إعادة جميع اللاجئين إلى صربيا في وقت يستمر آخرون في التدفق أتين من اليونان ومقدونيا، هي غير مقبولة". وصرح زميله المكلف شؤون اللاجئين عند مركز هورغوس الحدودي، حيث ينتظر نحو مائة مهاجر "أحض المجر على فتح حدودها أمام المهاجرين. على الأقل أمام النساء والأطفال".
وبمساعدة الجيش، أغلقت بودابست الثلاثاء كامل حدودها مع صربيا أمام اللاجئين. كذلك، تنوي الحكومة المجرية برئاسة فيكتور اوربان، الذي ينتهج سياسة متشددة حيال اللاجئين، بناء سياج جديد على حدوده مع رومانيا لقطع الطريق أمام المهاجرين. لكن رومانيا احتجت على هذا الأمر معتبرة أن مثل هذا المشروع "لا يتوافق مع الذهنية الأوروبية".
النمسا تغلق حدودها أيضا
في غضون ذلك تعتزم السلطات النمساوية فرض المراقبة على حدودها اعتبارا من صباح غد الأربعاء. وذكرت وكالة الأنباء النمساوية أن وزارة الداخلية بعثت إلى المفوضية الأوروبية خطابا بهذا الشأن، حيث من المنتظر أن تتم المراقبة على الحدود مع المجر وإيطاليا وسلوفينيا وسلوفاكيا.
وأوضحت الداخلية النمساوية أن هذا الإجراء ضروري لتفادي تعريض النظام العام والأمن الداخلي في البلاد للخطر جراء تدفق اللاجئين. وتابعت وزارة الداخلية النمساوية أن كثافة المراقبة "ستقتصر على الإجراء الضروري للأمن". كما قررت حكومة النمسا الاستعانة بـ 2200 جندي لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين ودعم الشرطة في الرقابة على الحدود.
وشهدت أزمة اللاجئين، وهي الأسوأ في أوروبا منذ عام 1945، عبور أكثر من 500 ألف مهاجر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بين كانون الثاني/ يناير وأب/أغسطس من السنة الجارية، بالمقارنة مع 280 ألف مهاجر في العام 2014 بكامله، حسب مصادر أوروبية.
من جهتها أعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء في جنيف أنها "تخشى أن يؤدي تردد أوروبا إلى سقوط مزيد من القتلى"، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها ليونارد دويل. وكانت ألمانيا، التي تجاوزت قدراتها على استيعاب اللاجئين أعلنت مساء الأحد إعادة فرض المراقبة مؤقتا على الحدود.
أ.ح/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
مراقبة ألمانيا لحدودها تسلط الضوء على انقسام أوروبي
قرارألمانيا إعادة فرض الرقابة على الحدود، يسلط الضوء على المواقف المتباينة لدور الجوار إزاء استقبال اللاجئين. ففي حين أبدت دول مثل النمسا تسامحا وتعاونا، وصف البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز موجة اللاجئين غزو إسلامي".
صورة من: Reuters/Y. Herman
أمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.
صورة من: DW/M. Gopalakrishnan
تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.
صورة من: Reuters/Scanpix/A. Ladime
من بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Norgaard Larsen
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.
صورة من: Getty Images/AFP
النمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".
صورة من: Reuters/D. Ebenbichler
وصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.
صورة من: AP
أثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.
صورة من: Reuters/I. Zehl
شهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Guz
رفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.
صورة من: Sean Gallup/Getty
أقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة