المجمع الانتخابي يثبّت فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية
١٤ ديسمبر ٢٠٢٠
ثبتت الهيئة الناخبة في الولايات المتّحدة فوز الديموقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية بعد تجاوزه النصاب المطلوب بأصوات ولاية كاليفورنيا، في خطوة تغلق الباب بشكل شبه نهائي على جهود الرئيس ترامب لقلب نتائج الانتخابات.
إعلان
اقترب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خطوة أخرى أقرب إلى البيت الأبيض مع تصديق الولايات الرئيسية في نظام المجمع الانتخابي رسمياً اليوم الاثنين (14 كانون الأول/ديسمبر 2020) على فوزه في انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر رفقة نائبته كاملا هاريس، مما ينهي بشكل فعلي سعي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لتغيير النتائج.
واتخذت أصوات المجمع الانتخابي لكل ولاية أهمية كبيرة بسبب زعم ترامب حدوث عمليات تزوير واسعة النطاق دون أي أساس.
وأكد المجمع الانتخابي فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية بعد تجاوزه النصاب المطلوب بأصوات ولاية كاليفورنيا. وأعلنت قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن بايدن حصل حتى ساعة إعداد هذا الخبر على 302 من أصوات الهيئة الناخبة الـ 538 متجاوزا العدد المطلوب للفوز بالرئاسة أي 270 صوتا. في المقابل حصل الرئيس الحالي ترامب على 232 صوتا، ما يعني خسارته الانتخابات رسميا.
وكانت نتائج الانتخابات في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قد أظهرت أن الديمقراطي بايدن، الذي شغل في السابق منصب نائب الرئيس الأمريكي، حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي، متجاوزاً حاجز 270 صوتاً اللازمة للفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية. ومن المقرر أن يبدأ بايدن ونائبته كاملا هاريس فترتهما الرئاسية في 20 كانون الثاني/يناير.
ومع تعثر حملة ترامب القانونية لقلب النتائج لصالحه، فإن آمال الرئيس في التشبث بالسلطة متعلقة باجتماع خاص للكونغرس الأمريكي في السادس من كانون الثاني/ يناير، هو أمر يستبعده الخبراء.
وقال الفريق الانتقالي لبايدن في بيان إن الرئيس المنتخب سيلقي كلمة في الساعة الثامنة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة اليوم الاثنين (0100 بتوقيت غرينتش الثلاثاء) عن المجمع الانتخابي و"قوة ومرونة ديمقراطيتنا". وسيدعو بايدن مساء مواطنيه إلى "طيّ صفحة" الانتخابات وتوحيد صفوفهم.
ويضيف في الخطاب "لقد تمّ الحفاظ على نزاهة انتخاباتنا. حان الوقت لطيّ الصفحة"، في انتقاد واضح إلى ترامب، من دون أن يسمّيه. ويتابع الرئيس المنتخب في خطابه القول إنّ "شعلة الديموقراطية أضيئت منذ وقت طويل في هذا البلد. نحن نعلم الآن أنّ ما من شيء - ولا حتى جائحة أو إساءة استخدام للسلطة - بإمكانه أن يطفئ هذه الشعلة".
وصوت أعضاء المجمع الانتخابي في كل الولايات المتأرجحة: جورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن وميشغين وأريزونا ونيفادا لصالح بايدن اليوم الاثنين، ما يعني أن طريقه إلى البيت الأبيض صار معبدا أكثر من أي وقت مضى.
وباكتمال تصويت المجمع الانتخابي، ستكون مناورة ترامب الوحيدة المتبقية هي إقناع الكونغرس بعدم التصديق على النتيجة في السادس من كانون الثاني/ يناير.
خ.س/أ.ح (رويترز، د ب أ)
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ