افتتح في قاعة الفنون في مدينة بون الألمانية يوم الجمعة الماضي (11 نيسان/ أبريل 2008) معرض لمجموعة من الأعمال الفنية، التي اشترتها مجموعة "الفن المعاصر" التابعة للحكومة الألمانية خلال العشرين عاماً الماضية. وكان من بين المجموعة لوحة "هينزل وغريتل" للرسامين أنا وبيرنهارد بلومه، والتي تمثل شخصيتين من شخصيات الحكايات الشعبية الألمانية القديمة التي قام الأخوان غريم بجمعها. وتبرز المجموعة الفنية الدور الهام للفنون التشكيلية في مجتمع ديمقراطي، فضلا عن دور هذه في "تشجع الحوار النقدي مع مختلف التيارات الفكرية المعاصرة"، كما ورد في دليل المجموعة.

مجموعة لا ترتبط بالمكان...

تعود فكرة إنشاء هذه المجموعة إلى المستشار الألماني الأسبق فيلي براندت، الذي تبنى اقتراحاً تقدم به رئيس رابطة الفنانين الألمان، غيورغ مايسترمان. وبعد أن بقيت رعاية المجموعة من مهام وزير الداخلية لفترة طويلة، فإنها اليوم تحظى باهتمام مندوبي الحكومة الألمانية للثقافة والإعلام. ولا تُعرض هذه المجموعة بمكان معين بحد ذاته، بل يتم عرضها في المؤسسات العامة والوزارات والسفارات ومبنى المستشارية، إضافة إلى العديد من المتاحف الألمانية. فهي في النهاية تُشترى بأموال دافعي الضرائب الألمان وملك لهم.

أما شراء الإعمال الفنية للمجموعة الاتحادية فتحدده لجنة من المختصين، الذي يتطوعون للعمل في هذه اللجنة، التي يتم تغييرها من قبل الحكومة الألمانية كل ثلاثة أعوام. ويلتقي هؤلاء المختصون في أهم ثلاثة معارض دولية للفنون تقام في بازل وبرلين وكولونيا، لاقتناء أعمالا فنية جديدة بقيمة نصف مليون يورو.

...وأعمال فنية متنوعة

تضم المجموعة اليوم أكثر من 1200 عملاً فنية، تنتمي معظمها إلى فترة ما بعد عام 1949. وتتألف من جميع ألوان الفنون التشكيلية، من اللوحة إلى التصوير الفوتوغرافي مروراً بأفلام الفيديو. وإلى جانب أحدث الأعمال الفنية لجيل الفنانين الشباب، فإن المجموعة تتضمن أيضا أعمالا لفنانين طواهم النسيان. عن هذا يقول القائمون عن تنظيم المعرض الحالي في بون "إنها تشكل أرشيفاً، يمكن بواسطته الاطلاع بروعة على تطور الفن الألماني والعالمي".

وعلى الرغم من المقاييس الفنية العالية للمجموعة وطابعها العام، فإنها لا تتمتع بالتجانس مقارنة مع المجموعات التي تعرض في المتاحف الدائمة. فهي ترتبط بشكل واضح بالقناعات والأهداف للجان الشراء المتعاقبة، الأمر الذي ينعكس جلياً في تنوع هذه المجموعة بشكل يبرز بعض "الهفوات" في شراء الأعمال الفنية. وفي الوقت الذي تحتوي فيه المجموعة أعمالا لفنانين مشهورين كغيورغ بازيليتس وماركوس لوبيرتس وأز أر. بينك، فإنها لا تقدم سوى عمل يتيم لغيرهارد ريشتر، ويغيب عنها أي من أعمال انسيلم كيفر.