فرنسا - المحافظون يختارون مرشحا للانتخابات الرئاسية
٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
يواجه المحافظون الطامحون لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية اختبارا صعبا في انتخابات تمهيدية اليوم، فيما يرجح أن يصل الفائز فيها إلى الرئاسة في انتخابات ربيع العام المقبل ويتغلب على أقصى اليمين بزعامة مارين لوبان.
إعلان
يتوجه المحافظون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع اليوم (الأحد 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية العام المقبل، حيث تمثل قضيتا الإرهاب والهجرة محور ما سيصبح سباقا ثلاثيا للفوز بترشيح الحزب.
ويحاول نيكولا ساركوزي، سلف أولاند، تحقيق عودة سياسية لبطاقة الجمهوريين من يمين الوسط. وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق متكافئ مع منافسه الرئيسي في الحزب، آلان جوبيه، ومحاولة مفاجئة من قبل فرنسوا فيون. ويتودد ساركوزي إلى الناخبين، الذين يخشون من المهاجرين المسلمين، من حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتشدد، بقيادة مارين لو بان، الذي شهد نجاحا انتخابيا باستغلال استياء الناخبين من الهجرة والتجارة.
واستخدم جوبيه، وهو رئيس وزراء سابق، لهجة أكثر اعتدالا شجب فيها ما وصفه بالهيستيريا غير المنطقية حول قضايا الإسلام في فرنسا، حيث وقعت سلسلة من الهجمات الإرهابية الضخمة منذ كانون ثان/يناير 2015 .
وكان ساركوزي وجوبيه من المرشحين الأوفر حظا للفوز منذ أشهر، لكن الآن يجدان نفسيهما تحت ضغط من فيون. ويشهد فيون، الذي كان رئيس وزراء سابق تحت قيادة ساركوزي تزايدا في شعبيته، بناء على تعهدات لرفع الضوابط عن اقتصاد راكد، يواجه نموا هزيلا واستمرار ارتفاع معدلات البطالة.
وهناك سبعة مرشحين في الانتخابات التمهيدية. وإذا لم يحصل أي منهم على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، ستجرى جولة ثانية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ويعد التصويت اليوم الأحد الأول التي يجري فيها المحافظون الفرنسيون انتخابات تمهيدية في مختلف أنحاء البلاد لاختيار مرشحهم عن الحزب للرئاسة. وستجرى سباقات مماثلة لاختيار مرشحين للأحزاب اليسارية وأيضا حزب "الجبهة الوطنية".
ح.ز/ ش.ع (د.ب.أ / رويترز)
رموز عديدة ومتنوعة - ومناهضة الإسلام القاسم المشترك
لئن تميزت أغلبية الألمان بالانفتاح وحب التنوع الثقافي، إلا أن البعض يرى في التعددية الثقافية والدينية وخاصة في الإسلام تهديدا يجب وقفه. جولة في الرموز التي تستخدمها الحركات اليمينية المتطرفة للتعبير عن مناهضتها للإسلام.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
استغلت الحركات المعادية للإسلام على غرار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) توافد مئات الآلاف من اللاجئين وأغلبهم من سوريا والعراق وأفغانستان لإثارة الخوف من "غزو المسلمين لألمانيا"، حيث اختارت صورة للمستشارة أنغيلا ميركل يحيط بها السواد وأسفلها شباب ذوو ملامح شرقية يصرخون: "قادمون يا أماه". وفي نهاية كلمة "Mutti" - التي تعني أمي - رُسم بدل نقطة هلال في إشارة إلى الإسلام.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
اليمينيون المتطرفون يرفضون التعددية الثقافية ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية، حيث يحمل أحد المتظاهرين هنا ضمن الاحتجاجات التي نظمتها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) في مدينة دريسدن الألمانية لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
"سكان ولاية سارلاند ضد السلفيين" - شعار يحمله متظاهرون ينتمون إلى حركة "هوليغانز ضد السلفيين"، وهي حركة تأسست من قبل "مثيري الشغب في الملاعب" ضد السلفيين، على حد قولهم، فيما يتهمها مراقبون بأنها مناهضة للإسلام والمسلمين ككل. هذه الحركة التي ذاع صيتها خلال مشاركتها في احتجاجات يمينية متطرفة في مدينة كولونيا عندما اشتبكت مع الشرطة يصنفها بعض المراقبين بأنها حركة عنيفة وذات ميول يمينية متطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مناهضة الإسلام في ألمانيا تتجلى أيضا في رفض البعض لبناء دور عبادة إسلامية مبررين ذلك بخوفهم من اندثار الثقافة الألمانية المسيحية. وما انفكت حركة "من أجل ألمانيا" (برو كولونيا) اليمينية المتطرفة، التي ظهرت منتصف التسعينات، تنظم احتجاجات ضد بناء المساجد، كانت أكبرها خلال عامي 2007 و2008 ضد بناء الجالية التركية لمسجد كبير على الطراز العثماني في مدينة كولونيا الألمانية.
صورة من: picture-alliance/Ralph Goldmann
الشعارات المناهضة للإسلام لم تقتصر على الاحتجاجات اليمينية المتطرفة بل استخدمت أيضا خلال الحملات الانتخابية في الانتخابات المحلية التي شهدتها بعض الولايات الألمانية في مارس/آذار. هذ الملصق الانتخابي للحزب الألماني القومي (النازيون الجدد) يصور ثلاثة أفراد ذوي ملامح أجنبية: إفريقي على اليمين وامرأة محجبة في الوسط ورجل شرقي بعمامة وشارب طويل على بساط من الريح وكتب عليه "رحلة طيبة إلى أوطانكم".
صورة من: DW/M. El-Maziani
معاداة المسلمين من قبل اليمينيين المتطرفين في ألمانيا ليست جديدة وإن كانت ضمن معاداة الأجانب بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية. وقد كان الأتراك - أكبر جالية أجنبية ومسلمة بألمانيا - هدف الاعتداءات العنصرية، على ما تظهر هذه الرسوم والكتابات على أحد الجدران التي يعود تاريخها إلى عام 1992: حيث يصور ثلاثة أشخاص، أحدهم يمسك بعصا أو آلة حادة وهو يلاحق الآخرين وقد كتب عليها: "ارحلوا أيها الأتراك".
صورة من: Imago/Sommer
بعض أنصار حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" فضل خلال أحد الاحتجاجات التي شهدتها مدينة دريسدن الألمانية رفع الصليب في إشارة إلى المسيحية، الدين الذي تنتمي إليه الأغلبية في ألمانيا - للتعبير عن رفضهم للإسلام والمسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
كثيرا ما يحمل أنصار الحركات المناهضة للإسلام والمسلمين على غرار "برو كولونيا" أو "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) العلم الألماني لتأكيد رفضهم لكل ما لا ينتمي لألمانيا - متناسين أن هناك ألمانا من أصول عربية وتركية وغيرها وذوي انتماءات دينية متعددة يدينون أيضا بالولاء لألمانيا.