المحتجون في الخرطوم يتحركون لمنع الجيش من فض اعتصامهم
١٥ أبريل ٢٠١٩
استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين تحرك المحتجون في محاولة لمنع فض اعتصام في الخرطوم، بعد ورود أنباء عن نية الجيش القيام بذلك. فيما طالب السفير البريطاني في الخرطوم بتحديد مكان البشير وإصلاح الأجهزة الأمنية.
إعلان
دعا منظمو التظاهرات في السودان الاثنين (15 نيسان/ أبريل 2019) أنصارهم للتوجه إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، مؤكدين أن هناك محاولة "لفض الاعتصام" الذي ينظمه آلاف السودانيين منذ عشرة أيام. ولم يحدد تجمع المهنيين السودانيين الجهة التي تحاول فض الاعتصام. لكن شهود عيان قالوا إن العديد من الآليات العسكرية انتشرت في المنطقة.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود قولهم إن محتجين سودانيين تحركوا لصد محاولة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع الاثنين، حيث يضغط المتظاهرون من أجل تحول سريع إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.
وتجمعت قوات عند ثلاثة جوانب للاعتصام، فيما تستعد جرارات لإبعاد حواجز من الحجارة والمعدن. لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم. وردد المحتجون، الذين يبلغ عددهم نحو خمسة آلاف ويتوافد عليهم المزيد، شعارات "حرية، حرية" و"ثورة، ثورة"، وناشدوا الجيش أن يحميهم. وقرع بعضهم الطبول ولوحوا بأعلام البلاد مع نزولهم إلى الشوارع، بينما احتمى آخرون من الشمس تحت المظلات والخيام.
وفي وقت سابق من الاثنين، أصدر تجمع المهنيين السودانيين، وهي جماعة الاحتجاج الرئيسية في البلاد، نداءً عاجلاً للمواطنين للانضمام إلى الاعتصام وإحباط أي محاولة لفضه. وجاء في بيان التجمع: "نرجو من الجميع التوجه فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم". وذكر أن هناك محاولات مستمرة لفض الاعتصام.
وقد بدأ الاعتصام خارج المجمع، الذي يضم أيضاً مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومقر إقامة الرئيس، في السادس من نيسان/ أبريل بعد احتجاجات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، أشعلت فتيلها أزمة اقتصادية متفاقمة.
ويطالب تجمع المهنيين السودانيين بتسليم السلطة فورا لحكومة انتقالية مدنية وأيضا بالملاحقة القضائية لمسؤولين سابقين.
وفي مزيد من التغييرات، قال المجلس العسكري اليوم إنه يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة وإنه عيّن الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيساً للأركان. وأضاف المجلس في بيان أنه تم تعيين الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين نائباً لرئيس الأركان المشتركة.
من جهة أخرى، قال السفير البريطاني لدى السودان، عرفان صديق، إنه التقى مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وطلب منه "تحديد مكان الرئيس السابق البشير وغيره من كبار شخصيات النظام". وكان الجيش عندما أعلن الإطاحة بالبشير قد اكتفى بالقول إن البشير اعتُقل وجرى التحفظ عليه في "مكان آمن". وأبلغت مصادر سودانية وكالة رويترز أن البشير ما زال في القصر الرئاسي تحت "حراسة مشددة".
وكتب السفير البريطاني على حسابه في موقع "تويتر" أنه طلب أيضاً إصلاح جهاز الأمن والمخابرات الوطني والإفراج عن معتقلين بالإضافة إلى إلغاء كل مظاهر البيروقراطية والسماح بتسليم المساعدات الإنسانية.
ويقود دقلو، الذي يشتهر باسم حميدتي، قوات الدعم السريع التي اتهمتها جماعات حقوقية بارتكاب انتهاكات على نطاق واسع في إقليم دارفور بغرب البلاد. وسبق أن نفت حكومة السودان ارتكاب القوات لأي مخالفة.
ع.ج/ ي.أ (رويترز، ا ف ب)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟