خيم آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في دوار اللؤلؤة الذي أضحى رمزا لقضيتهم. ودعا البعض اليوم الأحد لتغيير سياسي فوري بينما يأمل آخرون بإجراء محادثات لتسوية الأزمة. وبدأ البعض يطلق على دوار اللؤلؤة "دوار الشهداء" إحياء لذكرى أربعة أشخاص قتلوا حين شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما - خلال الليل ضد محتجين اعتصموا هناك - لإخلاء المكان.

لكن وبعد إصدار ولي العهد أمرا بسحب الجيش والمدرعات من الدوار يوم أمس، قام المحتجون بإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعنها قوات الأمن حول المكان واحتلوه ونصبوا خيامهم فيه إضافة إلى مركز طبي ومراحيض متنقلة.

وقالت وكالة فرانس برس أن نحو 1500 طبيب وممرض ومسعف من مركز السلمانية الطبي في المنامة، اكبر مستشفيات البحرين، توجهوا إلى دوار اللؤلؤة في مسيرة تضامنية مع المعتصمين في وسط العاصمة طالبوا خلالها باستقالة وزير الصحة بتهمة التقصير في إسعاف جرحى المواجهات. واستقبل الآف المعتصمين مسيرة الأطباء بالهتاف والترحيب، وقال احد الأطباء في كلمة قصيرة فور وصول التظاهرة إلى الدوار "جئنا للتضامن معكم ولنحمي دمائكم (...) في هذا الميدان الذي أصبح أكثر قدسية بدم الشهداء".

وبعد أن أمضى آلاف من المحتجين الليل في دوار اللؤلؤة، انضم إليهم آلاف آخرون اليوم الأحد في ظل غياب للإجراءات الأمنية ومن دون أي احتكاك مع الأمن. وأشار أحد الطلاب الذين قضوا ليلتهم في الدوار إلى خشية المتظاهرين من أن تشن قوات الأمن هجوما مفاجئا آخرا مثل الذي شنته يوم الخميس الماضي وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

المعارضة تضع شروطا للحوار

وباتت المعارضة تطالب الآن بإقامة ملكية دستورية في البحرين تضمن وصول حكومة منتخبة إلى الحكم, وبسقوط الحكومة. وما زالت المعارضة التي تشكل جمعية الوفاق الشيعية المكون الرئيسي فيها، حذرة من القبول بمبادرة ولي العهد للهدوء والشروع بحوار وطني لحل الأزمة.

ويأتي ذلك فيما رفع محتجون في دوار اللؤلؤة لافتة كبيرة عليها "لا نقبل الحوار مع أي قتلة" فيما كتب على لافتة أخرى "خليفة، ارحل" في إشارة إلى رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي يتولى منصبه منذ أربعين عاما.

وأعلن مسؤول كبير في المعارضة الشيعية البحرينية الأحد أن بدء حوار سياسي مع السلطة مرتبط باستقالة الحكومة المسؤولة بحسب قوله عن القمع الدموي لحركة الاحتجاج الشعبية.

وقال عبد الجليل خليل إبراهيم رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة لوكالة الإنباء الفرنسية إن "الحكومة التي لم تستطع حماية شعبها يجب أن تستقيل، ومن ارتكب المجزرة يجب أن يحاسب ويحاكم".

من جهته، قال المسؤول في جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" (وهي تنظيم يساري قومي) إبراهيم شريف إن تكليف ولي العهد إدارة الحوار هو "خيار جيد" لكنه قال انه "ليس من الممكن القول الآن ما إذا كانت هذه مبادرة جدية من النظام أم مجرد مناورة سياسية".

ردود فعل إقليمية ودولية

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن السعودية - التي تخشى من احتمال استشراء هذه الاضطرابات إلى الأقلية الشيعية الموجودة على أراضيها - تتابع التطورات في البحرين باهتمام وعبرت عن أملها في عودة السلام والاستقرار للبحرين. وأعربت الرياض عن "رفضها المطلق لأي تدخل أجنبي في شؤون دولة البحرين الداخلية من أية جهة كانت"، مؤكدة وقوفها إلى جانب المملكة الصغيرة.

وفي أبو ظبي، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان شعب البحرين إلى التجاوب مع دعوة" ولي العهد إلى "حوار يطرح فيه أبناء البحرين كل ما لديهم من رؤى واقتراحات.

والبحرين هي قاعدة الأسطول الأميركي الخامس. وأجرى مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون محادثة هاتفية مع ولي العهد يوم أمس السبت حثه فيها على احترام حقوق الإنسان والبدء في تطبيق إصلاحات "جدية"، حسب ما أفاد البيت الأبيض.

وأضاف البيت الأبيض في بيانه أن "الولايات المتحدة وبصفتها شريكا للبحرين منذ فترة طويلة، فإنها تؤمن بان استقرار البحرين يعتمد على احترام الحقوق العالمية لشعب البحرين وعلى مسيرة إصلاح ذات مغزى تلبي تطلعات البحرينيين أجمعين".

(ع.ع. / رويترز. اف ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي