المحكمة الألمانية: إقامة المرأة في مناطق داعش لا تكفي لحبسها
٢٥ مايو ٢٠١٨
قضت المحكمة الاتحادية الألمانية بعدم كفاية إقامة امرأة داخل منطقة سيطرة "داعش" لإصدار أمر بالقبض عليها. جاء ذلك بمثابة رفض لطلب المدعي العام القبض على إمرأة عادت مؤخرا إلى ألمانيا كان قد ألقي القبض عليها في العراق.
إعلان
حسمت المحكمة الاتحادية الألمانية الجدل حول نساء عناصر "داعش" المرافقات لهم في مناطق القتال حيث قضت بعدم كفاية إقامة امرأة داخل منطقة سيطرة التنظيم لإصدار أمر بالقبض عليها بعد عودتها إلى ألمانيا. وأصدرت المحكمة قراراً بهذا الأمر اليوم (الجمعة 25 أيار/ مايو 2018).
وكانت كل من صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" ومحطة إن دي أر ومحطة دبليو دي آر التلفزيونيتان قد نشرت تقارير عن هذا الأمر.
ويقضي القرار بأن مشاركة المرأة في الحياة اليومية داخل منطقة يسيطر عليها "داعش" لا يمثل سببا كافيا للقبض عليها. وقالت المحكمة إن القرار الذي صدر عن قسم القضايا الجنائية الثالث بها لم ينشر حتى الآن، وقد صدر كتكييف قانوني لحالة امرأة من ولاية هيسن الألمانية عاشت في سوريا مع أحد مقاتلي "داعش" وعادت إلى ألمانيا في نيسان/أبريل الماضي، وهو ما يعني رفض طلب المدعي العام بالقبض عليها.
وكان المدعي العام بيتر فرانك أعلن من قبل في بداية العام الجاري عن التعامل بشدة أكبر مع النساء المتزوجات من مقاتلي داعش، قائلا في كانون الثاني/ يناير الماضي إنه لا بد من التعامل مع هذه المسألة بحيث ينظر إن كانت المرأة أدينت بالانتماء لمنظمة إرهابية في الخارج حتى ولو لم تقاتل بذاتها لصالح هذه المنظمة.
وأضاف فرانك أن المسألة تتعلق بنساء سافرن إلى منطقة نفوذ تنظيم داعش وتزوجن هناك بمقاتلين وأنجبن أطفالا وقمن بتربيتهن وفقا لمفاهيم التنظيم. وساق فرانك حجة أن التنظيم الإرهابي يتقوى من خلال ذلك من داخله.
وفي هذا السياق أوردت صحيفة زود دويشته تسايتونغ مثالاً من خلال الألمانية من أصل تركي زيبل ها. البالغة من العمر 30 عاماً والتي أدينت بتهمة انتمائها للتنظيم الإسلامي المتشدد "داعش"، وهو مثال وضعه ممثل الادعاء العام بيتر فرانك لتبرير المتورطات بجرائم اعداد أطفالهن وتربيتهن ضمن مناخ العنف الموجه للخارج، حيث أن السيدة وأطفالها باتت جزءا من شعب "الدولة الاسلامية" . و كانت زيبل قد رافقت زوجها عام 2013 الى سوريا، وإثر مقتله عادت وطفلها الى ألمانيا، وقد عثرت الشرطة الألمانية في هاتفها على فيديو يبين زوجها القتيل وهو يطلق النار من بندقية كلاشنكوف، ثم يصرخ قائلا" ميركل أنتِ ستكونين(القتيلة) التالية".
عام 2016 تعود السيدة المذكورة الى سوريا، بمعية زوج جديد ينتمي لنفس الوسط التنظيمي، ثم يُلقى القبض عليها وزوجها في اربيل بالعراق وتودع سجن النساء وهي حامل، وبعد ولادة طفلها الثاني تقرر الخارجية الألمانية اعادتها ووليدها الرضيع إلى البلاد، فيرافقها موظفو دائرة التحقيقات الجنائية الفدرالية طريق عودتها الى ألمانيا.
م.م/ ع.ج.م (د ب أ)
البوركيني.. رمز سياسي أم مزيد من الحرية للمرأة المسلمة؟
منذ ظهوره في أستراليا والبوركيني يسبب جدالا كبيرا، حتى في الدول العربية والإسلامية. السيدة التي صممته تقول إنها أرادت رفع قيود عن أشخاص، كانت تفرض عليهم بداعي التعفف. لكن هناك من يراه "زيا للمتشددين الإسلاميين"
صورة من: Privat
البداية من أستراليا
في عام 2004 صممت اللبنانية الأصل عايدة مسعود زناتي، المقيمة في أستراليا، لباسا للمرأة المحجبة، التي تمارس الرياضة عموما، أطلقت عليه اسم "بوركيني" والجمع "بوركينات"، حسب عايدة (49 عاما)، التي كانت تعمل سابقا مصففة للشعر. والاسم مشتق من "برقع" و "بيكيني" وسجلته باسمها تجاريا عام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
"ثقافة أسترالية حرمت منها"
وقالت مصممة البوركيني لقناة العربية في دبي إنها جربته بنفسها وارتدته لأول مرة وذهبت فيه إلى البحر، "ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع بالسباحة وبالحرية." وتابعت الأم لثلاثة أولاد، "ركوب الأمواج والشمس تمثل جزءاً من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي."
صورة من: Getty Images/M. King
تسبب في مشاكل منذ بدايته
انتشر البوركيني بسرعة بين المسلمات في سيدني ثم بقية مدن أستراليا، ووقعت في البداية أعمال شغب بسببه على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية وأستراليين، وقد تسبب ذلك في صدمة في أستراليا. غير أنه منذ عام 2007 أصبح الزي الرسمي للمسلمات اللاتي يعملن في مجال الإنقاذ بالشواطئ والمسابح.
صورة من: Privat
مكاسب مادية وانتشار في العالم
يتكون البوركيني من ثلاث قطع غالبا: غطاء للرأس وفستان قصير وسروال، ويصنع من الألياف الصناعية التي تتسم بالمرونة. وتختلف الألوان والرسومات عليه لتناسب الموضة. وانتشر من أستراليا إلى أوروبا والشرق ليكون مصدر دخل كبير فثمنه أغلى بكثير من ملابس السباحة العادية، لكنه أثار الجدال حتى في الدول الإسلامية نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
مشاكل في بلاد مسلمة
في مصر مثلا ، مُنعت سيدات من نزول حمامات السباحة بالبوركيني في منتجعات بالبحر الأحمر والمتوسط. وأرسلت "الغرفة الفندقية" خطابا في أول أغسطس/ آب 2017 يحظر على جميع المنشآت الفندقية منع المحجبات من نزول حمام السباحة بالمايوه المغطي للجسم بالكامل "الشرعي"، وفي حالة وجود أكثر من حمام سباحة بالفندق يتم تخصيص أحدها للسيدات المحجبات، حسب موقع مصراوي
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
المشكلة الكبرى في فرنسا
انتشر البوركيني في فرنسا بسرعة، وفي يوليو/ تموز 2016 بدأت بلدات هناك في حظره في الأماكن العامة، وتغريم من تخالف، حيث اعتبروه رمزا دينيا يخالف علمانية فرنسا. وجاء هذا المنع في ظل ظروف الخوف من الإرهاب "الإسلاموي" بعد تعرض البلاد لاعتداءات جبانة، ومنها قيام شخص من أصول تونسية في نفس الشهر بدهس محتفلين بالعيد الوطني في نيس فقتل 86 شخصا وجرح 400 تقريبا. لكن القضاء أوقف حظر نيس للبوركيني من بعد.
صورة من: Reuters
مصريتان بالبوركيني في الأولمبياد
وبينما كان هناك حظر في فرنسا، شاهد العالم كله في أولمبياد ريو دي جانيرو أغسطس/ آب، المصرية دعاء الغباشي وزميلتها ندى معوض في مباراة لكرة الطائرة الشاطئية أمام لاعبتين ألمانيتين بالبوركيني ما أثار انتباه العالم. وعلقت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح لهما بارتداء البوركيني بأن الرياضة للجميع أيضا حتى المسلمات، ولا يجب حرمانهن منها بسبب اللبس.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/L. Oleniuk
مع البوركيني – ضد البوركيني
مصممة البوركيني نفسها قالت إنها صممته "لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها." لكن حينما منعت بلدات فرنسية البوركيني كان بعض السياسيين هناك يعتبرونه لباسا "يخالف النظام العام، وزيا للمتطرفين المسلمين." واعتبره البعض ليس جيدا من الناحية الصحية. رغم ذلك هناك من يفضل ارتدائه لأسباب غير دينية، منها الحماية مثلا من أشعة الشمس الضارة أو خوفا من لسعات قنديل البحر.