خلصت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلى أن أنقرة انتهكت الحق في حرية التعبير لدى أكاديميين تعرضا لملاحقات جنائية بسبب نشرهما تقريرا عن الأقليات، ودانت المحكمة تركيا بانتهاكها المادة 10 من الشرعة الأوروبية لحقوق الإنسان.
إعلان
أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان تركيا الثلاثاء (20 أكتوبر/تشرين الأول) بـ"انتهاك الحق في حرية التعبير" لدى أكاديميين إثنين تعرضا لملاحقات جنائية لـ"وقت طويل" بعدما نشرا تقريرا عن الأقليات.
وتعود القضية إلى عام 2005، عندما اتهم الادعاء العام التركي ابراهيم كابوغلو وباسكين اوران بـ"الحض على الكراهية" و"تشويه سمعة الهيئات القضائية للدولة" على خلفية مضمون تقرير أشار إلى "مشاكل تتصل بحماية الأقليات" وأثار جدلا حادا في البلاد.
وتقدم الأكاديميان بطعن أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان عام 2007، لكن القضاء التركي برأهما عام 2008. وبعد ثلاثة عشر عاما، اعتبرت المحكمة أن الملاحقات الجنائية في حقهما شكلت "تدخلا في ممارسة حقهما في حرية التعبير".
وأكد قضاة المحكمة السبعة أن الآلية الجنائية التي اعتمدها القضاء التركي ظلت عالقة "لوقت طويل" استمر ثلاثة أعوام وأربعة اشهر، أضيفت اليها تسعة أشهر استغرقها التحقيق الجنائي.
وأشار القضاة إلى أن "الخشية من الحكم عليهما شكلت من دون شك ضغطا" على الأكاديميين ودفعتهما "إلى ممارسة رقابة ذاتية". وفي هذا السياق، "شكلت الملاحقات الجنائية في ذاتها عامل ضغط فعليا".
وبناء عليه، أدانت المحكمة بالإجماع تركيا بانتهاك حرية التعبير التي تكفلها المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الانسان التي سبق لتركيا أن علّقت العمل بها جزئيا، وفرضت عليها دفع ألفي يورو لكل منهما بعد إلحاق "ضرر معنوي" بهما.
وأنشئت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ العام 1959 من جانب الدول الاعضاء في مجلس أوروبا. ويقضي دورها بالنظر في حالات ترفع اليها وتعتبر انتهاكا للشرعة الاوروبية لحقوق الانسان.
وتتلقى أنقرة انتقادات بشكل دوري فيما يتعلّق بحرية التعبير، ومن ذلك ردود الفعل القوية على تبني البرلمان التركي لمشروع قانون يوسع رقابة السلطات على شبكات التواصل الاجتماعي.
إ.ع/ع.ج.م
قادة سياسيون كانوا عرضة للسخرية
عرض الإعلامي الساخر بوميرمان في برنامج "نيو ماغازين رويال" على تلفزيون ZDF فيديو يحتوي على قصيدة، انتقد فيها القيود التي فرضها أردوغان على حرية التعبير في تركيا. لكن هذه الصور الساخرة ليست الأولى من نوعها.
صورة من: ZDF Neo Magazin Royale
أنغيلا ميركل
أثناء المفاوضات الأوروبية المتعلقة بحزمة الإنقاذ لليونان، غالبا ما صورت الصحف اليونانية ميركل وهي ترتدي العلامات النازية. هذا غلاف أحد أعداد المجلة الساخرة "ميستيكي إلادا" في عام 2012، وهو ربما لا يظهر ذلك صراحة، لكنه يصور المستشارة ترتدي الزي العسكري الخاص بالألمان في الحرب العالمية الثانية والنسر على كتفيها. ولم تقم الحكومة الألمانية بأي إجراءات قضائية ضد مثل هذه الصور.
صورة من: picture-alliance/Rolf Haid
دونالد ترامب
دونالد ترامب، السياسي المثير للجدل، وأحد المرشحين الرئاسيين المحتملين عن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، غالبا ما يكون هدفا للرسوم الكرتونية والسخرية. ويبدو أن قطب العقارات ليس منفحتاً لتقبل الانتقادات، فقد نشرت "بوسطن غلوب" يوم الأحد (14 أبريل/نيسان 2016)، في صفحتها الأولى صورة ساخرة لترامب تظهر العالم تحت رئاسته. فعلق ترامب لاحقا إنها قصة "غبية" و"لا قيمة لها".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/The Boston Globe
فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب استعراض عضلاته في الصور التي ينشرها عن أوقات عطلته. بعد أن سمح للعالم برؤية صورة له أثناء ركوبه الخيل وهو عاري الصدر، أصبحت صورة صدر الرئيس بوتين تستخدم أيضا في استعراضات ساخرة - مثل التي تظهر في هذه الصورة، خلال موكب الكرنفال بمدينة دوسلدورف في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
كيم جونغ أون
الحاكم الشيوعي لكوريا الشمالية لا يستطيع أن يتخيل أن يكون هدفا لمزحة. وبعد الإعلان عن الفيلم الساخر "المقابلة"، الذي يعرض قصة خطة لاغتيال الزعيم الكوري الشمالي من قبل صحفيين بعد الحصول على فرصة إجراء مقابلة معه، قام قراصنة الكترونيين بمهاجمة استوديوهات شركة "سوني بيكتشرز" المنتجة للفيلم. ويعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حكومة كوريا الشمالية تقف وراء هذه الهجمات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Columbia Pictures/Sony
ونستون تشرشل
هناك تقليد طويل من السخرية من كبار الساسة: هذا الرسم الكاريكاتوري البريطاني الذي يعود لعام 1915 يصور ونستون تشرشل، ثم وزير البحرية، على شكل آخيل خلال حرب طروادة، منتقدا فشل قيادته خلال معركة غاليبولي في مضيق الدردنيل.
صورة من: picture-alliance/akg-images
جورج دبليو بوش
كان الرئيس الثالث والأربعون للولايات المتحدة واحدا من أكثر مصادر الإلهام للكوميديين الساخرين في برامج السهرة. وكثيرا ما كانت رسوم كاريكاتيرية ساخرة تصفه بـ"افتقاده للذكاء". كما عاد الكوميديون مرة أخرى للسخرية منه عندما كشف عن توجهه إلى فن الرسم.
صورة من: Getty Images/M. Tama
ياروسلاف كاتشينسكي
طفت على السطح في موكب الكرنفال في مدينة دوسلدورف هذا العام آثار التوتر الدبلوماسي بين بولندا وألمانيا. الصورة تظهر بولندا وكأنها امرأة تتعرض للتعنيف والدوس بحذاء زعيم حزب القانون والعدالة اليميني، ياروسلاف كاتشينسكي. فعلق وزير الخارجية البولندي أن الصور تظهر "ازدراء للشعب والسياسيين البولنديين."
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بصوته العميق المميز يتعرض بانتظام للسخرية من قبل الكوميديين في البرنامج التلفزيوني الساخر "بلد رائعة"، وهو برنامج أسبوعي من أكثر البرامج شعبية في إسرائيل. ولم يحدث أن استاء نتنياهو من محاكاة البرنامج الساخرة له، بل على العكس من ذلك، "بيبي"، كما يُطلق عليه، كان ضيف شرف على البرنامج في عرض عام 2013.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Guez
آية الله الخميني
تماما مثل بوميرمان، تسبب الفنان الهولندي المولد رودي كاريل، الذي عاش في ألمانيا، بجدل دبلوماسي في عام 1987 بسبب مونتاج صورة لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، تظهر تعرضه للرشق بملابس داخلية خلال زيارة رسمية. ونتيجة لذلك، طرد اثنان من الدبلوماسيين الألمان من طهران.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Wagner
أردوغان وبوميرمان
لا يزال علينا أن نرى إذا كانت قصيدة بوميرمان الاستفزازية لأردوغان ستؤدي إلى أزمة دبلوماسية مرة أخرى، مماثلة لما حصل في عام 1987 مع إيران. شيء واحد مؤكد، هو أنها ليست المرة الأولى التي تؤدي فيها سخرية سياسية إلى توتر بين الدول، وطرق التعامل معها متنوعة تماما كالأساليب السياسية الحاكمة.