تونس: المحكمة العليا تأمر بإعادة مرشح لقائمة الانتخابات
١٤ سبتمبر ٢٠٢٤
وسط أجواء متوترة بعد استبعاد مرشحين واستمرار إيقاف مرشح معتمد إلى جانب الرئيس التونسي قيس سعيد ومرشح آخر، بدأت الحملة الانتخابية داخل البلاد.
إعلان
بدأت حملة الانتخابات الرئاسية، السبت (14 أيلول/سبتمبر 2024) في تونس، بينما يسيطر التوتر على المناخ السياسي في البلاد مع استمرار إيقاف المرشح العياشي زمال واستبعاد هيئة الانتخابات لمرشحين آخرين.
وكانت الحملة الانتخابية قد بدأت بالفعل قبل يومين في الخارج، حيث يقيم ما يقارب من مليون و800 ألف مهاجر تونسي بشكل قانوني معظمهم في الدول الأوروبية، من بينهم حوالي 620 ألف ناخب مسجل. وداخل تونس تستمر الحملة حتى يوم الرابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل في حين يجري الاقتراع يوم السادس من نفس الشهر.
وأقرت هيئة الانتخابات ترشح مرشحين اثنين فقط إلى جانب الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، أحدهما رئيس حزب "حركة الشعب" الممثل في البرلمان، زهير المغزاوي. وبدأ المغزاوي حملته اليوم من ولاية الكاف غرب تونس. وكان المغزاوي من بين مؤيدي الرئيس سعيد حينما أعلن الأخير حل البرلمان والنظام السياسي في 25 تموز/يوليو 2021 وتوسيع صلاحياته بشكل كبير في دستور جديد.
واليوم السبت طالبت المحكمة الإدارية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتنفيذ قرارها الملزم بإعادة المرشح المنذر الزنايدي إلى السباق الرئاسي.
وكانت هيئة الانتخابات استبعدت الزنايدي ومرشحين آخرين بدعوى وجود خروقات في ملفات ترشحهم ترتبط بالتزكيات الشعبية من الناخبين. ولكن المحكمة الإدارية أقرت بسلامة ملف الزنايدي والسياسيين عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي وطالبت بضمهم إلى القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات.
عالم السرعة - سيارات تعمل بالطاقة الشمسية في تونس
26:04
وقالت هيئة الانتخابات إنه لا يمكنها تطبيق القرار لأنها لم تحصل على إخطار بشأنه في الآجال القانونية. وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر إنها الجهة الوحيدة المختصة قانوناً بالولاية على الانتخابات.
وفتح قرار الهيئة جدلاً قانونياً في تونس بشأن الاختصاص. وسط اتهامات للهيئة بإقصاء مرشحين جيدين للرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد الساعي إلى ولاية ثانية.
وقدمت المحكمة الإدارية في قرار جديد لها اليوم السبت نشره فريق الحملة الانتخابية للمنذر الزنايدي، شرحا قانونياً أوضحت فيه أن هيئة الانتخابات ملزمة بتنفيذ قرار اعادة الزنايدي إلى السباق الرئاسي ونشر اسمه بالقائمة النهائية وبالجريدة الرسمية وتعديل أجندة الانتخابات عند الاقتضاء.
ولم يرد على الفور أي تعليق من هيئة الانتخابات. وليس واضحاً ما إذا كانت ستلتزم بإيضاحات المحكمة الإدارية مع انطلاق أول أيام الحملة الانتخابية اليوم.
والمنذر الزنايدي سياسي ورجل أعمال ويعد من أبرز وزراء النظام السابق في حقبة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي قبل ثورة 2011 التي أطاحت بحكمه.
ولا يزال المرشح الثالث رئيس "حركة عازمون" العياشي زمال، قيد الايقاف وهو ملاحق في عدة قضايا ترتبط بافتعال تزكيات شعبية من الناخبين. وقال فريق حملته الانتخابية انه يتعرض إلى "إقصاء ممنهج" وتابع أنه "عازم على خوض الحملة الانتخابية".
وأمس الجمعة شارك الآلاف في مسيرة وسط العاصمة تندد بقرارات الهيئة وبسياسات الرئيس سعيد وتطالب بحماية الحريات.
خ.س/ف.ي (د ب أ)
أوروبا وبلدان شمال إفريقيا.. لعبة المصالح ومقايضة الهجرة بالمال
تحتاج دول الاتحاد الأوروبي لموافقة دول جنوب المتوسط من أجل وقف الأعداد القياسية للمهاجرين غير النظاميين. ولذلك سعت بروكسل لصفقات تبادل مصالح مع دول كمصر وتونس وموريتانيا، وتفاوض أخرى كالمغرب. اتفاقيات تعرضت لنقد شديد.
صورة من: Hasan Mrad/ZUMA Wire/IMAGO
رئيسة الحكومة الإيطالية تزور تونس للمرة الرابعة
تزور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس، للمرة الرابعة خلال عام. وتركز مرة أخرى على مكافحة الهجرة غير القانونية. وأكدت مصادر إيطالية قبل هذه الزيارة أن "التعاون في مجال الهجرة يظل جانبا أساسيا في العلاقة بين إيطاليا وتونس". وتأتي الزيارة قبل شهرين من الانتخابات الأوروبية التي تخاض في إطارها نقاشات ساخنة حول الهجرة.
صورة من: Slim Abid/AP/picture alliance
اتفاقية مع تونس
وكانت تونس وقعت في تموز/يوليو 2023 مذكرة تفاهم مع المفوضية الأوروبية لكبح موجات الهجرة المنطلقة من سواحلها وجرى تعميم الخطوة مع موريتانيا ومصر لاحقا. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، التي زارت تونس مع رئيسي وزراء إيطاليا وهولندا، إلى أهمية التعاون في مجال مكافحة عصابات تهريب البشر وإدارة الحدود والبحث والإنقاذ عبر تمويل بقيمة 100 مليون يورو هذا العام.
صورة من: Freek van den Bergh/ANP/picture alliance
ثلثا المهاجرين يصلون إيطاليا عبر تونس
ومن بين أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية القريبة في 2023، انطلق قرابة ثلثي العدد من سواحل تونس وأغلبهم من سواحل صفاقس التي تضم الآلاف من مهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء، والحالمين بالوصول إلى دول التكتل الأوروبي الغني. وتوفي أكثر من 1300 مهاجر قبالة سواحل تونس عام 2023، أي ما يفوق نصف عدد الوفيات في البحر المتوسط، المصنف كأخطر الطرق البحرية للهجرة غير النظامية.
صورة من: Ferhi Belaid/AFP/Getty Images
اتفاقية مع مصر
رئيسة المفوضية الأوروبية زارت القاهرة أيضا، برفقة رؤساء حكومات بلجيكا وإيطاليا واليونان. ووقعت اتفاقية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف إقامة شراكة مع السلطات المصرية لمساعدة هذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية خطيرة، والذي يقع على حدود حربين في قطاع غزة والسودان، وحيث يوجد نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ - بما في ذلك أربعة ملايين سوداني و 1,5 مليون سوري - بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
صورة من: Dati Bendo/dpa/EU Commission/picture alliance
مساعدات لموريتانيا مقابل التعاون في مجال الهجرة
كما وقعت موريتانيا مع بروكسل إعلانا للتعاون المشترك بينهما في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يشتمل على نقاط متفرقة منها منع المهاجرين من التدفق نحو السواحل الأوروبية، وخاصة إسبانيا، وإعادة المهاجرين الموريتانيين غير النظاميين. والتعاون في مجال اللجوء، ومساعدة موريتانيا على إيواء طالبي اللجوء الأجانب على أراضيها مع احترام حقوقهم الأساسية. ولقي الاتفاق انتقادات واسعة في موريتانيا.
صورة من: BORJA PUIG DE LA BELLACASA/AFP
العبور من المغرب
يعتبر المغرب أحد أهم الوجهات للعبور إلى الاتحاد الأوروبي. إلا أن الرباط تشدد رقابتها على المنفذين البريين في سبتة ومليلة، إضافة للعبور بحرا. واعترضت السلطات المغربية 87 ألف مهاجر حاولوا الانطلاق من المغرب إلى أوروبا في 2023، وأنقذت 22 ألف مهاجر تقطعت بهم السبل في البحر أثناء محاولة العبور.
صورة من: Bernat Armangue/AP Photo/picture alliance
تقارب إسباني مغربي
التقارب الأوروبي مع المغرب تدفع به خصوصا إسبانيا، التي أعلنت في مارس/آذار 2022 تأييد موقف المغرب فيما يتعلق بالصحراء الغربية. وزار رئيس الوزراء الإسباني سانشيز المغرب أكثر من مرة. وعملت الرباط ومدريد على توثيق التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية. واحتلت قضية الهجرة موقعا مهما في المحادثات.
صورة من: /AP Photo/picture alliance
سعي أوروبي لاتفاق قريب مع المغرب
هناك اتفاقيات ثنائية بين دول أوروبية والمغرب بخصوص الهجرة. ولكن هناك مفاوضات تجريها المفوضية الأوروبية مع الرباط، منذ سبع سنوات، ومن المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق نهاية 2024. التعاون مع المغرب ثمنه ليس ماليا، وإنما سياسي، بحسب مصادر أوروبية مطلعة، كما نقلت صحيفة "كرونه" النمساوية، حيث تشترط الرباط دعم بروكسل بخصوص الصحراء الغربية. وفي المقابل، يدعم المغرب السياسة الأوروبية المتعلقة باللاجئين.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
انتقادات حقوقية لهذه الاتفاقيات
انتقد نواب في البرلمان الأوروبي "الوضع الكارثي للديموقراطية وحقوق الإنسان في مصر". كما تعرضت مذكرة التفاهم مع تونس لانتقادات من قبل اليسار الذي يدين "استبداد" الرئيس التونسي سعيد، والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون من جنوب الصحراء في بلده.
ودان المجلس الأوروبي للاجئين "الاتفاقات المبرمة مع الحكومات القمعية".
صورة من: Mahmud Turkia/AFP
تبقى ليبيا
ومع هذه الاتفاقيات المتتالية مع دول شمال إفريقيا للحد من الهجرة غير النظامية، تبقى دولة واحدة بمثابة العقدة أمام المنشار. حيث تستغل ميليشيات مسلحة في ليبيا الانقسام في البلد، لتحقق ثروات طائلة من خلال تهريب المهاجرين على قوارب مكتظة باتجاه اليونان وإيطاليا. وعجزت الجهود الأوروبية حتى الآن عن إيجاد حل للمعضلة، التي تفاقمت في يونيو/حزيران 2023 مع تسجيل واحد من أكبر حوادث غرق المهاجرين على الإطلاق.