المخاوف تنتاب قطاع الأعمال الأوروبي بسبب اتفاق التجارة العالمية
١٢ أبريل ٢٠٠٨أعرب الأمين العام لمنظمة الأعمال الأوروبية (بيزينيس يوروب) فيليب دو باك عن تأييد قطاع الأعمال الأوروبي لمفاوضات منظمة التجارة العالمية "بقوة"، مشيرا إلى أن أوروبا هي أكثر الاقتصاديات انفتاحا في العالم. وأشار المسؤول الأوروبي إلى أنه كلما طال أمد هذه المفاوضات، كلما كان هناك بعضا من انعدام الثقة "وهذا مبعث قلق". وكشف دو باك عن أن قطاع الأعمال الأوروبي، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه رابح من أي اتفاق بشأن التجارة العالمية، يشعر بالقلق من أنه قد يتكبد خسائر اقتصادية إذا رفضت الدول النامية الكبرى مثل الهند والصين فتح اقتصادياتها.
ويأتي هذا في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة المحادثات بين الأطراف المعنية قبيل محاولة أخرى متوقعة من جانب وزراء الدول المنضوية في إطار منظمة التجارة العالمية في مايو/ أيار القادم لإحياء جولة مفاوضات الدوحة المتعثرة منذ سنوات والمهددة في نفس الوقت بالتأجيل لسنوات أخرى إذا لم يتم التوصل قريبا إلى اتفاق بهذا الشأن.
وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن الأمين العام لمنظمة "بيزينيس يوروب"، التي تمثل 20 مليون شركة في أوروبا، يوم أمس الجمعة (11 نيسان/ أبريل 2008) قوله إن أوروبا مثلها مثل الدول النامية لديها نصيبها من المشكلات الناجمة عن العولمة مثل انتقال الوظائف إلى مناطق من العالم منخفضة تكاليف العمالة وارتفاع العجز التجاري مع دول أخرى مصدرة مثل الصين. وتابع المسؤول الأوروبي قائلا: " إذا لم نتمكن في الوقت نفسه من الحصول على بعض الفوائد الحقيقية من العولمة بشكل متوازن .. فسنكون الخاسرين".
مفاوضات ماراثونية ...والأغنياء قلقون قبل الفقراء
وتجدر الإشارة هنا إلى أن مفاوضات تحرير التجارة العالمية أحرزت بعض التقدم مؤخرا فيما يتعلق بالقضايا الزراعية الحساسة التي تعد إحدى النقاط الخلافية الرئيسية، غير أن خلافات رئيسية أخرى لا تزال قائمة بشأن مدى ما ستذهب إليه الاقتصاديات النامية الكبرى في فتح أسواقها أمام السلع الصناعية والخدمات. وتمثل هذه القطاعات مجالات الاهتمام الرئيسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الاقتصاديات المتقدمة الأخرى. ويعتر القلق مؤسسات الأعمال الأوروبية والأمريكية من أن اتفاقا نهائيا يمكن أن يسمح لبلدان مثل الهند والصين والبرازيل بحماية قطاعات كثيرة من خفض التعريفة الجمركية.
ونظرا لأنه من المرجح لأي اتفاق بشأن جولة الدوحة أن يحدد مسار التجارة العالمية خلال العقد القادم أو أكثر، فإن المخاوف تنتاب بعض الأوروبيين من بأنه سيتعين عليهم خفض التعريفة الجمركية على بضائع مثل السيارات إلى الصفر تقريبا في وقت يمكن فيه لدول نامية مصنعة للسيارات غلق أسواقها المزدهرة أمام الواردات.