1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المخرج عمرو سلامة: مناخ مصر السياسي لا يتقبل أي رأي مختلف

حاورته: نهلة الحناوي - القاهرة١ مارس ٢٠١٤

منذ شهر تقريبا تشهد صالات السينما في القاهرة إقبالا كبيرا على الفيلم المصري الجديد "لا مؤاخذة". الفيلم يتطرق لمواضيع مثيرة للجدل داخل المجتمع المصري بطريقة طريفة وساخرة. DWعربية حاورت مخرج الفيلم عمرو سلامة.

Filmplakat La Moakhza von Amr Salama
صورة من: Eslam Abd Elsamii

فيلم "لا مؤاخذة" الذي تصدر شباك التذاكر في دور السينما المصرية تدور أحداثه حول طفل مسيحي لعائلة ثرية تنقلب حياته رأسا على عقب بعد وفاة والده فجأة واكتشاف والدته أنه ترك ديونا كثيرة، فتضطر لنقل ابنها إلى مدرسة حكومية بعدما كان في مدرسة خاصة، ليواجه الطفل مأزق اختلاف الطبقات بين المدرستين، ويزداد الموقف تعقيدا عندما يضطر إلى عدم الكشف عن ديانته المسيحية ليندمج مع زملائه ويتم تقبله.

"لا مؤاخذة" في العامية المصرية تعني بدون إحراج أو عفوا، وهو عنوان يتسق مع مضمون الفيلم؛ وكأنّ المخرج يريد أن يقول للمتفرج (عفوا ولكننا هكذا). قصة الفيلم مستوحاة من تجربة شخصية لمخرج الفيلم عمرو سلامة الذي أجرينا معه هذا الحوار:

DWعربية: كتبتَ الفيلم بنفسك وأخرجته. ما هي الفكرة وراء القصة؟

المخرج عمرو سلامة: 90 في المئة من أحداث الفيلم عشتها بنفسي حين كنت طفلا. فقد عانيت في المدرسة الحكومية وأردت أن أخرج فيلما عن معاناتي مع الطبقية، لكن أضفت الى ذلك المحور الديني وجعلت بطل الفيلم مسيحيا.

الرقابة احتجزت الفيلم أربع سنوات ورفضت عرضه، لماذا؟

الأسباب التي أعطوها لي لم تكن واضحة. كل مرة الرفض كان لسبب مختلف كاختيار طفل ليكون بطلا للفيلم أو السيناريو أو تشويه صورة المدارس الحكومية لكن في النهاية السبب الرئيسي هو تناول قصة حول الأقباط والمسلمين وهو موضوع دائما ما يتم تجنبه خوفا من إثارة الجدل. لكن في النهاية هي مشكلة موجودة ويجب الاعتراف بها ومواجهتها.

كيف جاءت ردود فعل النقاد على الفيلم، خاصة وأنك تناولت موضوعا حساسا وهو الأقلية المسيحية في مصر؟

بخلاف ما توقعت لم تأتي انتقادات كثيرة. وقد حاز الفيلم على استحسان معظم قطاعات المجتمع. وحقق إيرادات طيبة في ظل الوضع الحالي الذي تعاني منه صناعة السينما نتيجة حالة عدم الاستقرار. هناك انتقادات قليلة واجهتها وهي إثارة الفتنة الطائفية في مصر واتهامي بأنني أريد إظهار أن هناك مشكلة بين المسيحيين والمسلمين. لكنها اتهامات لا علاقة لها بمضمون ورسالة الفيلم ولم تؤثر على نجاحه.

المخرج عمرو سلامة: "أنا متفائل بمستقبل أفضل لمصر".صورة من: N. Elrefai

كيف كانت عملية اختيار الأطفال والعمل معهم؟

استغرقت عملية الكاستنغ (اختيار الممثلين) حوالي ستة أشهر ولم تكن سهلة. فاختيار الأطفال المناسبين لكل دور كانت عملية شاقة. العمل مع الأطفال بصفة عامة كان متعبا إلى حد ما لكنه ممتع أيضا. محمد داش بطل الفيلم طفل ذكي وكان العمل معه مريحا رغم أنها كانت أول تجربة له في التمثيل.

القضية الرئيسية في الفيلم لم تكن الطائفية. أليس كذلك؟

لا، الطائفية كانت جزءا من القصة لكن في الأساس هي قضية الاندماج في المجتمع وتقبّل الاختلاف. وهذه مشكلة اجتماعية خطيرة، سواء دينيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا.

أنت أخرجت جزءا من فيلم "تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي" عن ثورة 25 يناير وكانت لك نشاطات سياسية واضحة قبل وبعد الثورة. ما سبب بعدك عن النشاط السياسي الآن؟

المناخ السياسي حاليا لا يترك المجال لأي رأي مختلف وأنا غير راض عن الأوضاع الحالية ورأيي لا يؤيده إلا فئة قليلة من المجتمع. فأنا لست مؤمنا بالخطاب السياسي الدارج. وأشعر أن دوري السياسي الآن غير فعال. لكن مازلت أنقل أفكاري وآرائي عبر شبكات التواصل الإجتماعي كتويتر وفيسبوك. وأنا أنتظر اللحظة التاريخية التي يمكن أن يكون لي فيها دور سياسي. لذلك في هذه المرحلة أعتقد أن عملي الفني هو الأساس والأهم، ومن خلاله يمكن أن أقدم أفضل ما عندي وأبدع في العمل السينمائي.

كيف ترى المشهد السياسي في مصر الآن؟

الوضع في مصر محزن وبالغ السوء ولا أعتقد أن الأمور ستتحسن قريبا، بل أتنبأ بسنوات أصعب ولكن هذا تطور طبيعي لأي ثورة. فهناك مراحل يجب أن تمر بها البلد حتى تصل إلى بر الأمان، لذلك على المدى البعيد أنا متفائل بمستقبل أفضل لمصر.

هل تعمل على فيلم جديد حاليا؟

نعم! أعمل على فيلم كوميدي مع الممثل أحمد حلمي اسمه "صُنع في الصين". وسوف أبدأ بتصويره قريبا وأتوقع نجاحه أيضا. قصة الفيلم غريبة وطريفة ولا أريد أن أبوح بها الآن.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW