1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المخيمات الفلسطينية في الأردن تنأى بنفسها عن الحراك الشعبي

٢٠ نوفمبر ٢٠١١

على مدى أكثر من عشرة أشهر من الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد في الأردن نأت المخيمات الفلسطينية بنفسها عن المشاركة في هذا الحراك لأسباب متعددة حاولت دويتشه فيله تسليط الضوء عليها

متظاهرون فلسطينيون يطالبون وسط العاصمة عمان باصلاحات سياسية واجتماعيةصورة من: D Fakher Daas/Youth Coalition and the People for Change

لم تنظم داخل المخيمات الفلسطينية في الأردن أية فعالية شعبية لافتة ومطالبة بإصلاح النظام أو حتى محاربة الفساد طوال أشهر الحراك الشعبي المتواصل منذ كانون الثاني/ يناير الفائت، وذلك رغم الدعوات التي تصدر عن ناشطين سياسيين من حين لآخر.

تتعدد أسباب عدم مشاركة أبناء المخيمات في الأردن في الحراك الشعبي، وفي هذا الإطار يقول أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في حوار مع دويتشه فيله إن مشاركة أبناء المخيمات في أحداث تتعلق بالقضية الفلسطينية أوضح وأكثر تأثيرا، ويضيف أن أبناء المخيمات هم مواطنون أردنيون ودخلوا في وحدة مع الضفة الشرقية منذ عام 1950 وبالتالي من حقهم أن يشاركوا في كل الفعاليات التي تعود بالنفع على الأردن وفلسطين وعلى الأمة.

ويعتبر حمزة منصور أن ضعف مستوى المشاركة فيما يتعلق بالحراك الشعبي الأردني المطالب بإصلاحات يعود إلى ما وصفه ب "تعرض أبناء المخيمات خلال السنوات الماضية إلى مضايقات" ويشير إلى أنهم "يخشون على رقمهم الوطني ومواطنتهم الأردنية".

مشاركة فلسطينيي المخيمات في الأردن في الحراك الشعبي من أجل تحقيق مطالب الشعب التي طال انتظارها. جانب من مظاهرة في 4 نوفمبر 2011صورة من: D Fakher Daas/Youth Coalition and the People for Change

"الروح الحية للقضية الفلسطينية لا تزال في المخيمات"

وحول مدى استجابة أبناء المخيمات لدعوات المشاركة في الحراك الشعبي مستقبلا، يرى أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي أن ذلك يعتمد إلى حد كبير على مدى تجاوب الحكومة مع مطالب الإصلاح ويؤكد أن الحراك الشعبي سيرشد نفسه إذا استجابت الحكومة للإصلاح استجابة مقبولة ، أما إذا أدارت ظهرها للإصلاح فان الحراك سيكون في البوادي والمخيمات والريف والمدن حسب رأيه.

بدوره يرى وزير الدولة الأردني السابق لشؤون الإعلام والمحلل السياسي طاهر العدوان أن من يقود الحراك الشعبي في الأردن هي مجموعات منظمة حزبيا كالإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة وأحزاب الوسط وقوى شبابية جديدة وعشائرية جديدة، لكنها لا تزال غير قادرة على تحريك مجموعات كبيرة في الشارع.

ويؤكد طاهر العدوان أن المخيمات لا تتحرك إلا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية لأن الروح الحية للقضية أي قضية العودة وقضية تحرير فلسطين لا تزال موجودة في المخيمات، ويضيف أن المخيمات لن تشارك في الحراك مستقبلا إلا إذا أصبح الحراك له طابع شعبي، كما يحدث في دول أخرى لكنه يستبعد ذلك في الأردن.

"العمل السياسي مكلف لأبناء المخيمات"

ويقول العدوان " ليس فقط المخيمات لم تخرج، فالعاصمة الأردنية عمان والمدن الأخرى لم يحدث فيها خروج جماعي جماهيري كبير كما يحدث في بلدان أخرى"، ويؤكد أن الكثير من الجماهير لا تجد دافعا للاشتراك في هذه التحركات مع أنها قد تؤيد مثل هذا الحراك ومطالبه المتعلقة بالإصلاح ومحاربة الفساد.

أما المحلل السياسي والكاتب في صحيفة الدستور اليومية عريب الرنتاوي، فيرى أن هناك اختلالا واضحا في علاقة الأردنيين من أصل فلسطيني بجهاز الدولة، وذلك على مدى أكثر من أربعة عقود، وهو من وجهة نظره ناجم عن سلسلة من السياسات والممارسات التي اتخذت خلال هذه الفترة، وأدت الى أن شعر الأردنيون من أصول فلسطينية بما وصفه بالإقصاء والتهميش فيما يخص مشاركتهم السياسية ومشاركتهم في الدولة والقطاع العام.

ويقول الرنتاوي ان ذلك أدى في نهاية المطاف إلى شعور قطاعات واسعة من أبناء المخيمات بأنهم "مواطنون مقيمون وبأن العمل السياسي مكلف جدا بالنسبة إليهم، وربما أكثر بكثير من كلفته على إخوانهم الأردنيين من أصول أردنية"، ويضيف أن هناك قناعة لدى الأردنيين من أصول فلسطينية بأن "رد الفعل الأمني على أية مشاركة من مشاركاتهم أكثر قسوة من رد الفعل الذي يتعرض له إخوانهم ذوي الأصول الأردنية".

"للمخيم خصوصيته ومعادلاته الذاتية"

المتظاهرون يرفضون مضايقات الأجهزة الأمنية في الأردنصورة من: D Fakher Daas/Youth Coalition and the People for Change

ويخلص عريب الرنتاوي إلى القول بأن المخيمات لفترة قادمة لن تشارك في الحراك الشعبي المطالب بالاصلاحات، وأنها خارج هذه المعادلة.

ويرى بعض الكتاب والصحفيين ومنهم ماهر أبو طير الكاتب في صحيفة الدستور أن استدراج المخيمات إلى الحراك الشعبي في الأردن كارثة كبرى لأن للمخيم خصوصيته ومعادلاته الخاصة، وأن من يريد الزج بالمخيمات في هذا الحراك لا يريد خيرا لها ولا يريد خيرا للبلد، خصوصا أن المخيم يخضع دوما للتأويل والتفسير، حسب قوله.

ويرى الناشط السياسي علاء الفزاع في حوار مع دويتشه فيله أن المخيمات الفلسطينية في الأردن لم تنعزل تماماً عن الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح، ويشير إلى أن ناشطين من مخيمات فلسطينية شاركوا عدة مرات وبشكل منظم وجماعي في مسيرات نظمت في وسط العاصمة الأردنية عمان وفي مدينة إربد شمالي الأردن.

"حساسية تتعلق بالهوية الوطنية الأردنية"


ويضيف علاء الفزاع أن الغياب عن المسيرات والمظاهرات ليس سمة مميزة للمخيمات، وإن كانت أكثر وضوحا في المخيمات ويرجع سبب ذلك إلى "الحساسية المتعلقة بالهوية الوطنية الأردنية"، ويضيف أن الإحجام النسبي للمخيمات عن المشاركة في المسيرات ساعد في تهدئة المخاوف، وسحب ذرائع كان يمكن استخدامها من قبل البعض.

ويختم الفزاع بالقول "إن أردنا دولة حديثة علينا أن نصل إلى مناخ سياسي يسمح بتحرك أبناء المحافظات وأبناء المخيمات دون أية خشية على الهوية ودون الحساسيات المرتبطة بها". ويضيف أن هذا يتطلب "إغلاق كافة المنافذ التي يمكن أن تكون مداخل للتهجير الناعم من الضفة إلى الأردن".

محمد خير العناسوة – عمان

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW