يؤثر حجم المخ بأشكال مختلفة على الكائنات الحية لاسيما على قدراتها الذهنية، وبالرغم من أن كبر حجم المخ قد يتناسب طرديا مع الذكاء إلا أنه يتناسب عكسيا مع قدرات أخرى في أجهزة الجسم. حيث خلص فريق علمي نمساوي إلى أن كبر حجم المخ بشكل كبير يؤدي أحيانا إلى ضعف قدرات جهاز المناعة لدى بعض الكائنات الحية من بينها أحد أنواع الأسماك، التي شملتها الدراسة.
وأوضح الباحثون بمعهد كونراد لورنس بجامعة فيينا، أن جسم جميع الكائنات الحية يحتوي على قدر معين من الطاقة، واستئثار أحد أعضاء الجسم بجزء كبير من هذه الطاقة يؤثر بشكل سلبي على باقي الأعضاء.
ونقلت صحيفة " فيينر تسايتونغ" عن المشرف على الدراسة، ألكساندر كورتشال قوله إن كبر حجم المخ يؤدي لاستثمار كمية كبيرة من الطاقة فيه وبالتالي تعاني أعضاء أخرى في الجسم من بينها جهاز المناعة مثلا وهو ما تم رصده على حيوانات التجارب التي أجريت عليها الدراسة.
وحاول الباحثون خلال تجربتهم اختبار جهاز المناعة لدى أحد أنواع الأسماك على محورين، أولهما المناعة التي تولد بها تلك الأسماك، وثانيهما يتمثل في المناعة التي تكتسبها الأسماك على مدار حياتها وفقا للظروف المحيطة بها. ولاختبار جهاز المناعة تمت زراعة قشور غريبة على جسد الأسماك. وأظهرت النتائج التي نشرتها "فيينر تسايتونغ"، أن جهاز المناعة لدى الأسماك ذات المخ صغير الحجم، كان أقوى في التعامل مع الأجسام الغريبة؛ على العكس من الأسماك ذات المخ كبير الحجم والتي جاء فيها رد فعل المناعة الأولية للأسماك ضعيفا بشكل ملحوظ.
يوجد حوالي 30 ألف نوع من السمك، وبعضها غريب ومثير للدهشة مثل ثعبان البحر الكهربائي، الذي تشير الدراسات إلى أنه أكثر غرابة وإثارة للدهشة مما كان معروفا عنه. في هذه الجولة المصورة نتعرف على 11 سمكة الأكثر غرابة في العالم.
صورة من: imago/Olaf Wagnerثعبان البحر الكهربائي هو غير سمك ثعبان البحر المعروف، إنه يولد تيارا كهربائيا تصل شدته إلى 600 فولت يقتل الأسماك الصغيرة. وقد اكتشف الباحثون أن هذا النوع من السمك يستخدم هذا التيار الكهربائي الذي يولده في تحديد موقع غنيمته، مثلما يستخدم طائر الخفاش سوناره لتحديد موقع فريسته.
صورة من: imago/Olaf Wagnerالسمك القناص يعيش في المياه المالحة. وهو يصطاد الحشرات برميها بسهم مائي فيقتلها لتسقط في الماء ويلتهمها. والسمك القناص الكبير الحجم يمكن أن يبصق سهمه المائي لمسافة مترين إلى ثلاثة أمتار.
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Rischawy/Universität Bayreuthسمكة مراقب النجوم، نوع من السمك يختبئ في الرمل وينتظر أن تسبح فريسته فوق رأسه حتى ينقض عليها بسرعة البرق ويستمتع بالتهامها. وهو يتميز برأسه وعينه الكبيرين وفمه المتجه للأعلى، ويجب تجنب "مراقب النجوم" لأنه سام.
صورة من: picture-alliance / OKAPIA KGسمك الحجر يعد من أخطر أنواع السمك السام ويتقن التخفي. ويبدو مثل طحالب حجرية ضخمة، لكن من يطأه يشعر بأشواكه السامة. أما سمه فيسبب ألما شديدا ويمكنه ان يؤدي للوفاة.
صورة من: gemeinfreiالسمك الكروي ويعرف أيضا بالينفوخ، حيث لديه معدة مطاطية يستطيع نفخها بسرعة مذهلة وملئها بالماء حين يشعر بالخطر، وبذلك يكبر حجمه ويصبح كروي الشكل. وهذا النوع من السمك سام وقاتل، ولكنه يعد في اليابان من الأطباق اللذيذة.
صورة من: picture alliance/Arco Imagesالسمك الصياد هو نوع من السمك يقوم بإغراء فريسته كما يفعل صياد السمك بصنارته، كما أن هذا النوع من السمك يضيء أيضا ما يزيد من فضول فريسته واقترابها منه أكثر ودخولها إلى فمه الضخم. والسمك الصياد منتشر في الكثير من مناطق العالم ويستطيع العيش في البحار العميقة أيضا.
صورة من: Flickr/Stephen Childsمن يبحث عن سمك غريب وعجيب عليه أن يبحث في البحار العميقة، حيث الضغط عال والضوء خافت جدا وحيث لا يوجد إلا القليل مما يمكن أن يقتات عليه السمك، في هذه الأعماق تضطر الكائنات الحية إلى التتأقلم مع ظروف حياتية صعبة لتستطيع العيش. بالضبط في هذه الظروف الصعبة يعيش سمك الأفعى الخبيثة الذي يمكث في قاع البحار العميقة ويصل طوله حتى 35 سنمتر وله فم كبير وأسنان كثيرة حادة جدا.
صورة من: picture-alliance/dpaسمك موسى هو نوع من السمك العريض المفلطح تماما الذي يجيد التخفي والتحول إلى ما يشبه الرواسب وهو يستطيع تحريك إحدى عينيه وتغيير مكانها لتصبح العينان في جهة واحدة بجانب بضعهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/H.Bäsemannسمكة فرس البحر، تعد واحدة من أجمل الأسماك الصغيرة الحجم وهي من الأسماك النادرة التي تسبح بشكل عامودي وكأنه واقفة ولهذا فهي ليست ماهرة في السباحة مثل غيرها من السمك. والغريب في هذا النوع من السمك أن الذكر لديه ما يشبه الكيس في بطنه ترمي فيه الأنثى البيوض فيحضنها الذكر حتى تفقس.
صورة من: picture-alliance/ dpaسمك نطاط الطين، وهو نوع من السمك يبدو أنه لا يستطيع أن يقرر هل يعيش في الماء أم على اليابسة، حيث أنه يعيش في الطين وجلد صدره قوي وكأنه درع بحيث يستطيع التحرك والقفز على اليابسة أيضا ويتنفس من جلده مثل البرمائيات، ولكنه يبقى سمكا.
صورة من: picture-alliance/dpa/MAXPPPسمك قرش المطرقة يتميز برأسه المفلطح المائل إلى الجانب. يعتقد الباحثون أن شكل الرأس المميز هذا يساعد قرش المطرقة على الرؤية بشكل أفضل.
صورة من: imago/imagebroker
ولاختبار المستوى الثاني من المناعة، أعطى الباحثون للأسماك ثلاثة أسابيع لاختبار قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة. ولم يختلف رد فعل الأسماك في هذه الحالة أيضا إذ كانت قدرة الأسماك ذات المخ صغير الحجم، على إنتاج الأجسام المضادة، أكبر من الأسماك ذات المخ كبير الحجم.
هل تنطبق نفس النتائج على الإنسان؟
وحتى الآن لم يتوصل الباحثون بدقة للآلية التي تتم بها هذه العملية، إلا أن المشرف على الدراسة يرجح وجود مستقبلات معينة في الجسم تمكن المناعة الأولية للجسم من رصد الأجسام الغريبة والتحرك ضدها على الفور. ونظرا لأن هذه المستقبلات موجودة لدى الإنسان أيضا، فمن غير المستبعد أن تنطبق نفس النتائج على الإنسان أيضا.
الملفت للانتباه أن هذه ليست الدراسة الأولى من نوعها لهذا الفريق البحثي والتي تربط بين حجم المخ ووظائف أخرى في الجسم. فقبل عدة سنوات خلص الفريق البحثي إلى أن الأسماك ذات المخ كبير الحجم، أقل في إنتاج الصغار مقارنة بالأسماك ذات المخ صغير الحجم.
ا.ف/ ع.ج (DW)