المدارس الألمانية الـ140 بالخارج في خطر .. والسبب؟
٥ مايو ٢٠٢٠
يبدو أن تأثير فيروس كورونا بلا حدود، إذ تبقى المدارس الألمانية الـ 140 بالخارج حاليا مغلقة مما يؤدي إلى انهيار في المداخيل. وبدون مساعدة فورية من الحكومة الاتحادية في برلين والولايات سيكون وجود الكثير من المدارس مهددا.
إعلان
منذ سبعة أسابيع تبقى فصول الدراسة في مدرسة هومبولد الألمانية في عاصمة بيرو ليما فارغة. وفي العادة يتعلم هنا حوالي 1500 طفل وشاب. لكن منذ تفشي وباء كورونا لا يرى التلاميذ معلميهم إلا من خلال شاشة الكمبيوتر. بيد أن التحول إلى الدراسة الرقمية ليس هو التحدي الأكبر الذي تقف أمامه حاليا المدرسة.
فالمؤسسة التعليمية تجد نفسها في موقف مالي حرج. "كنا دوما في وضع جيد"، تقول آن كاترين بيترسن رئيسة الجمعية المشرفة على مدرسة ليما لدويتشه فيله (DW). "لكن كل شيء يميل الآن إلى التأرجح"، تضيف بيترسن.
ومدرسة هومبولد هي واحدة من 140 مدرسة ألمانية في الخارج، وهي تمول وتدار كغيرها من المدارس الألمانية في الخارج من قبل جمعية غير ربحية. والداعمون يحصلون على نحو 70 في المائة من مواردهم باستقلالية من خلال الرسوم المدرسية. والباقي تقدمه الحكومة الاتحادية والولايات على أساس قانون المدارس الخارجية مثلا من خلال إيفاد طاقم التعليم.
قابلية الدفع لدى الآباء ساءت بسبب الوباء
"بسبب الوباء انزلقت المدارس جميعها تقريبا إلى وضع اقتصادي سيء"، يقول الدكتور بيتر فورنيل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج (WDA)، لدويتشه فيله. "المدارس تعول على أن يدفع أولياء أمور التلاميذ الرسوم المدرسية"، يضيف فورنيل.
بيد أن العديد من العائلات باتت بسبب أزمة كورونا تعاني من خسائر مالية وليس بإمكانها بالتالي دفع تلك الرسوم المالية. "سلوك الدفع لدى العديد من العائلات أمر سيء للغاية - حتى بالنسبة للعائلات المقتدرة التي لديها المال بالفعل"، كما تصف بيترسن الوضع في مدرسة هومبولد في بيرو.
وبعض الساسة وأولياء أمور التلاميذ يطالبون بتخفيض الرسوم المدرسية بما أن الدروس لا تحصل إلا عن طريق الإنترنت. والمشكلة هي أن التكاليف الثابتة يجب دفعها وصرف رواتب الطاقم التعليمي. "نحن في الحقيقة من القطاع الخاص، لكن لا نحقق أرباحا. فجميع الأموال تُصرف مباشرة لصالح المدرسة"، كما تشرح بيترسن.
استطلاع رأي: حاجة ملحة لمساعدات فورية
وجدية الوضع بالنسبة إلى الكثير من المدارس بالخارج يكشفها أيضا استطلاع أجراه الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج حيث سئلت 105 من الهيئات المسؤولة عن المدارس حول الوضع الراهن خلال وباء كورونا. والنتيجة: 64 من الجمعيات المشرفة ترى أن وجود مدارسها مهدد فعلا. و72 في المائة يتوقعون أن ينخفض عدد التلاميذ. وجميع المدارس تقريبا تخشى أن تسير الأمور بشكل سيء.
"كي لا تنهار الدراسة، نحتاج إلى مساعدات فورية من الدولة الألمانية"، كما أوضح بيتر فورنيل من الاتحاد العالمي للمدارس الألمانية بالخارج. كما يجب تسهيل المأمورية على المدارس بالخارج للحصول على قروض. أما كيف سيكون شكل هذا الدعم السريع للمدارس، فهذا ما ستناقشه مجالس إدارة ومدراء المدارس الألمانية بالخارج الأسبوع المقبل خلال مؤتمر عبر الإنترنت.
وحتى أعضاء من البرلمان الألماني (البوندستاغ) ووزيرة الدولة المسؤولة عن المدارس بالخارج، ميشيل مونتفرينغ سيشاركون في النقاش. ويتوقع بيتر فورنيل تلقي الدعم من الساسة الألمان. وكان البرلمان الألماني قد أقر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني فقط اعتبار المدارس الألمانية بالخارج كركيزة أساسية من سياسة الثقافة والتعليم الخارجية وتقويتها.
وحتى الجمعية المشرفة على مدرسة هومبولد تأمل في الحصول على مساعدة سريعة من ألمانيا. "وإلا لن نقدر قريبا على دفع رواتب طاقم التدريس"، كما تقول أن كاترين بيترسن. ونهاية هذا الوضع الاستثنائي في بيرو لا تلوح في الأفق. ففي البلاد الواقعة في جنوب أمريكا تنطبق منذ أسابيع قوانين مشددة للحجر الصحي. وبالرغم من ذلك يستمر عدد المصابين في الارتفاع، وبالتالي لا يسمح للمدارس بفتح أبوابها إلا في ديسمبر/ كانون الأول المقبل على أقرب تقدير.
مريم بينكه/ م.ا.م
تجربة فريدة..تعليم اللاجئين الألمانية في الشارع
ليس من السهل تعلم لغة جديدة. لمعرفة الصعوبات التي يمر بها اللاجئون انضم فريق من تلفزيون الـ "DW" إلى فصل دراسي مُخَصص لطالبي اللجوء. ويجمع هذا الفصل بين تدريس اللغة نظريا وتطبيقا والإطلاع على جوانب الحياة في ألمانيا.
صورة من: DW/M. Hallam
لعل تعلم لغة جديدة والتمكن من أبجديتها يشكلان تحديات أمام طالبي اللجوء لأن أكثرهم بحاجة للمساعدة وبخاصة في المراحل الأولى من وصولهم إلى ألمانيا. إحدى الوسائل المساعدة المتبعة في إحدى المدارس تتمثل في التوجه إلى الشارع سعياً لتعلم اللغة عن طريق الحديث مع الناس.
صورة من: DW/M. Hallam
تهدف الدورات اللغوية الجديدة التي تقيمها مدرسة "ACB" إلى مساعدة القادمين الجدد على الاندماج بالمجتمع الألماني. تُرسل المدرسة طلابها في مهمات للبحث والاستقصاء في محاولة لدفعهم إلى التواصل مع الغرباء باستخدام اللغة الألمانية. المهمة الأولى: "عليهم أن يذهبوا إلى الأسواق والعثور على هذا الكشك ومعرفة أنواع الخضروات والفواكه التي تُباع في الكشك ".
صورة من: DW/M. Hallam
هل تعرف معنى الأناناس باللغة الألمانية؟ لاعذر لمن يجيدون الفرنسية أو الإيطالية، إذا كانت إجاباتهم خاطئة، إلا أن الطلاب الذين يتحدث أغلبيتهم اللغة العربية سيواجهون صعوبة أكثر. ولحسن الحظ فإن أعضاء فريق تلفزيون الـ "DW" كانوا حريصين على تحفيز المشاركين من خلال تسجيل نقاط إضافية للإجابات الصحيحة.
صورة من: DW/M. Hallam
تم تشجيع الطلاب على ترك هواتفهم ومحاولة سؤال الألمان وطلب مساعدتهم لمعرفة الوجهة المُرادة، وكان العثور على أحد المارة الذي يُتقن اللغتين العربية والألمانية من الأمور التي ساعدتهم إلى حد كبير. بسام (الذي يحمل الورقة بيده) أدلى بدلوه أيضا ونطق بعدة جُمَلٍ لم يُفْهَم معناها.
صورة من: DW/M. Hallam
يعتبر مكان ولادة "لودفيغ فان بيتهوفن"من أشهر الأماكن في مدينة "بون" وهو يقع بالقرب من السوق وسط المدينة، وقد تحول المنزل إلى ما يُشبه المتحف الصغير. رضوان وإبنه علي هما بالأصل من مدينة "حلب" ويعملان على إنجاز مهمتهما. تمكنا من العثور على التاريخ السحري لميلاد "بيتهوفن" وهو عام 1770.
صورة من: DW/M. Hallam
كانت نقاط المكافأة تُمْنَح للمجموعات الأسرع بإنجاز عملية البحث وقد أبقى المتنافسون عيونهم على الساعة لمعرفة زمن البحث. إستغرقت عملية البحث قرابة الساعتين قاموا خلالهما بزيارة أماكن يمكن أن يعاودوا زيارتها ثانية. ومن بين الأمور التي طُلِبَ منهم عملها معرفة وتدوين أوقات دوام مكتب رعاية الأجانب.
صورة من: DW/M. Hallam
"إنطلقوا إلى ساحة "فريدينزبلاتس"، تُشير التعليمات للفريق بأن يتوجه إلى ساحة رئيسية أخرى وسط مدينة "بون". ماهي المحطة الأخيرة للحافلة رقم "608"، ومتى ستصل الحافلة التالية؟ تتوقف الحافلة رقم "608" على مقربة من بناء "باولوس هايم" في مدينة "بون" وقد كان البناء سابقا مخصصاً للمسنين، غير أنه تحول الآن ليصبح مكاناً لإقامة اللاجئين.
صورة من: DW/M. Hallam
المحطة التالية هي مكتبة المدينة،حيث بإمكان الطلاب العثورعلى كتب باللغات العربية والفارسية والكردية كما بإمكانهم الإستفسار عن الإجراءات المطلوبة لإستعارة الكتب. وعند الدخول إلى المكتبة لفت إنتباه مراسلنا وجود مدرس الفصل الذي كان يمضي استراحته مع الطلاب، حيث كان أحد المشاركين يستعرض بفخر صور الفصل الدراسي الذي إلتقطها مؤخراً.
صورة من: DW/M. Hallam
عند إقتراب نهاية المهمة التي كُلِف بها الطلاب طُلِبَ منهم أن يجلسوا في مكان ما لتعبئة البطاقات البريدية. ذهبوا إلى مكتب البريد الرئيسي واشتروا طوابع بريدية وأرسلوا رسائل، وإحتفظوا بإيصالات شراء طوابع البريد. تم حل معضلة وسيلة أخرى من وسائل التواصل، غير أن إختيار الطابع المناسب للوجهة المحددة بقي تحدياً للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
كان هذا الدرس أطول من المعتاد- فبعض الفرق تحتاج إلى وقت أكثر من غيرها، أما من إستطاع أن يُنهي التحدي بوقت أقصر فهناك لعبة تخمين الكلمات بإنتظاره: حيث رسم شكلاً ما على اللوح وطُلبَ منهم كتابة الإسم المناسب لذلك الشكل "طبعاً الكلمات يجب أن تُكتب باللغة الألمانية". أظهرت هذه اللعبة فروقات لابأس بها بين قدرات الطلاب: فبعضهم لم يتمكن من المساهمة والبعض الآخر تمكن من تحديد الصيغة الصحيحة للأسماء.
صورة من: DW/M. Hallam
خصصت "آليف إريسوف رينكي" المُدرِسة في معهد ACB لتعليم اللغة الألمانية جوائز للفرق التي تُسجل أفضل النتائج في المهمة التي تهدف لتقصي الحقائق في وسط مدينة بون وضواحيها. لم يتمكن فريقنا من الحصول على إحدى المراتب الثلاث الأولى ولربما يكون ذلك بسبب المراسل الذي طُلِبَ منه أن يمتنع عن تقديم المساعدة للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
مفاجأة توجت نهاية اليوم: الجائزة من نصيب الطالب رضوان، رضوان هو أكبر المتنافسين سناً وقد تمكن من الفوز بالتحدي. الطالب رضوان كان يبتسم طوال فترة إجراء التمرين. كان الجميع يهتفون "صورة، صورة"، نيابة عن تلفزيون الـ "DW"وبعد أن أنجزنا مهمتنا طلبنا الإذن للمغادرة.