بالرغم من مناهضة مشجعي كرة القدم الألمانية لليمين المتطرف وتنظيم مظاهرات ضد العنصرية في الملاعب وخارجها، يبدو أن أرض الملعب تتحوّل تدريجياً إلى ساحة صراع سياسي يميل نحو اليمين، فكيف يمكن إنقاذ الديمقراطية في ألمانيا؟
هامبورغ 11 يناير/ كانون الثاني 2025 | مشجعو نادي سانت باولي يحملون الشعارات المناوئة لحزب البديل الشعبويصورة من: Philipp Szyza/xim.gs/picture alliance
إعلان
تحوّل ألمانيا سياسياً نحو اليمين أثر بشكل كبير على كرة القدم والمشجعين في الملاعب الألمانية، مما تسبب بمختلف أنواع الاضطرابات، ومع ذلك يحاول بعض مشجعي الأندية الألمانية تجنب الصراعات السياسية والحفاظ على الديمقراطية في ألمانيا، فقد نظمت العديد من أندية كرة القدم الألمانية ومشجعيها مظاهرات واحتجاجات عدّة ضد اليمين المتطرف في البلاد، سواء في الملاعب خلال المباريات أو في شوارع المدن الألمانية، كما دعت عدّة أندية كبرى من الدورين الأول والثاني في ألمانيا مشجعيها لمعارضة اليمين المتطرف.
وما زاد من حدّة هذه الاحتجاجات هو صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) اليميني الشعبوي مع قرب الانتخابات الاتحادية الألمانية في 23 فبراير/ شباط المقبل، ففي آخر مباراة على أرضه، عبر مشجعو نادي سانت باولي وهو نادي مقره مدينة هامبورغ الألمانية عن استيائهم من صعود حزب البديل من أجل ألمانيا وازدياد شعبيته من خلال رفع شعار: "كل هامبورغ تكره حزب البديل"، كما أحيوا يوم ذكرى الهولوكوست في 27 يناير/ كانون الثاني ورفعوا لافتات تحمل شعارات مشابهة.
ألمانيا، هامبورغ 2025 | إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتز قبل مباراة الدوري الألماني.صورة من: Marcus Brandt/dpa/picture alliance
ملاعب كرة القدم.. سياسة وعنصرية متزايدة
أصبحت لعبة كرة القدم في ألمانيا أكثر ارتباطاً بالسياسية من أي وقت مضى، ومع ذلك يميل معظم مشجعي كرة القدم إلى تجنب الانخراط في المواضيع السياسية في المدرجات والابتعاد عن المظاهر العلنية للولاء السياسي، حتى بالنسبة لأولئك المنخرطين أصلاً في السياسة.
إعلان
قال ريكو نوآك رئيس منظمة غيزيلشافتس شبيله، وهي منظمة لمشجعي كرة القدم تساعد في تعزيز المجتمع لـ DW: "أود أن يتحلوا بالمزيد من الشجاعة"، وأضاف أنه رأى في الكثير من الأحيان مجموعات من المشجعين في الملاعب الذين يتجنبون التدخل في القضايا السياسية أو يميلون إلى اختيار الحلول الوسطى.
وهذا أمر متناقض؛ لأن الحروب الثقافية في ألمانيا ركزت في كثير من الأحيان على كرة القدم، وهي الرياضة الأكثر شعبية في البلاد والتي تتمتع بحضور كبير في المجتمع الألماني.
فعلى سبيل المثال، تحولت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر إلى قضية سياسية، عندما أعلن المنتخب الألماني لكرة القدم عن نيته النزول إلى أرض الملعب مرتدين شارات(One Love)للاحتجاج على قوانين ومواقف الدولة المضيفة بشأن الأشخاص المثليين جنسياً.
وفي العام الماضي، وخلال استضافة ألمانيا لبطولة أوروبا، استغل حزب البديل من أجل ألمانيا الفرصة لشن هجومه الخاص على ما اعتبره "اليقظة السياسية" في كرة القدم، منتقدين دعم المنتخب الوطني لحقوق المثليين.
وفيما يخص العنصرية في مدرجات كرة القدم فقد زادت بشكل واضح خصوصاً بعد ما يسمى بأزمة اللاجئين عام 2015 عل حدّ تعبير الصحفي روني بلاشكه، الذي قال في مقابلة مع DW: "لاحظنا تحولاً نحو اليمين في الملاعب حيث شهدنا المزيد من الحوادث العنصرية في المدرجات ضد لاعبي كرة القدم السود".
وأضاف أن العنصرية لا تقتصر على أرض الملاعب والمدرجات، فعند تواجد لاعبين ألمان سود في فرق الشباب أو المنتخب الوطني، يمكن البحث في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وسنجد العديد من التعليقات العنصرية.
المنتخب الألماني لكرة القدم، مانويل نوير يحمل شارة القيادة لفريق One Loveصورة من: Christian Charisius/dpa/picture alliance
الولاء لنوادي كرة القدم يطغى على الولاء السياسي
يمكن القول إن ثقافة مشجعي كرة القدم الألمانية معقدة بعض الشيء، فبعض الأندية مثل نادي سانت باولي كان له هوية يسارية مبالغ فيها لتفرة طويلة، في حين يُعتقد أن أندية أخرى مثل نادي ألمانيا آخن له ارتباطات باليمين المتطرف، على الرغم من أن النادي كان قد نفى ذلك.
وبنفس الوقت تضم العديد من الأندية مشجعين من اليسار واليمين على حدّ سواء، وبالرغم من اختلاف التوجهات السياسية، يرى نوآك أن الولاءات السياسية تصبح غير ذات أهمية كبيرة بالنسبة لبعض المشجعين وتنخفض أهميتها في يوم المباراة وتصبح الأولوية والولاء للنادي.
ويعتقد نوآك بأن ثقافة مشجعي كرة القدم السياسية يمكن أن يكون لها تأثير عام على المجتمع الألماني، وبالرغم من ذلك، يرى أنه عندما ينظم مشجعو كرة القدم احتجاجات، فإنهم يتمتعون بروح المواجهة والتمرد، بالإضافة إلى الوحدة وروح الفكاهة، وهو ما تفتقر له أحياناً المظاهرات ذات الطابع السياسي المناهضة لحزب البديل من أجل ألمانيا.
وأضاف: "يمكنك أن تتعلم الكثير من مشجعي كرة القدم المنظمين"، فمشجعو كرة القدم غالباً ما يكونون مبدعين للغاية، وهم جيدون في معرفة ما يجب فعله لإنشاء صور مؤثرة في وسائل الإعلام".
التهديد اليميني المتطرّف - ليسوا ألماناً بما يكفي؟
28:34
This browser does not support the video element.
"المعركة الأخيرة من أجل الديمقراطية في ألمانيا"
تشعر سوزان فرانكه، عضو في "مبادرة مشجعي شالكه"، بالقلق من أن كرة القدم في ألمانيا تعود إلى الأوقات التي كان فيها اليمين المتطرف يسيطر على الأجواء في الملاعب، وقالت: "إن الأمور كانت تتحسن في الماضي، لكن الآن الوضع يسوء مرة أخرى، خاصة مع تصاعد الجدل بين المشجعين حول القضايا السياسية".
مبادرة مشجعي شالكه هي منظمة معروفة بمناهضتها للعنصرية، تم تأسيسها في 1992 عندما كان مشجعو اليمين المتطرف يتسببون في مشاكل في ملاعب كرة القدم، وشالكه هو نادي كرة قدم يقع في مدينة غيلزينكيرشن، غرب ألمانيا، وكانت هذه المدينة في السابق مركزاً صناعياً قوياً، لكن بعد تراجع الصناعة فيها أصبحت المدينة واحدة من أفقر مدن ألمانيا، وهو ما ساعد في زيادة شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا.
وما يزيد من قلق فرانكه هو قرار فريدريش ميرتس زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الذي قام بتمرير قرار في البرلمان الألماني بمساعدة حزب البديل من أجل ألمانيا، وفي هذا الصدد قالت: "بالنسبة لي، يبدو أن هذه المعركة الأخيرة من أجل الديمقراطية في ألمانيا"، ودعت الجميع سواء كانوا مشجعين لكرة القدم أم لا إلى أخذ هذه الأوقات على محمل الجدّ.
وتعتبر فرانكه أنه بالرغم من عدم وجود دليل واضح على أن مشجعي كرة القدم أكثر أو أقل انخراطاً في السياسة من غيرهم إلا أن آراءهم السياسية تكون أكثر وضوحاً وتلفت الانتباه عندما يعبرون عنها.
أعدته للعربية: ميراي الجراح
أبرز اللقطات الرياضية الألمانية والعالمية خلال 2024
كانت بطولة أوروبا لكرة القدم في ألمانيا والألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس في قلب العام الرياضي. ومع ذلك كانت هناك أيضًا بعض اللقطات البارزة خارج الأحداث الكبرى.
صورة من: François-Xavier Marit-Pool/Getty Images
وداع فرانتس بيكنباور
ليست ألمانيا وحدها، بل العالم أجمع ينعي فقدان أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور. توفي فرانز بيكنباور في 7 يناير عن عمر يناهز 78 عامًا. ويصف الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير بيكنباور بأنه "ألماني عظيم". كان لاعب كرة القدم الألماني الاستثنائي معروفًا في جميع أنحاء العالم، وقال شتاينماير: "نودع لاعب كرة قدم وشخصًا رائعًا".
صورة من: Heike Feiner/Eibner/IMAGO
طريق يانيك سينر إلى المركز الأول - مع الظل
في يناير فاز اللاعب الإيطالي بأول بطولة له في البطولات الأربع الكبرى للتنس في بطولة أستراليا المفتوحة والثانية في بطولة أمريكا المفتوحة في سبتمبر. وينهي سينر الموسم بفوزه في نهائيات رابطة لاعبي التنس المحترفين. وتخيم الفرحة بسبب عينتين إيجابيتين من المنشطات في مارس/آذار. لم يتم حظر اللاعب المصنف الأول عالميًا. وتتبع السلطات المسؤولة تصريح سينر بأنه "لوث نفسه عن طريق الخطأ".
صورة من: Alessandra Tarantino/AP/picture alliance
اللقب الأول الذي طال انتظاره
لقب "فيتسه كوزن" (الوصيف كوزن) التصق بباير. ولكن أخيراً أصبح باير ليفركوزن بطلًا لكرة القدم الألمانية للمرة الأولى في تاريخ النادي. لم يخسر فريق المدرب تشابي ألونسو (في الوسط) في جميع مبارياته الـ34 في الدوري الألماني. حقق ليفركوزن الثنائية بفوزه بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم. موسم صغير محبط في موسم مثالي: الهزيمة في نهائي الدوري الأوروبي.
صورة من: Michael Probst/AP Photo/picture alliance
الدراج الجديد "آكل لحوم البشر" تاديغ بوجاكار
لا مجال للالتفاف حول السلوفيني في سباق الدراجات في عام 2024. بعد انتصاره في "جيرو دي إيطاليا"، فاز بوجاكار بسباق فرنسا للدراجات (الصورة). وفي سبتمبر أصبح أيضًا بطل العالم في زيورخ بعد هروبه منفردًا على مسافة 51 كيلومترًا. انتصاران في جولتين كبيرتين ولقب بطولة العالم - لم يتمكن من تحقيق ذلك قبله سوى الأسطورة البلجيكي إيدي ميركس "آكل لحوم البشر" البلجيكي والأيرلندي ستيفن روش.
صورة من: Stephane Mahe/REUTERS
لا توجد قصة خيالية صيفية جديدة في يورو 2024
يلعب المنتخب الألماني لكرة القدم بقوة في بطولة أوروبا على أرضه ويثير نشوة تذكرنا بـ"الحكاية الصيفية" في كأس العالم 2006. ينتهي الأمر في الدور ربع النهائي. يخسر المنتخب الألماني أمام المنتخب الإسباني بطل أوروبا في نهاية المطاف بنتيجة 2:1 بعد وقت إضافي. الإثارة في المباراة: لمسة يد من لاعب إسبانيا مارك كوكوريا (الثاني من اليمين) في منطقة الجزاء.
صورة من: Tom Weller/dpa/picture alliance
ألعاب نارية حافلة بالإبداع - حفل افتتاح الأولمبياد في باريس
لم يسبق أن شوهد حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بشكل مذهل ومبدع مثل الحفل الذي أقيم في باريس. يسافر الرياضيون عبر نهر السين على متن قوارب، ويتسابق العلم الأولمبي عبر النهر على حصان معدني (في الصورة)، وتغني ليدي غاغا وسيلين ديون، وترتفع الشعلة الأولمبية في سماء باريس في المساء في منطاد.
صورة من: MAURO PIMENTEL/AFP/Getty Images
ليون مارشان، البطل الشعبي الفرنسي الجديد
لا أحد يفوز بالميدالية الذهبية في باريس كما يفعل الفرنسي ليون مارشان الذي يحتفل بأربعة انتصارات أولمبية في الألعاب الأولمبية في بلده الأم، مما يجعله أكثر الرياضيين نجاحًا في هذا الحدث. وفي إحدى الأمسيات، حقق إنجاز الفوز بالميدالية الذهبية الفردية في سباقي 200 متر فراشة و200 متر صدر في غضون ساعات قليلة. إنجاز تاريخي.
صورة من: David G. McIntyre/Zumapress/picture alliance
داريا فارفولوميف، ملكة الجمباز الإيقاعي
في عمر 17 عامًا فقط، فازت داريا فارفولوميف بأول ميدالية ذهبية أولمبية لألمانيا في الجمباز الإيقاعي. تقول بعد حفل توزيع الجوائز: "إنه شعور لا يُصدق أن كل العمل والعرق والبكاء والألم قد أثمر عن ميدالية ذهبية حول عنقي". وبفضل أدائها، ستحصل على لقب "رياضية العام" في ألمانيا في ديسمبر.
صورة من: Sina Schuldt/dpa/picture alliance
أوليفر تسايدلر - بالعرق والدموع إلى الذهبية الأولمبية
كما يمكن لأوليفر تسايدلر أن يطلق على نفسه لقب "رياضي العام" 2024. حقق المجدف البالغ من العمر 28 عامًا حلمه في تحقيق الميدالية الذهبية الأولمبية في باريس. إنه أول فوز أولمبي لألمانيا في سباق التجديف الفردي منذ عام 1992. فاز تسايدلر بالفعل ببطولة العالم وأوروبا ثلاث مرات لكل منهما. فقط في الأولمبياد لم ينجح بعد - إلى أن حقق حلمه في باريس.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بطلات كرة السلة الأولمبية بأعصاب قوية
إنهن "فريق العام" الألماني: ماري رايشرت، وإليسا مفيوس، وسونيا غريناغر، وسفينيا برونكهورست (من اليسار إلى اليمين). فزن بأول ميدالية أولمبية لبلدهن الأم في كرة السلة في باريس: الميدالية الذهبية. في تخصص 3×3 - ثلاث لاعبات لكل فريق يلعبن على سلة واحدة - أثبتن براعتهن في التسديد، وبأعصابهن الفولاذية انتصرن في النهائي على إسبانيا بنتيجة 17:16.
صورة من: Sina Schuldt/dpa/picture alliance
خلاف بين الجنسين حول بطلتي الملاكمة الأوليمبية خليف ولين
إنهما محور الاهتمام في دورة الألعاب الأولمبية في باريس. هناك جدل محتدم، لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا ما كان ينبغي السماح لإيمان خليف من الجزائر (في الصورة) ولين يو- تنغ من تايوان بالملاكمة في منافسات السيدات. يتم التشكيك علنًا في جنسهما. وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أن كلتيهما امرأتان وبالتالي يُسمح لهما بالمنافسة في منافسات الملاكمة النسائية.
صورة من: Mauro Pimentel/dpa/AFP/picture alliance
ماركوس ريهم - سيد القفز الطويل في الألعاب البارالمبية
فاز ماركوس ريهم بالميدالية الذهبية في الوثب الطويل للمرة الرابعة على التوالي في دورة الألعاب البارالمبية في باريس. المسافة التي فاز بها: 8.13 متر. وبذلك عادل اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا رقم كارل لويس الذي فاز بأربع ميداليات ذهبية أولمبية متتالية في الوثب الطويل. يقول ريهم: "أن تكون في القمة لفترة طويلة وأن تكون دائمًا بلا منافس هو شرف كبير". "إنه لأمر رائع أن تنجح دائمًا في تحقيق ذلك".
صورة من: IMAGO/Beautiful Sports
باتريك لانغ ملك الرجل الحديدي للمرة الثالثة
باتريك لانغ فاز ببطولة العالم للرجل الحديدي في هاواي للمرة الثالثة بعد عامي 2017 و2018. وحقق الرياضي البالغ من العمر 38 عامًا رقمًا قياسيًا جديدًا في السباق: وهو أول من يبقى أقل من ثماني ساعات. الفائزة الجديدة باللقب في بطولة العالم للسيدات في نيس هي أيضًا من ألمانيا. لاورا فيليب انتصرت للمرة الأولى في مسيرتها.
صورة من: Sean M. Haffey/Getty Images/IRONMAN
فوز ماكس فيرستابن ببطولة العالم للمرة الرابعة
لم يكن تتويج الهولندي البالغ من العمر 27 عاماً بلقب بطولة العالم للمرة الرابعة على التوالي مثيراً للإعجاب تماماً مثل لقبه الثالث. فبينما فاز فيرشتابن بـ19 سباقاً من أصل 22 سباقاً في موسم 2023، فاز "فقط" بتسعة سباقات من أصل 24 في موسم 2024، حيث ضعف فيرشتابن وفريقه ريد بُل في النصف الثاني من الموسم على وجه الخصوص. هذه المرة سيذهب لقب الصانعين إلى فريق مكلارين الصاعد.