المدون إياد البغدادي يكشف لـ DW تفاصيل حول تهديدات سعودية له
٩ مايو ٢٠١٩
كاتب جديد يتعرض للخطر بسبب انتقاده لعدد من الأنظمة العربية والحكام العرب على مواقع التواصل الإجتماعي. DW عربية حاورت إياد البغدادي صديق الصحفي خاشقجي لشرح ما يتعرض له من تهديدات. وما هي السبل الكفيلة بحمايته.
إعلان
الكاتب والمدون والباحث الفلسطيني إياد البغدادي، والحاصل على حق اللجوء في النرويج منذ عام 2015، تم تحذيره مؤخرا من جانب السلطات النرويجية، والتي تلقت بدورها تحذيرا من قبل وكالة الاستخبارت الأمريكية "سي اي ايه"، بشأن تهديد مُحتمل على حياته ما دفع النرويج إلى نقله لمكان أمن حفاظا عليه.
وحذرت السلطات النرويجية إياد البغدادي من خطر مُحتمل غير مُحدد من جانب المملكة العربية السعودية، وفقا لما نشره موقع صحيفة الغارديان.
واكتسب إياد البغدادي شهرته على وسائل التواصل الإجتماعي عقب انطلاق ثورات الربيع العربي في عام 2011 وتعليقاته بشكل مستمر على الأوضاع بالعالم العربي، حتى وصل عدد متابعيه على موقع تويتر وحده لحوالي 130 ألف مستخدم. كما شارك إياد في تأسيس "الكواكبي"، وهي مؤسسة غير ربحية معنية بحقوق الإنسان. وعاش إياد في الإمارات، إلى أن تركها متوجها إلى أوربا حيث حصل على اللجوء.
DWعربية: في رأيك وفي حد علمك، ما هي خلفيات وأسباب تلقيك لهذا التهديد خاصة وإنك لست مواطنا سعوديا ولا يقتصر نقدك على النظام السعودي؟
البغدادي: تكونت لدي فكرة جيدة عن سبب استهدافي، لكني لا أستطيع الإفصاح بها في هذه اللحظة. وربما نعلن بعض هذه المعلومات خلال مؤتمر صحفي سيعقد يوم الإثنين في أوسلو.
ـ هنالك من يقول إن علاقتك بالصحفي جمال خاشقجي، وراء حملة السعودية ضدك، ما رأيك؟
هذا سؤال إلى حد ما منشق عن السؤال السابق، لذلك في هذه اللحظة أفضل عدم الإفصاح.
ـ هل لديك تأكيدات أو حجج بشأن ما ورد في صحيفة الغارديان البريطانية حول تهديدات تتعرض لها وأبلغت بها السي اي ايه السلطات النرويجية؟
قامت السي اي ايه بإبلاغ المخابرات النرويجية، والتي بالتالي قامت بنقلي إلى مكان آمن وتحذيري، وتقوم الآن بتأمين دواعي سلامتي بالتعاون مع سلطات الشرطة. الموضوع مؤكد. صحيفة الغارديان قامت بالتواصل مع مصادر في الس اي ايه التي أكدت لهم ذلك.
ـ كيف تفسر تحفظ دول معنية بالموضوع مثل النرويج والولايات المتحدة بشأن وجود هذه التهديدات؟
وكالات الاستخبارات قليلة ما تُفصل عن مثل هذه التهديدات إعلاميا. بالنسبة للنرويج، فقد أخبرني رجال الاستخبارات أن الوكالة سيقتصر تعليقها على عدم النفي وعدم التأكيد، مع ترقب التغطية الإعلامية لإفصاح المزيد إن لزم ذلك. أما السي اي ايه فكما ذكرت قامت صحيفة الغارديان بالتأكد منهم شخصيا.
ـ هل يمكن لدعمك للحقوقي أحمد منصور المُحتجز حاليا بالإمارات العربية علاقة بما تتعرض له من تهديد، خاصة وان الإمارات سبق وقامت بترحيلك منها؟
الحيثيات التي لدي تشير إلى أن قضية المناضل أحمد منصور ليست هي سبب الاستهداف، وأن الاستهداف لم يكن من الإمارات.
ـ كيف يمكن للاهتمام الإعلامي الحالي بالتهديد المحتمل على حياتك أن يحميك منه؟
هذا هو سبب ذهابي إلى الإعلام، لأن جميع النصائح التي وصلتني من المختصين في الأمن الشخصي أشاروا علي بأن الاهتمام الإعلامي مهم جدا لحمايتي، كلما كانت الأخبار منتشرة كل ما كنت في أمان أكثر. إلا أنه كان علي التنسيق مع السلطات النرويجية قبل الذهاب إلى الإعلام، ولذلك تأخر ذلك لمدة اسبوعين.
ـ في ضوء حادثة قتل خاشقجي المأساوية، هل ترى أن الصحفيون وكتاب الرأي الحر أصبحوا يواجهون ضروبا جديدة وغير مسبوقة من التهديدات والمخاطر .. كيف يمكن مواجهتها؟
نعم نحن في مرحلة جديدة وحرجة، محمد بن سلمان دخل في مرحلة جديدة حيث طرح عن نفسه رداء المصلح الحداثي. المرحلة الجديدة نجد فيها محمد بن سلمان كقذافي جديد، حيث نجح القذافي في بث الرعب في الثمانينات والتسعينات بين المعارضين الليبيين، حتى أولئك الذين كانوا يسكنون في العواصم الأوربية. المواجهة هي عن طريق المواجهة المفتوحة، الإختباء لن يؤدي إلى الأمان.
ـ ما هي الخطوات التي ستقوم بها خلال الفترة القادمة في مواجهة ما تتعرض له من تهديدات وضغوط؟
اتحفظ عن الإجابة بأي تفاصيل، وأؤكد أن السلطات الأمنية النرويجية تتمتع بحرفية ومصداقية وإمكانيات عالية.
دينا البسنلي
ما هو حال الدول العربية في سجلات حرية الصحافة؟
يحتفل العالم منذ عام 1993 باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/مايو. فما هي حال حرية الصحافة في الدول العربية؟ في صور، ترتيب بعض الدول العربية في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
تونس: الأولى عربياً
وفقاً لمؤشر حرية الصحافة لعالم 2019 القائم على التصنيف السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، تتصدر تونس قائمة الدول العربية في التصنيف العالمي لحرية الصحافة. وحققت تونس هذا العام قفزة ملحوظة إذ تقدمت بخمسة وعشرين مركزاً لتحتل المركز الـ 72.
صورة من: picture-alliance/dpa
لبنان: تسييس واستقطاب
رغم أن وسائل الإعلام اللبنانية تعمل في جو من الحرية، كما تقول مراسلون بلا حدود، إلا أنها "تتميز بالتسييس وبحدة الاستقطاب". وقد تراجعت لبنان مرتبة واحدة في التقرير السنوي لحرية الصحافة لتصبح في المرتبة 101. وبحسب التقرير فإنه "غالباً ما يحكم على الصحفيين بدفع غرامات أو بالسجن الغيابي".
صورة من: DW/A.Vohra
قطر: ترسانة قانونية قمعية
تراجعت قطر في مؤشر حرية الصحافة في عام 2019 ثلاث مراتب لتصبح في المركز 128. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين المحليين يواجهون "ترسانة قانونية قمعية إضافة إلى نظام رقابة صارم". وتضيف بأن الصحفيين الذين يقتربون من "الخطوط الحمراء لدول الخليج (الحكومة والعائلة الحاكمة والدين) يكون مصيرهم السجن".
صورة من: picture-alliance/dpa
المغرب: عرقلة عمل الإعلام
بقيت المغرب في المرتبة 135 في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة، كما كانت في عام 2018. وتقول مراسون بلا حدود إن "السلطات المغربية تتعمد عرقلة عمل وسائل الإعلام الوطنيّة والأجنبية التي عملت على ملف حراك الريف أو ملف الهجرة الذي يُعتبر ممنوعًا".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
الجزائر: حرية الإعلام مهددة
تراجعت الجزائر خمسة مراكز في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 لتحتل المرتبة 141. وتقول مراسلون بلا حدود إن حرية الإعلام في الجزائر "مهددة"، مضيفة أن "السلطات تواصل تضييق الساحة الإعلامية من خلال دعاوى قضائية ضد الصحفيين". وبحسب المنظمة "لا شيء يؤشر إلى تحسن وضع حرية الإعلام (في الجزائر) خلال سنة 2019".
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
العراق: اعتقالات وتخويف في مناخ مسيّس
رغم تقدم العراق أربعة مراكز في المؤشر السنوي لحرية الصحافة ليصبح في المرتبة 156، إلا أن الصحفيين "مازالوا ضحايا الهجمات المسلحة والاعتقالات والتخويف من طرف ميليشيات مقربة من الحكومة أو حتى من قوات نظامية"، كما تقول صحفيون بلا حدود، مشيرة إلى أن التحقيقات حول الفساد أو الاختلاس "خطيرة" على الصحفيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Messara
مصر: محاكمات جائرة للصحفيين
تقول منظمة مراسلون بلا حدود إن مصر "أصبحت أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم" في عام 2018، مضيفة أن بعضهم "يقضي سنوات في الإيقاف التحفظي دون توجيه أي تهمة ودون محاكمة، وتصدر في حق آخرين أحكام ثقيلة بالسجن تصل إلى المؤبد في إطار محاكمات جائرة". وتراجعت مصر في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة نقطتين لتحتل المرتبة 163.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com/A. Sayed
اليمن: تهديدات بشكل يومي
تراجع اليمن في مؤشر حرية الصحافة لعام 2019 مرتبة واحدة ليصبح في المرتبة 168. ويتعرض الصحفيون في اليمن للاعتداءات وعمليات الاختطاف والتهديدات "بشكل يومي، هذا إذا لم يكونوا ضحية المواجهات التي يقومون بتغطيتها"، كما تقول مراسلون بلا حدود. وتشير المنظمة إلى أن الإعلام المستقل حول الصراع نادر، ووسائل الإعلام مراقبة من قبل كل الأطراف المتدخلة في الصراع.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Arhab
السعودية في المرتبة 172 بعد مقتل خاشقجي
تراجعت مرتبة السعودية بحسب تقرير مؤشر حرية الصحافة في العالم العربي ثلاثة مراكز أخرى لتحل هذا العام في المرتبة 172، وقد أثر على ذلك بشكل خاص مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي. وجاء في التقرير أنه "لا وجود لوسائل إعلام حرة في السعودية"، كما أشار إلى أن الصحفيين "يخضعون إلى مراقبة مشددة حتى لو كانوا في الخارج".
صورة من: imago/Depo Photos
سوريا: ظروف عمل لا تحتمل
احتلت سوريا المركز 174 في المؤشر السنوي لحرية الصحافة في عام 2019. وبحسب المؤشر فإن الاعتقالات والاختطافات والاغتيالات المتواصلة تجعل العمل الصحفي في سوريا خطيراً وصعباً. وتقول مراسلون بلا حدود إن الصحفيين يعانون من "الترهيب سواء من القوات السورية أو باقي المجموعات المسلحة بما في ذلك المتطرفون كالدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام أو القوات التي تدعمها القوات التركية أو الكردية".
صورة من: picture alliance/abaca
السودان: مضايقات ورقابة
خلال عهد الرئيس عمر البشير، الذي أطاح به الجيش مؤخرا "أصبحت السودان من أكثر دول العالم قمعاً لحرية الصحافة"، كما يقول تقرير مراسلون بلا حدود، مشيراً إلى أن قطاع الإعلام في السودان "يرزح تحت وطأة المضايقات والرقابة ومصادرة الصحف وإغلاق وسائل الإعلام وقطع خدمة الإنترنت". وقد تراجعت السودان مرتبة واحدة في نسخة 2019 من التصنيف العالمي لحرية الصحافة لتحتل المركز 175.
إعداد: م.ع.ح/أ.ح