توافد الناخبون المصريون بكثافة على صناديق الاقتراع في ثاني أيام التصويت في انتخابات رئاسية تاريخية لاختيار أول رئيس لهم بعد ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك. ويأتي ذلك وسط انقسام داخل مواقف شباب الثورة بين مؤيد للمشاركة في العملية الانتخابية ومطالب بمقاطعتها.

وخلال مشاركته في ندوة نظمتها منظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود في العاصمة الألمانية برلين، اعتبر الناشط الحقوقي المصري، مايكل نبيل سند، أن "الانتخابات في مصر تظليل" ويضيف "الغرض منها إعطاء الانطباع للرأي العام والمجتمع الدولي أن بأن للناس حق الاختيار".

سلطة العسكر

ويعقب الحقوقي المصري، الذي يعتبر أول سجين رأي منذ نهاية عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وأطلق سراحه قبل يوم واحد من الذكرى السنوية لبداية الثورة المصرية، ويعقب بالقول "في الواقع الجيش هو من يقرر من سيكون الرئيس". ويضيف بأن "الجنرالات بإمكانهم عزل الرئيس بل إحالته على محكمة عسكرية". لذا ستظل المؤسسة العسكرية في نظري القوة الحاسمة في مصر حتى بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد. وحول دور المؤسسة العسكرية في البلاد وتحديد مستقبلها يقول مايكل نبيل "الجيش لم يكن أبدا في صف الشعب، صحيح أننا تخلصنا من دكتاتور، لكننا لم نتخلص من الدكتاتورية".

وينقد مايكل الأجواء التي تنظم فيها الانتخابات ويرى أنها "تجري في مناخ تنعدم فيه الحرية" مشيرا في هذا السياق إلى أن نحو 2000 شخص اعتقلوا أو تمت محاكمتهم بتهم تتعلق بمواقفهم السياسية. وتجدر الإشارة أن مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، ماركوس لونينغ، التقى أمس الأربعاء (23 مايو/أيار) في برلين بالمدون المصري مايكل نبيل.  

وأشاد عدد من المراقبين بالأجواء العامة التي تجري فيها الانتخابات، وان تحدث البعض عن تجاوزات"محدودة"، ومن جهته أبدى محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية أمس الاربعاء عن رضاه عن سير التصويت في الأيوم الأول من الاقتراع، في تخل واضح عن تصريحات نارية لقيادة الجماعة عن احتمال تزوير أول انتخابات حرة لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد ثورة 25 يناير.

وكان المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يسير شؤون مصر، قد أكد قبيل انطلاق  انتخابات الرئاسة انها ستكون حرة ونزيهة وتمثل نموذجا.

بيتينا ماكس/ طارق أنكاي

مراجعة: منصف السليمي