1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المرأة السعودية تحطم السقف الزجاجي.. وصولا إلى الفضاء

٣١ مايو ٢٠٢٣

جرى تسريع دخول السيدات السعوديات مجال الأعمال وكافة المجال الصناعية تقريبا وذلك في إطار "رؤية 2030" رغم وجود معارضة لمثل هذا التواجد والحضور النسائي في المملكة. حضور المرأة السعودية لم يقتصر على الأرض بل وصل إلى الفضاء.

 أصبح السعودية ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية بعد ووصلت برناوي إلى محطة الفضاء الدولية الأسبوع الماضي
 أصبح السعودية ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية بعد ووصلت برناوي إلى محطة الفضاء الدولية الأسبوع الماضيصورة من: Joe Skipper/REUTERS

حمل الأسبوع الماضي خبرا رائعا عن تقدم السعوديات وكسرهن القيود وتحقيقهن آفاقا جديدة بعد أن أصبحت ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية، بعد أن وصلت إلى محطة الفضاء الدولية حيث تخطط الباحثة في العلوم الطبية الحيوية والبالغة من العمر 34 عاما، إجراء بحوث تتعلق بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي.

وخلال مهمة تمتد لعشرة أيام، أجرت ريانة أبحاثا وجلسات حوارية مع طلاب سعوديين  عبر إذاعة محطة الفضاء الدولية فيما بدأت بالفعل بكتابة تغريدات ونشر صور سيلفي من الفضاء وشاركت جمهورها على الأرض آخر أخبارها حيث عرضت عليهم ليس فقط نشاطها في الفضاء ولكن أيضًا أقراط جدتها التي حلقت معها إلى الفضاء.

وأعلنت الهيئة السعودية للفضاء الأربعاء (31 أيار/ مايو 2023) نجاح مهمة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني بهبوط المركبة الفضائية التي تقلّهما وطاقم المهمة "إيه إكس2-"، في المحيط الأطلسي بعد رحلة في الفضاء استمرت 10 أيام، وظهر الرائدان يلوحان بأيديهم.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن "الرحلة العلمية كانت متميزة في محطة الفضاء الدولية، وحققت مساعي المملكة في الإسهام في الأبحاث العلمية التي تخدم البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًّا، وبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة"، مشيرة إلى أن" هذه المهمة الرائدة تعد علامة فارقة للمملكة العربية السعودية، ولحظة فخر للإنجازات الوطنية والعلمية في قطاع الفضاء.

ويعكس مشاركة ريانة في مهمة فضائية التطور التي طرأ على وضع المرأة في السعودية حيث لم يُسمح لها بقيادة السيارة حتى عام 2018  فضلا عن قيود مجتمعية وسياسية على انخراطها داخل المجتمع السعودي.

بدء شرارة التحديث

في عام 2016، بدء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مجموعة من الإصلاحات في إطار تنفيذ "رؤية 2030" الرامية إلى تحديث المجتمع والاقتصاد السعودي.

في المقابل، تقول منظمات حقوقية إن هذه التغيرات لم تحسن الوضع الحقوقي والسياسي في المملكة بالنظر إلى استمرار بقاء مئات معتقلي الرأي والنشطاء في السجون من بينهم نساء يقضون أحكاما سجن قاسية فيما يواجه البعض أحكاما بالإعدام.

في عام  2018 سُمح للمرأة السعودية بقيادة السيارةصورة من: Fayez Nureldine/AFP/Getty Images

لكن بالنسبة للسعويات بشكل عام، فإن الوضع قد تحسن كثيرا عما كان عليه الوضع في المملكة قبل سنوات ليست ببعيدة إذ في عام 2019، جرى أُلغي قانون الولاية الذكورية ومنحت النساء في السعودية الحق في العيش بمفردهن والتقدم بطلب للحصول على جوازات السفر وفتح أعمالها التجارية الخاصة دون موافقة ولي الأمر.

وفي ذلك، قالت مريم مصلي، مؤسسة شركة "نيش أرابيا" الرائدة في استشارية متخصصة في التسويق والرفاهية،  إن هذه الإصلاحات أحدثت فرقا كبيرا.

وفي مقابلة مع DW، أضافت "كان طموح المرأة السعودية موجودا، لكن كان محجوبا قبل أن تضع رؤية 2030 المرأة السعودية في دائرة الضوء. كنا في مجالس الإدارة لكن لم يتم نشر صورنا مطلقا على موقع الشركات في الإنترنت. قمنا بالاستثمارات في الأعمال التجارية، لكننا لم نكن وجه علامتنا التجارية أبدا، بيد أن اليوم تغير كل هذا."

وأعربت مريم مصلي عن سعادتها برحلة ريانة برناوي إلى الفضاء، مضيفة "سيخلق هذا تأثير الدومينو إذ سوف نشهد رائدات فضاء سعوديات وسعوديات يرأسن مؤسسات مالية وربما سفيرات. هؤلاء الفتيات لم يكن يعتقدن أنه بإمكانهن تحقيق هذا النجاح في الماضي".

بدوره، سلط سيباستيان سونز- الخبير في قضايا الشرق الأوسط في مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق ومقره ألمانيا ويعرف اختصار بـ "كاربو"- الضوء على مدى وضوح التغييرات الهائلة على أرض الواقع في السعودية.

قالت مريم مصلي، مؤسسة شركة "نيش أرابيا"، إن الإصلاحات الأخيرة في السعودية أحدثت فرقا كبيراصورة من: privat

وفي مقابلة مع DW، أضاف سونز الذي يتواجد حاليا في الرياض أن العاصمة السعودية باتت الآن "مختلفة تماما عما كانت عليه قبل ستة أعوام. لقد أصبحت مثل أي عاصمة أخرى حيث تتواجد النساء الآن في مقاهي مختلطة وهن يعملن على أجهزة الاب توب وهناك العديد من قصص النجاح  لسعوديات في مناصب قيادية".

دعم أسري مهم المرأة

ترى جولي باربييه- ليبلان، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "ميريت إنسينتيفز" والتي جرى اختيارها ضمن أفضل 20 امرأة صنعن علامات تجارية تكنولوجية في الشرق الأوسط بحسب مجلة "فوربس" في عام 2022، أن هناك سببين رئيسيين آخرين وراء هذا التطور الكبير في مجال عمل المرأة في السعودية.

وأضافت في مقابلة مع DW: "تحصل معظم السعوديات على دعم كبيرة من أفراد عائلتها ومن قوانين السعودة"، في إشارة إلى مجموعة من القواعد التي أدخلت في البداية في السبعينيات بهدف تعزيز توظيف السعوديين في الصناعات التي يهيمن عليها الأجانب.

وفي السياق ذاته، قال سونز إن السعودة أصبحت حاليا "أحد الملامح الرئيسة لرؤية 2030 إذ أنها تحدد حصة لتوظيف السعوديين  في الشركات المؤسسات المالية والصناعية وفي حالة عدم الوفاء بذلك، فإن الشركة سوف تواجه دفع غرامات مالية".

وقد ساعدت مثل هذه القوانين في تعزيز توظيف السعوديات إذ ذكر أحدث تقرير صدر عن الهيئة العامة للإحصاء في السعودية  أن معدل بطالة المرأة السعودية انخفض من 20.5٪ في الربع الثالث من عام 2022 إلى 15.4٪ في الربع الأخير من العام ذاته.

قالت سيدة الأعمال السعودية مها شيرة إنها تلاحظ بشكل يومي قيام المزيد من النساء  بتأسيس شركات في المملكةصورة من: Mohammad Obaidi

الفجوة بين الجنسين قائمة

ورغم هذا التقدم في مجال حقوق المرأة السعودية، إلا أن هذا لا يخفي حقيقة أن هناك فجوة بين الجنسين في مجال الأجور حيث ذكر تقرير نشرته المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان في 18 سبتمبر/ آب الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمساواة في الأجور أن فجوة الأجور بين الرجال والنساء في عام 2022 بلغت 4٪ في القطاع العام السعودي و36٪ في القطاع الخاص.

ويأتي ذلك رغم أن نظام العمل السعودي يحظر رسميا التمييز بين الجنسين في الأجور.

ووفقا لتقرير "النساء والأعمال التجارية والقانون 2020"، فقد ذكر البنك الدولي "يمكن للمملكة النظر في إجراء إصلاحات لتحسين المساواة القانونية للمرأة عندما يتعلق الأمر بالقيود المتعلقة بالزواج والقوانين التي تؤثر على عمل المرأة بعد الإنجاب والاختلافات بين الجنسين في الملكية والميراث".

"لا حدود لطموحي"

بدورها، قالت سيدة الأعمال السعودية مها شيرة إنها تلاحظ بشكل يومي خلال السنوات الخمس إلى السبع الماضية قيام المزيد من النساء   بتأسيس أعمالهن الخاصة ، مضيفة "لقد أثرت التغييرات التي تم إدخالها بعد عام 2016 على دخول السعوديات في مجال ريادة الأعمال بطريقة جيدة جدا."

وأضافت شيرة، رئيسة ومؤسسة (SHEWORKS شي ووركس)، في مقابلة مع DW أنها "مقتنعة بأن جيلا كاملا من النساء أمامهن فرص جديدة في السعودية وهو ما ينطبق علي أنا شخصيا".

وقالت"أشعر أنه لا حدود لطموحي. الناس مستعدون للتغيير وطبيعة سكان السعودية شابة ومتشوقة للتعلم".

جنيفر هوليس /  م. ع

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW