المراقبون الأوروبيون لاستفتاء تركيا يشكون "عدم تعاون" أنقرة
١٩ أبريل ٢٠١٧
اتهم مسؤول كبير ضمن فريق المراقبين الأوروبيين لعملية الاستفتاء على التعديل الدستوري بتركيا، أنقرة بعدم التعاون في توضيح مزاعم التلاعب في نتيجة استفتاء الأحد، ووزير الخارجية التركي يصف تقرير المراقبين بـ"المتحيز".
إعلان
قال ميشائيل لينك والذي يرأس مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية" للأسف .. لا يمكن التكلم عن أي تعاون" موضحا أن تمديد حالة الطوارئ وبيانات اللجنة الانتخابية والتي رفضت بشكل صارم اتهامات التلاعب، والتشكيك بحيادية المراقبين كلها أمور تشهد أن لديها دوافع سياسية. ودعت المفوضية الأوروبية، التي رفضت على النقيض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهنئة الرئيس التركي أردوغان على نتيجة التصويت، تركيا لفتح تحقيق شفاف بشأن المزاعم عن المخالفات.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، مرغاريتيس سكيناس، في لقاء صحافي أمس الثلاثاء في بروكسل "ندعو جميع الأطراف (التركية) إلى ضبط النفس والسلطات إلى فتح تحقيق شفاف بشأن التجاوزات المفترضة التي رصدها المراقبون". وأضاف سكيناس في إفادة دورية "ندعو السلطات التركية لبحث الخطوات المقبلة بحذر شديد والسعي لأكبر توافق وطني ممكن في أعقاب الاستفتاء".
تقرير "منحاز للغاية"
في المقابل، علّق وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء على تقرير المراقبين الأوروبيين بالقول إن "تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا غير ذي مصداقية لافتقار ملاحظاتهم (المراقبين) إلى الموضوعية وكانت متحيزة للغاية". ومن بين ماجاء في هذا التقرير أن "استفتاء يوم الأحد لم يجر في أجواء تنافسية عادلة".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فكان قد صرح في وقت سابق بأن هذا الاستفتاء أنهى كل الجدل بشأن زيادة سلطات منصب الرئيس وهو الأمر الذي يسعى إليه منذ فترة طويلة وقال للمراقبين الأوروبيين الذي انتقدوا عملية الاقتراع إنه لن يسمع لهم.
من جهتها أعلنت اللجنة العليا للانتخابات التركية اليوم الأربعاء عزمها دراسة الاعتراضات المقدمة على نتائج الاستفتاء الشعبي حول التعديلات الدستورية في البلاد. ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن رئيس اللجنة سعدي غوفن القول: "سننظر في الاعتراضات قبل ظهر اليوم"، في معرض رده على سؤال عن موعد اتخاذ قرار بشأن الاعتراضات.
المعارضة تشكك
وكان زعيم المعارضة التركية كمال قليتش دار أوغلو قد شكك أمس في شرعية الاستفتاء، ووصفه بأنه "مثير للريبة كما أكدت نقابة المحامين التركية في قرار صدر في اللحظة الأخيرة عن اللجنة العليا للانتخابات، سمح بقبول بطاقات اقتراع غير مختومة، وهو ما اعتبرته المعارضة ولجنة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون مخالفة صريحة للقانون حالت دون متابعة السجلات بشكل لائم وربما تكون قد أثرت على النتيجة.
وقدم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، طعنا رسميا لإبطال التصويت أمام اللجنة العليا للانتخابات، ملوحا باللجوء إلى المحكمة الأوروبية العليا إن اقتضى الأمر. وقال بولنت توزجان نائب رئيس الحزب إن عدد الأصوات المفقودة "غير مسبوق" لكن العدد الدقيق للبطاقات غير المختومة غير معروف.
غير أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم الذي سيُلغى منصبه بمجرد سريان التعديلات الدستورية إن أردوغان سيٌدعى لمعاودة الانضمام لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمجرد إعلان النتيجة النهائية في مؤشر على أن الحكومة لا تعتزم الانتظار لترى نتيجة طعون المعارضة.
وبموجب الدستور الحالي يُلزم الرئيس بالبقاء على الحياد ونبذ الصلات بالأحزاب السياسية. ولا يتوقع كثيرون أن تؤدي الطعون القانونية على الاستفتاء إلى إعادة الفرز ناهيك عن إعادة الاستفتاء. لكن إذا لم تحسم فستترك هذه الطعون تساؤلات عميقة عن شرعية تصويت قسم الناخبين وأثارت حملاته الدعائية التي شابها الاستقطاب انتقادات ومخاوف من حلفاء أوروبيين.
ع.أ.ج/و.ب (رويترز، أ ف ب، د ب ا)
بفارق طفيف .. معسكر تعزيز سلطة أردوغان يفوز بالاستفتاء
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية فوز المعسكر المؤيد للتغيير الدستوري في تركيا الذي يتضمن في جوهره تحويل نظام الحكم إلى رئاسي. أردوغان رحب بنتيجة الاستفتاء فيما وعدت أحزاب معارضة بالطعن بنتيجته.
صورة من: picture alliance/AA/ E. Menguarslan
وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فوز الـ"نعم" في الاستفتاء حول توسيع سلطاته بأنه "قرار تاريخي". وصرح اردوغان للصحافيين في مقره باسطنبول "اليوم، اتخذت تركيا قرارا تاريخيا" مضيفا "مع الشعب، لقد حققنا الإصلاح الأهم في تاريخنا".
صورة من: Reuters/M. Sezer
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي سيفقد منصبه نتيجة الاستفتاء، قال إنه "بحسب النتائج غير الرسمية فإن الاستفتاء الشعبي الذي ينص على الانتقال للنظام الرئاسي تكلل بنعم". وأضاف يلدريم في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة أن "الشعب التركي أعطى الكلمة الأخيرة بقوله نعم".
صورة من: picture alliance/AA/Turkish Prime Ministry/M. Aktas
وانتهت عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في الساعة الخامسة عصر اليوم الأحد (16 نيسان / أبريل 2017)، بالتوقيت المحلي، حيث أدلى الأتراك بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان.
صورة من: picture alliance/AA/K. Kocalar
ودعي حوالي 55,3 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء شعبي حول إلغاء منصب رئيس الحكومة لصالح رئيس تتركز بين يديه صلاحيات واسعة. ويمكن أن يغير شكل النظام السياسي في البلاد ويعيد تعريف العلاقات مع الغرب.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Tazegul
وتمكن 55 مليونا و319 ألفا و222 ناخبًا من التصويت في الاستفتاء الدستوري السابع، في 167 ألفًا و140 صندوقًا بجميع ولايات البلاد، فيما جرى تخصيص 461 صندوقًا لأصوات النزلاء في السجون.
صورة من: DW/D. Heinrich
وبفوز مؤيدي التعديلات سيتمتع اردوغان الذي نجا من محاولة انقلاب قبل تسعة أشهر، بصلاحيات معززة جدا ويمكنه أن يبقى نظريا رئيسا حتى 2029. وكان الرئيس البالغ من العمر 63 عاما شغل منصب رئيس الحكومة من 2003 إلى 2014 قبل أن ينتخب رئيسا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kappeler
بدأ العروسان التركيان حياتهما الزوجية بالتصويت على التعديلات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Nogay
وشهدت عملية التصويت حضورا للعديد من الأتراك الذين أدلوا بأصواتهم بثيابهم التقليدية، وذلك لإظهار تمسكهم بالفترة العثمانية. وتشمل التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Izgi
كما قتل ثلاثة أشخاص في تبادل لإطلاق النار في حديقة مدرسة استخدمت مركزا للاقتراع في دياربكر جنوب شرق البلاد، بحسب وكالة دوغان للأنباء وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ الانقلاب الفاشل. وقد أوقف بموجبها 47 ألف شخص وتم وقف حوالي مئة ألف عن العمل.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Akengin
قال رئيس حزب الحركة القومية التركي (معارض) دولت بهجه لي، إن السياسة في تركيا ستشهد إعادة هيكلة عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية. جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة، عقب الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية .
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
تؤكد الحكومة أن هذا التعديل لا بد منه لضمان استقرار البلاد ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. لكن المعارضة ترى فيه جنوحا إلى الاستبداد من قبل رجل تتهمه بإسكات كل صوت منتقد، خصوصا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
لكن اردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، قال إن المعارضة ستطالب بإعادة فرز ما يصل إلى 60 بالمئة من الأصوات. وقال المجلس الأعلى للانتخابات قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أن المجلس سيحسب الأصوات التي لم يختمها مسؤولوه بأنها صحيحة ما لم يثبت أنها مزيفة متعللا بوجود عدد كبير من الشكاوى من أن مسؤولي المجلس في مراكز الاقتراع لم يقوموا بختم كل بطاقات الاقتراع.
صورة من: picture-alliance/AA/M. A. Ozcan
واضطر حزب الشعوب الديمقراطي خصوصا إلى القيام بحملته فيما يقبع أحد رئيسيه ونوابه في البرلمان في السجن بتهمة صلات مع حزب العمال الكردستاني. ونددت المعارضة في الأسابيع الأخيرة بحملة غير منصفة مع هيمنة واضحة لأنصار اردوغان في الشوارع ووسائل الإعلام. (الكاتب: علاء جمعة)