أقام المرشد الأعلى للثورة في إيران الصلاة على الضابط البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في مقر إقامته بطهران بحضور عائلة الراحل ومسؤولين عسكريين. وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري أن طهران ستردّ على اغتياله.
إعلان
شارك الآلاف في طهران اليوم (الخميس 28 ديسمبر/ كانون الأول 2023) في مراسم وداع الضابط البارز في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي الذي قتل مطلع الأسبوع في ضربة إسرائيلية قرب دمشق، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وهتف المشاركون في التشييع الذي أقيم في ساحة الإمام الحسين وسط العاصمة الإيرانية شعارات ضد أميركا وإسرائيل، ورفعوا صور موسوي واللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، والذي قتل في غارة أميركية في بغداد مطلع 2020.
وأعلن الحرس الثوري الإثنين مقتل الجنرال رضي موسوي، "أحد المستشارين الأكثر خبرة" في سوريا، في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفته في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، ما عزّز المخاوف من تصعيد إقليمي إضافي في خضم الحرب في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس. ولم تعلّق إسرائيل رسمياً على ذلك.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وفجر الخميس، أقام آية الله علي خامنئي الصلاة على جثمان موسوي في مقر إقامته بطهران بحضور عائلة الراحل ومسؤولين عسكريين، وفق الموقع الالكتروني للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية.
وأكد الحرس الثوري أن موسوي، وهو من الضباط الكبار في فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية، كان "المسؤول اللوجستي لمحور المقاومة" في سوريا، في إشارة الى الدول والفصائل المتحالفة مع طهران في المنطقة.
وخلال مراسم التشييع وسط طهران، أشاد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي بموسوي، معتبراً أنه كان "من القادة الأكثر تأثيراً في جبهة المقاومة".
وأكد سلامي أن عملية "طوفان الأقصى"، وهي التسمية التي أطلقتها حماس على هجومها، كانت فلسطينية بحتة. وقال "طوفان الأقصى عملية فلسطينية بالكامل"، مؤكداً أن "الانتقام للحاج قاسم هو عملية منفصلة".
وكان المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف حذّر الأربعاء من أن طهران ستردّ على اغتيال إسرائيل لموسوي "بعمل مباشر" وبأعمال أخرى تنفذها المجموعات الحليفة لها في المنطقة. وألمح شريف إلى أن قتل إسرائيل لموسوي قد يكون مرتبطا بـ"إخفاقها" في توقع الهجوم المباغت الذي شنّته حركة حماس على أراضيها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وشكّل شرارة الحرب المندلعة في قطاع غزة منذ ذلك الحين.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، تردد أن موسوي ساعد في مراقبة عملية تسليم الصواريخ والأسلحة الأخرى إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران والتي شنت هجمات متكررة على شمال إسرائيل دعماً لحركة حماس منذ بداية حرب غزة.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
يشار إلى أنه كثيراً ما تهاجم إسرائيل مواقع في سوريا لمنع إيران من توسيع نفوذها العسكري في المنطقة بمساعدة الميليشيات.
ع.ح. ، ح.ز. (ا.ف.ب / د.ب.ا)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".