فيما تحدثت قوات النظام السوري عن تحقيقها لتقدم في محافظة الرقة حيث معقل تنظيم "داعش"، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تحطم طائرة حربية في ريف حلب الجنوبي. ورفض المصدر الكشف عن هوية الطائرة وكيفية تحطمها.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرة حربية مجهولة الهوية تحطمت اليوم الأحد (الخامس من يونيو/ حزيران 2016) في ريف حلب الجنوبي في منطقة يخوض فيها مقاتلون إسلاميون معارك ضد الجيش السوري وقوات مدعومة من إيران. وأضاف المرصد أنه لم يتضح ما إذا كانت الطائرة تحطمت بسبب عطل فني أو بسبب صاروخ أطلقه المسلحون.
كما أفاد المرصد وسكان في مدينة حلب إن مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة داخل وحول المدينة تعرضت لما يقرب من 50 غارة جوية اليوم الأحد ضمن سلسلة من أعنف الضربات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية والسورية في الآونة الأخيرة. كما أعلنت وسائل إعلام رسمية سورية أن مقاتلي المعارضة قصفوا مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة بالمدينة بقذائف المورتر. وحلب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة.
معركة الرقة
في غضون ذلك قال المرصد إن الجيش السوري واصل تقدمه باتجاه محافظة الرقة معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بعد هجوم ضخم مدعوم بضربات روسية على المتشددين. وهذا الهجوم هو ثالث هجوم ضخم على أحد معاقل التنظيم في سوريا والعراق بعد محاولة القوات العراقية اقتحام الفلوجة في وسط العراق وتقدم قوات تحالف سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة باتجاه مدينة منبج شمال سوريا القريبة من الحدود مع تركيا.
وهذه الهجمات تأتي في إطار أكثر الحملات شراسة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" منذ إعلانه عن هدفه في إقامة خلافة على أنحاء من العراق وسوريا قبل عامين. وشهدت الهجمات وصول الجيش إلى أطراف محافظة الرقة بعد ضربات جوية روسية عنيفة استهدفت أراض يُسيطر عليها التنظيم في الأنحاء الشرقية من محافظة حماة المجاورة.
ومدينة الرقة الموجودة في أقصى شرق سوريا هي المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سوريا إلى جانب الموصل في العراق وهي الهدف النهائي لمن يرغبون في تدمير التنظيم المتشدد. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الجيش حقق مكاسب على الأرض وألحق خسائر فادحة بالتنظيم وأسقط عددا كبيرا من القتلى بين صفوفه، لكن لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
أ.ح/م.أ.م (رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.