أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين بانفجار سيارة مفخخة في مدينة أعزاز السورية التي تسيطر عليها قوات موالية لتركيا، وبمقتل ثمانية جنود سوريين على يد "داعش".
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 23 آخرون" بانفجار سيارة مفخخة في وقت مبكر اليوم الأحد (31 آذار/مارس 2024) وسط سوق شعبي في مدينة أعزاز بمحافظة حلب، مشيراً إلى أن الحصيلة غير نهائية.
وأضاف أن الانفجار تسبب بـ"أضرار مادية كبيرة واندلاع النيران في الموقع" الذي هرعت إليه سيارات الإسعاف وطواقم الإنقاذ.
ووقع الانفجار في مدينة أعزاز بعد وقت قصير من منتصف الليل في وقت تزدحمُ فيه الشوارع والأسواق خلال شهر رمضان، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس.
وأظهر مقطع مصور نُشر على الإنترنت تعرض عدد من المباني والمركبات لأضرار بعد انفجار سيارة ملغومة في سوق مزدحمة بمدينة أعزاز، وأمكن في أعقاب ذلك رؤية سيارات الطوارئ في شوارع المدينة وسيارات الإسعاف التي تقدم الرعاية لبعض الجرحى بينما تجمعت حشود بجانب المباني التي تعرضت لأضرار جسيمة. وتمكنت رويترز من تحديد الموقع من تخطيط الطريق والمباني والأعمدة واللافتات التي شوهدت في اللقطات والتي تتطابق مع صور الأقمار الصناعية للمنطقة.
وتشهد مدينة أعزاز، التي تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة وحوادث أمنية، حيث أدت المنافسة بين الفصائل المحلية، وخطر هجمات قد يشنها جهاديو تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى تدهور الوضع الأمني.
وقال مسؤول في الشرطة العسكرية المحلية طلب عدم الكشف عن هويته، إنه ليس من الواضح من يقف وراء الانفجار، وإن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أو الجماعات المسلحة الأخرى من بين المشتبه بهم المحتملين. وأضاف "قمنا بتشديد الاجراءات على جميع الحواجز، ونعمل على متابعة كاميرات المراقبة".
المرصد: "داعش" يعدم ثمانية جنود
وفي السياق السوري، قتل تنظيم "داعش" ثمانية جنود سوريين بعد وقوعهم في كمين في الصحراء وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد، ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى بأيدي الجهاديين في الأيام الأخيرة إلى أربعة عشر.
وقال المرصد: "تأكد قيام خلايا التنظيم بإعدام ثمانية جنود من الفرقة 11 التابعة لقوات النظام بينهم ضابط "، بعد أن فقد الاتصال بهم في 26 آذار/مارس في منطقة صحراوية في شرق البلاد أثناء توجههم من منطقة السخنة إلى مدينة دير الزور. ولم يحدد المرصد تاريخ قتل الجنود.
ومنذ بداية العام، أحصى المرصد مقتل أكثر من 200 جندي من قوات النظام، ومقاتلين موالين لها أو لإيران، في كمائن وهجمات متفرقة شنها التنظيم المتطرف في الصحراء السورية الممتدة ضمن محافظات دير الزور وحمص والرقة وحماة وحلب. وأسفرت الهجمات أيضاً عن مقتل 37 مدنياً على الأقل خلال الفترة نفسها، في حين قتلت قوات النظام والمجموعات الموالية لها 24 جهادياً، بحسب المرصد.
وقدّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير قوة التنظيم في سوريا والعراق بما يراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف مقاتل. وأشار التقرير إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا "كثّف هجماته منذ تشرين الثاني/نوفمبر"، لافتاً إلى أن الصحراء في وسط البلاد كانت بمثابة "مركز دعم لوجستي" له.
الآذان بالجامع الأموي لأول مرة منذ 2012
وبعد نحو 12 عاما من الانقطاع، تردد أمس السبت (30 مارس آذار) صدى أذان المغرب في الجامع الأموي التاريخي في حلب، وذلك للمرة الأولى منذ أن استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على حلب الشرقية والقديمة.
وكان هذا الحدث المهم بمثابة عودة رمزية إلى الحياة الطبيعية لسكان المدينة الذين عانوا من الصراع والدمار على مدى سنوات. ولإضفاء روح التكاتف تم تنظيم إفطار جماعي في الجامع شارك فيه 1400 شخص من مختلف الخلفيات والمناطق في حلب.
ووضعت الحرب أوزارها في حلب في ديسمبر/كانون الأول 2016 بعد اجتياح الجيش السوري، مدعوماً بطائرات روسية وفصائل شيعية مسلحة تدعمها إيران، لمعقل المعارضة بعد حصار وقصف استمر شهوراً. ودُمرت مئذنة الجامع الأموي والأسواق المغطاة التي كانت تحيط به خلال المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة في عامي 2012 و2013، لكن على الرغم من تعرضها لأضرار جسيمة فقد نجا جزء كبير من المسجد. ولحق دمار تام بثُلُث المساحة الإجمالية للمسجد لكن السلطات السورية تلقت دعماً مالياً من الحكومة الشيشانية لإعادة إعماره.
خ.س/ ص.ش (أ ف ب، رويترز)
سوريا.. خمسة عقود في قبضة عائلة الأسد
تحكم عائلة الأسد سوريا منذ أكثر من 5 عقود بقبضة من حديد، إذ يستمر الرئيس السوري بشار الأسد على نهج أبيه حافظ الذي تولى الحكم بانقلاب عسكري. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا في عهد عائلة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تولي الحكم بعد انقلاب "الحركة التصحيحية"
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.
صورة من: AP
"حرب تشرين"
في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، شنّت مصر وسوريا هجوماً مفاجئاً على إسرائيل من جهة قناة السويس غرباً، ومرتفعات الجولان شرقاً، في محاولة لاستعادة ما خسره العرب من أراض خلال حزيران/يونيو 1967، لكن تمّ صدهما. في أيار/مايو 1974، انتهت الحرب رسمياً بتوقيع اتفاقية فضّ الاشتباك في مرتفعات الجولان.
صورة من: Getty Images/AFP/GPO/David Rubinger
علاقات دبلوماسية بين واشنطن ودمشق!
في حزيران/يونيو 1974، زار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون دمشق، معلناً إعادة إرساء العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بعدما كانت مجمّدة منذ العام 1967. في الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي وقتها هنري كيسينجر.
صورة من: AFP/Getty Images
هيمنة على لبنان
في 1976 تدخّلت القوات السورية في الحرب الأهلية اللبنانية بموافقة أمريكية، وبناء على طلب من قوى مسيحية لبنانية. وفي 1977، بدأت المواجهات بين القوات السورية، التي انتشرت في معظم أجزاء البلاد ما عدا المنطقة الحدودية مع إسرائيل، وقوات مسيحية احتجت على الوجود السوري. وطيلة ثلاثة عقود، بقيت سوريا قوة مهيمنة على المستوى العسكري في لبنان وتحكمت بكل مفاصل الحياة السياسية حتى انسحابها في العام 2005.
صورة من: AP
قطيعة بين دمشق وبغداد!
في العام 1979، تدهورت العلاقات بين سوريا والعراق، اللذين حكمهما فرعان متنافسان من حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد اتهام الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين الوافد حديثاً إلى السلطة، دمشق بالتآمر. وقطعت بغداد علاقتها الدبلوماسية مع دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1980، بعدما دعمت الأخيرة طهران في حربها مع العراق. في الصورة يظهر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (يسار) مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (وسط).
صورة من: The Online Museum of Syrian History
"مجزرة حماه"
في شباط/فبراير 1982، تصدّى النظام السوري لانتفاضة مسلّحة قادها الإخوان المسلمون في مدينة حماه (وسط)، وذهب ضحية ما يعرف بـ"مجزرة حماه" بين عشرة آلاف وأربعين ألف شخص. وجاء ذلك بعد قرابة ثلاث سنوات من هجوم بالرصاص والقنابل اليدوية على الكلية الحربية في مدينة حلب، أسفر عن مقتل ثمانين جندياً سورياً من الطائفة العلوية. وتوجّهت حينها أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين بالوقوف خلف الهجوم.
صورة من: picture alliance /AA/M.Misto
محاولة انقلاب فاشلة
في تشرين الثاني/نوفمبر 1983، أصيب الأسد بأزمة قلبية نقل على إثرها إلى أحد مشافي دمشق. ودخل في غيبوبة لساعات عدّة، حاول خلالها شقيقه الأصغر رفعت الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب فاشل، قبل أن يستعيد الأسد عافيته. وبعد عام، أُجبر رفعت على مغادرة سوريا. الصورة لحافظ الأسد (يمين) مع أخيه رفعت.
صورة من: Getty Images/AFP
تقارب مع الغرب!
بدأ الجليد الذي شاب علاقات سوريا مع أمريكا والغرب بالذوبان، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. انضمت سوريا إلى القوات متعددة الجنسيات في التحالف الذي قادته أمريكا ضد صدام حسين بعد غزو العراق للكويت. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1994، زار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الأسد في دمشق. بعد أربع سنوات، زار الأسد فرنسا في أول زيارة له إلى بلد غربي منذ 22 عاماً، واستقبل بحفاوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك.
صورة من: Remy de la Mauviniere/AP Photo/picture alliance
الابن يخلف أباه في الرئاسة!
توفي الأسد في 10 حزيران/يونيو 2000، عن عمر ناهز 69 عاماً، وكان شيراك الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر جنازته.
وبعد شهر، تولّى نجله بشار السلطة، بعد تعديل دستوري سمح له بالترشّح. وحاز في استفتاء لم يضم أي مرشح آخر سواه على 97 في المئة من الأصوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
انفتاح نسبي ولكن..!
بين أيلول/سبتمبر 2000 وشباط/فبراير 2001، شهدت سوريا فترة انفتاح وسمحت السلطات نسبياً بحرية التعبير. في 26 أيلول/سبتمبر 2000، دعا نحو مئة مثقّف وفنان سوري مقيمين في سوريا السلطات إلى "العفو" عن سجناء سياسيين وإلغاء حالة الطوارئ السارية منذ العام 1963. لكنّ هذه الفسحة الصغيرة من الحرية سرعان ما أقفلت بعدما عمدت السلطات إلى اعتقال مفكرين ومثقفين مشاركين في ما عُرف وقتها بـ"ربيع دمشق".
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
احتجاجات تحولت إلى نزاع دامٍ!
في العام 2011، لحقت سوريا بركب الثورات في دول عربية عدة، أبرزها مصر وتونس، في ما عُرف بـ"الربيع العربي". ومع اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظامه، قمع الأسد المتظاهرين السلميين بالقوة، وتحولت الاحتجاجات نزاعاً دامياً، سرعان ما تعددت جبهاته والضالعين فيه. وأودى النزاع المستمر بأكثر من 388 ألف شخص وهجّر وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها، وسوّى مناطق كاملة بالأرض.
صورة من: AFP/O. H. Kadour
بقاء على رأس السلطة بدعم روسي
في سنوات النزاع الأولى، فقدت قوات الحكومة السورية سيطرتها على مساحات واسعة من سوريا بينها مدن رئيسية. لكن وبدعم عسكري من حلفائها، إيران ثم روسيا، استعادت القوات الحكومية تدريجيًا نحو ثلثي مساحة البلاد، إثر سياسة حصار خانقة وعمليات عسكرية واسعة ضد الفصائل المعارضة والتنظيمات الجهادية. ولعب التدخل الجوي الروسي منذ خريف 2015 دوراً حاسماً في تغيير موازين القوى لصالح دمشق. م.ع.ح/ع.ج.م