أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "الدولة الإسلامية" حقق تقدما ميدانيا على حساب قوات نظام الأسد في ريف حمص وسيطر على بلدة مهين ليصبح بذلك على مشارف قرية صدد التاريخية ذات الغالبية المسيحية.
إعلان
سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة في ريف حمص الجنوبي الشرقي (وسط) ليتقدم باتجاه قرية تاريخية ذات غالبية مسيحية تبعد أكثر من عشرة كيلومترات عن الطريق الدولي بين دمشق وحلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد أن الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة 50 على الأقل من القوات النظامية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "تنظيم الدولة الإسلامية سيطر بسهولة على بلدة مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي إثر تفجيرين انتحاريين واتفاق مع المسلحين المحليين" الذين خرقوا هدنة مطبقة منذ نحو عامين مع قوات النظام. وتنتشر حواجز لقوات النظام خارج بلدة مهين في إطار "المصالحة" مع المسلحين المحليين. بيد أن عبد الرحمن ذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي قدم من مدينة القريتين شرقا، وجد "حاضنة شعبية فيها".
وقال مصدر سوري ميداني إن "الجيش السوري يعيد انتشاره في محيط بلدة مهين بعد دخول مسلحي تنظيم داعش" إليها، موضحا أن "مسلحي ووجهاء بلدة مهين (...) أعلنوا مبايعتهم لتنظيم داعش في خرق فاضح للهدنة". وسيطر التنظيم المتطرف على مدينة القريتين في الأسبوع الأول من آب/أغسطس الماضي، وهدم ديرا مسيحيا تاريخيا فيها.
وبعد دخولهم بلدة مهين "تقدم جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه قرية صدد التاريخية وذات الغالبية المسيحية والتي تبعد نحو 14 كلم عن طريق دمشق - حلب الدولي، وتدور في محيطها حاليا اشتباكات مع قوات النظام"، وفق عبد الرحمن.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس عن تجدد الاشتباكات في صدد ومهين على عدة محاور، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه "ليس هناك تبدل جوهري إذ انتقلت مبايعة العناصر (المسلحة في مهين) من تنظيم إلى آخر". وتقع صدد عند منتصف الطريق بين مهين والجزء الواقع تحت سيطرة النظام على طريق دمشق - حلب الدولي.
#
وتربط هذه الطريق بطول 360 كلم في الستينات بين المدن السورية، وتسيطر قوات النظام على الجزء الواقع منها بين دمشق وحمص، فيما سقطت الـ185 كلم الأخرى تباعا بيد الفصائل المقاتلة. وتنطلق هذه الطريق من جنوب مدينة حلب (شمال) لتمر من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وصولا إلى حمص (وسط) ثم دمشق.