شن تنظيم "داعش" خلال اليومين الماضيين هجمات مضادة عبر انتحاريين وسيارات مفخخة للدفاع عن اثنين من أبرز معاقله شمال سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما قتل أكثرمن 20 من قوات الحكومة وحزب الله بريف حلب.
إعلان
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة لفرانس برس اليوم السبت (18 يونيو/ حزيران) إن "تنظيم الدولة الإسلامية شن الجمعة سبع هجمات، هجومان انتحاريان وخمسة بسيارات مفخخة، في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة منبج" في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ومنذ 31 أيار/ مايو، تاريخ بدئها معركة منبج، تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من تطويق المدينة بالكامل وقطع كل طرق الإمداد للجهاديين نحو الحدود التركية شمالا ومعاقلهم الأخرى غربا.
وبعد تطويقها المدينة وسيطرتها على أكثر من مئة قرية ومزرعة في محيطها، بات تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" بطيئا "جراء الهجمات الانتحارية التي يشنها الجهاديون بشكل شبه يومي في محيطها"، وفق عبد الرحمن.
وبالإضافة إلى هجمات الجهاديين، فإن ما يعوق تقدم قوات سوريا الديمقراطية هو عشرات آلاف المدنيين العالقين في المدينة، ولم يتمكن سوى نحو 1200 منهم من الفرار بمساعدة هذا التحالف الذي يضم فصائل عربية وكردية.
وفي سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في قصف نفذته فصائل من المعارضة المسلحة على حي بمدينة حلب السورية يخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية فجر اليوم السبت.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن ما يربو على 40 شخصا أصيبوا أيضا في الهجوم على حي الشيخ مقصود المجاور لطريق الكاستيلو وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة الواقعة بشمال سوريا.
وقال المرصد أيضا إن فصائل المعارضة المسلحة سيطرت على ثلاث قرى بريف حلب الجنوبي هي زيتان وخلصة وبرنة. وأضاف المرصد أن 24 عضوا على الأقل من قوات الحكومة السورية وحلفائها بما في ذلك قوات من جماعة حزب الله اللبنانية قتلوا في هجوم لفصائل المعارضة على القرى خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة علاوة على مقتل العشرات في الأيام القليلة الماضية.
ع.ج.م/ع.خ (أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.