قتل ما لايقل عن تسعة أشخاص اليوم الجمعة في غارات جوية لمقاتلات سورية-روسية على مناطق واقعة تحت سيطرة فصائل معارضة في مدينة حلب شمالي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري ونشطاء.
إعلان
قتل تسعة أشخاص على الأقل وجرح العشرات اليوم الجمعة (22 أبريل/نيسان 2016) إثر غارات جوية على أحياء خاضعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب بشمال سوريا، حسبما صرح الدفاع المدني لوكالة فرانس برس.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الغارات قام بها سلاح الطيران السوري مشيرا إلى مقتل 10 أشخاص خلال الغارات. وقال الناشط محمود الشهابي في مدينة حلب، لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) عبر خدمة "سكايب" إن "الطائرات التابعة للنظام السوري وروسيا تشن غارات على عدة مناطق سكنية يسيطر عليها الثوار". وأفاد مراسل الوكالة أن الغارات استهدفت أربعة أحياء شرق المدينة.
وقتل في الغارات التي استهدفت حي بستان القصر، أحد أكثر الأحياء السكنية كثافة في المدينة، سبعة اشخاص وجرح ثمانية آخرون، فيما قتل مدنيان وجرح ثمانية آخرون في حي المشهد، حسب الدفاع المدني.
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
7 صورة1 | 7
يذكر أن مدينة حلب مقسمة منذ عام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية.
وتتنوع في محافظة حلب الجبهات وأطراف النزاع، إذ تخوض قوات النظام معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال مدينة حلب. كذلك تدور معارك بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم المتطرف والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في اقصى ريف حلب الشمالي.
وعادت أعمال العنف في أطراف حلب منذ نحو ثلاثة أسابيع بعد أن سادها الهدوء منذ تطبيق وقف إطلاق النار في نهاية شباط/فبراير بين القوات النظامية والفصائل المقاتلة، وبخاصة في شمال المدينة ما دفع بآلاف السكان إلى الخروج من منازلهم.
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في آذار/مارس عام 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ثم تطورت لاحقا الى حرب متشعبة الأطراف أسفرت عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص وتسببت بدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.