قال المرصد السوري إن قصفاً لقوات النظام أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصاً في حلب ودوما، فيما تتواصل المحادثات بين الحكومة وقوات الاساييش الكردية لإحلال التهدئة في القامشلي بعد مواجهات مسلحة بين الجانبين.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفاً لقوات النظام السوري السبت (23 نيسان/ أبريل 2016) أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصاً على الأقل في مدينة حلب في شمال البلاد ومدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.
وأوضح المرصد المرصد المقرب من فصائل المعارضة ويتخذ من لندن مقراً له، أن "13 شخصاً بينهم طفلان قُتلوا وأُصيب 22 آخرون جراء قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق"، كما قُتل وجُرح ما لا يقل عن 17 مواطناً جراء قصف طائرات حربية لمناطق في حي طريق الباب" في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب.
من جانب آخر يعقد مسؤولون في الحكومة السورية وأكراد السبت اجتماعاً ثانياً لمواصلة محادثات حول هدنة تم الاتفاق عليها أمس في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا بعد يومين على اشتباكات دامية، وفق ما أفاد مصدر أمني.
وبعد اشتباكات استمرت يومين بين قوات النظام السوري وقوات الأمن الداخلي الكردية (الاساييش)، بدت مدينة القامشلي السبت وفق مراسل فرانس برس هادئة وشوارعها خالية، كما تراجع عدد الحواجز الأمنية.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس: "سيعقد اجتماع جديد اليوم في مطار القامشلي". وبعد اتفاق الهدنة الجمعة، ستبحث الأطراف المعنية وفق قوله "عدة بنود أخرى من بينها تبادل المقاتلين الأسرى من الجانبين وإعادة النقاط التابعة للحكومة التي تقدمت فيها القوات الكردية".
واندلعت الاشتباكات بين الطرفين الأربعاء الماضي إثر إشكال وقع عند أحد الحواجز الأمنية في المدينة، التي نادراً ما تشهد حوادث مماثلة. وتوصل مسؤولون في الحكومة السورية وآخرون أكراد خلال اجتماع أمس في مطار القامشلي إلى اتفاق هدنة لإنهاء الاشتباكات.
وبحسب الاساييش فقد أسفرت المعارك منذ الأربعاء عن سقوط 17 قتيلاً مدنياً وعشرة قتلى من عناصر القوات الكردية و31 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وتتقاسم قوات النظام والأكراد السيطرة على مدينة القامشلي، إذ تسيطر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها، على مطار المدينة وأجزاء منها، فيما يسيطر الأكراد على الجزء الأكبر منها.
وانسحبت قوات النظام السوري تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة الحرب الأهلية في سوريا عام 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
ع.غ/ ع.ج.م (آ ف ب، رويترز)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.