تمكنت قوات النظام السوري من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب مجددا إثر استعادتها أكاديميات عسكرية كانت سقطت بأيدي الفصائل المقاتلة قبل شهر، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها استعادوا السيطرة على مناطق في جنوب غرب حلب اليوم الأحد (4 سبتمبر/أيلول 2016) كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها الشهر الماضي بعد قصف عنيف ومحاولات متكررة لدحر المقاتلين.
وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن المناطق التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها هي كلية التسليح والكلية الفنية الجوية في منطقة الراموسة على المشارف الجنوبية الغربية للمدينة. وسيطر مقاتلو المعارضة على تلك المناطق الشهر الماضي في هجوم كسر حصارا حكوميا للقطاع الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة المعارضة.
وإذا تمت استعادة جميع الأراضي التي بسطت المعارضة سيطرتها عليها في هذا الهجوم فإن ذلك سيؤدي إلى إعادة فرض الحصار. وكان مسؤول بالمعارضة المسلحة قال في وقت سابق اليوم إن القوات الحكومية دخلت كلية التسليح لكن المعارك مستمرة هناك. ولم يتسن الوصول إلى مقاتلي المعارضة على الفور للتعليق على أحدث مكاسب الحكومة.
ويريد الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني استعادة حلب بالكامل التي كانت أكبر المدن السورية قبل الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام. ونتيجة لتدخل موسكو العام الماضي تحولت دفة الصراع في الحرب لصالح الأسد في مناطق كثيرة، لكن المعارضة حققت بعض المكاسب في مناطق بمحافظتي حلب وحماة إلى الجنوب.
م.أ.م/ ع.خ (رويترز، أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.