قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 500 شخص على الأقل قتلوا من جميع الأطراف خلال المعارك في حلب منذ بداية هجوم الجيش السوري والقوات المتحالفة معه في أوائل فبراير/ شباط الجاري على المحافظة.
إعلان
قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (الأربعاء العاشر من فبراير/ شباط 2016) "قتل 506 أشخاص على الأقل منذ بدء قوات النظام هجومها بغطاء جوي روسي في ريف حلب الشمالي"، موضحا أن بينهم "89 مدنيا، ضمنهم 23 طفلا، قتلوا جراء الغارات الروسية". وبحسب عبد الرحمن، "قتل 143 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومقاتلين شيعة غير سوريين، بينهم 14 مقاتلا إيرانيا وثلاثة من عناصر حزب الله اللبناني على الأقل، في حين قتل 274 عنصرا من الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)".
ويتوزع القتلى في صفوف الفصائل وفق عبد الرحمن، بين "169 مقاتلا سوريا و105 من عناصر جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية".
وتمكنت قوات النظام بعد أكثر من أسبوع على بدء هجوم واسع في ريف حلب الشمالي، بدعم من الغارات الجوية الروسية، من استعادة السيطرة على بلدات عدة في المنطقة وقطع طريق إمداد رئيسي للفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي نحو تركيا، ما مكنها من تضييق الخناق على مقاتلي الفصائل في مدينة حلب.
مخاطر النهب والدمار تهدد التراث الثقافي السوري
تتصاعد حدة توتر الأزمة السورية يوما بعد يوم، أزمة تسببت في مقتل أكثر من مائة ألف شخص وفق الأمم المتحدة، وامتدت تداعياتها لتهدد الكنوز الأثرية السورية بالدمار والاندثار. منظمة اليونيسكو أنجزت تقريرا مفصلا حول ذلك.
صورة من: Francois Guillot/AFP/Getty Images
تراث لا يقدر بثمن
تتعرض العديد من الآثار التاريخية السورية للدمار بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين في سوريا. وتعد هذه الآثار شاهدا على تاريخ حافل يعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، تعاقبت عليها الحضارات البابلية والمصرية والفارسية واليونانية والرومانية، لكنها أصبحت مهددة بالزوال. الأمر الذي دفع منظمة اليونسكو إلى دق ناقوس الخطر للتعبير عن قلقها إزاء الخطر الذي يهدد هذا التراث العالمي.
صورة من: by-sa-Longbow4u
المدينة القديمة في حلب وخطر الاندثار
سبق لمنظمة اليونسكو أن نشرت في حزيران/ يونيو 2013 قائمة باسم ستة معالم ثقافية مهددة في سوريا، من بينها المدينة القديمة في حلب والتي شهدت معارك طاحنة بين المعارضة والجيش النظامي السوري. حلب مدينة ذات تاريخ عريق، ورد ذكرها في الكتابات التاريخية لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد مكنها موقعها بالقرب من ضفاف البحر الأبيض المتوسط من لعب دور استقطاب ثقافي ترسخ عبر العصور.
صورة من: Getty Images
حريق دمر السوق التاريخية في حلب
عندما قررت منظمة اليونسكو إدراج مدينة حلب ضمن قائمة التراث العالمي، كان ذلك بالدرجة الأولى بفضل سوقها القديم الذي يعتبر الأكبر والأعرق في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمتد على مساحة شاسعة تقدر ب 350 هكتارا. ورغم أن قلب المدينة القديمة محاط بسور يبلغ طوله خمسة كيلومترات، إلا أن ذلك لم يحل دون تعرض السوق للدمار في الحريق الذي اندلع خلال معارك ضارية بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة عام 2012.
صورة من: AFP/Getty Images
احتلال قلعة حلب
اُستغلت المواقع التاريخية خلال المعارك بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة لأغراض عسكرية، ومن بين هذه المواقع قلعة حلب، التي توجد على تل وسط المدينة القديمة. وقد بناها السلوقيون إحدى سلالات إسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد. وهو موقع الذي أكمل فيه اليونانيون ثم الفرس والبيزنطيون والعثمانيون بناء معابدهم ومراكزهم الدينية.
صورة من: picture alliance/Bildagentur Huber pixel
قنابل تهز دمشق القديمة
أُدرجت مدينة دمشق القديمة بدورها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقبل اندلاع الثورة ضد نظام الأسد كانت دمشق نقطة استقطاب رئيسية بأسواقها ومطاعمها وكنائسها ومساجدها. وفي يونيو/ حزيران 2013 انفجرت قنابل لأول مرة في المركز التاريخي للمدينة.
صورة من: REUTERS
آثار الرصاص على قوس النصر في تدمر
تعتبر مدينة تدمر القديمة من المواقع المهددة بالاندثار، إذ تعرضت بعض الآثار فيها للنهب. وتعتبر تدمر رمزا معماريا وتاريخيا لسوريا. بيد أن المعارك الضارية الدائرة في مناطق متفرقة من سوريا قد طالت أيضا هذه المدينة، حيث تحمل أعمدتها وقوس النصر وكذلك جدار معبد "بل" آثار إطلاق للرصاص.
صورة من: Louai Beshara/AFP/Getty Images
"قلعة الحصن" قاعدة عسكرية
وكذلك هذا المعلم التاريخي لم يسلم من الحرب: إنها "قلعة الحصن" الواقعة على أطراف الجبال العلوية التي بناها الصليبيون عام 1099 في طريقهم إلى القدس. وحسب مصادر من الثوار قام الطيران الحربي لنظام الأسد بقصف القلعة التي يُعتقد أن الجيش السوري الحر يستعملها كقاعدة عسكرية.
صورة من: Fotolia/Facundo
أنقاض المسرح الروماني في بُصرى
وردت عدة تقارير تؤكد تعرض مدينة بُصرى الأثرية للدمار. وتتميز هذه المدينة التاريخية بمسرحها الروماني الذي يعد فريدا من نوعه في العالم من حيث الحفاظ على شكل بنيانه، والذي تم توسيعه ليصبح على شكل قلعة عربية في القرن الثاني عشر. ويقدر الموسيقيون من مختلف أنحاء العالم جودة فضائه الصوتي الفريد. ويُعتقد أن هذا المعلم التاريخي - أو أجزاء منه - قد تعرض بدوره للدمار خلال المعارك.
صورة من: Fotolia/waj
"المدن الميتة" تهددها المعارك
وضعت منظمة اليونسكو "المدن الميتة" (أو المدن المنسية) في سوريا على قائمة التراث العالمي المهدد بالدمار، ففي شمال سوريا توجد الكثير من القرى التي تضم بيوتا تعود للحقبة البيزنطية. وقد كانت المعالم التاريخية في جارادة في حالة جيدة نسبيا قبل اندلاع الحرب، لكنها تعرضت جزئيا فيما بعد للنهب.
صورة من: Creative Commons/Bertramz
نهب المتاحف
تعاني المتاحف السورية بدورها من وضعية كارثية، فالكثير منها يوجد في قلب المعارك الدائرة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة، ومن بينها متحف ادلب الذي يضم كنوزا من الألواح الطينية الشاهدة على حضارة ايبلا. وفي عام 2011 تم نقل جزء من هذه الكنوز إلى مقر البنك المركزي السوري، إلا أن معظم المتاحف تبقى معرضة للنهب دون أي حماية.
صورة من: Daniel Leal-Olivas/AFP/Getty Images
إنقاذ التراث الثقافي السوري
قامت منظمة اليونسكو بتكوين خبراء خصيصا لحماية التراث الثقافي السوري من الدمار والنهب. وفي 29 من أغسطس / آب 2013 قدمت المديرة العامة للمنظمة الدولية إيرينا بوكوفا ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مجموعة من الإجراءات والتدابير لحماية هذا التراث. وتكمن مهمة الخبراء في البحث عن التحف المسروقة وتنبيه إدارات الجمارك وتجار الفن لمنع الاتجار دوليا بالتراث السوري.
صورة من: Francois Guillot/AFP/Getty Images
11 صورة1 | 11
وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في بلدة الطامورة الواقعة جنوب بلدتي نيل والزهراء اللتين تمكنت قوات النظام من فك حصارهما الأسبوع الماضي. وقال عبد الرحمن إن "قوات النظام تحاول السيطرة على البلدة التي تطلق منها الفصائل المقاتلة صواريخ تستهدف نبل والزهراء". وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، أبرزها حريتان وحيان وبيانون ليل الثلاثاء / الأربعاء لضربات روسية كثيفة، وفق المرصد. وفي غرب البلاد، أفاد المرصد عن مقتل 15 عنصرا من جبهة النصرة جراء غارات روسية استهدفت ليلا مناطق في ريف اللاذقية الشمالي.
وتمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي من السيطرة نهاية الشهر الماضي على أبرز معاقل الفصائل في ريف اللاذقية الشمالي. وتنفذ روسيا حملة جوية في سوريا منذ 30 أيلول / سبتمبر مساندة لقوات النظام، وتقول إنها تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" ومجموعات "إرهابية" أخرى. وتتهمها دول الغرب والفصائل المعارضة باستهداف مجموعات مقاتلة يصنف بعضها في إطار "المعتدلة" أكثر من تركيزها على الجهاديين. وللمرة الثالثة في أقل من أسبوع، دعت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا إلى وقف غاراتها في حلب عشية مؤتمر دولي حول سوريا تستضيفه مدينة ميونيخ الألمانية.