قتل خمسون مسلحا معارضا ومدنيان خلال اشتباكات عنيفة بين فصائل إسلامية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في إطار صراع على النفوذ مستمر منذ نهاية الشهر الماضي، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعلان
قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء (17 أيار/ مايو 2016) أن "الاشتباكات المستمرة في الغوطة الشرقية بين جيش الإسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة ثانية أوقعت خمسين قتيلا من الطرفين الثلاثاء، بالاضافة إلى مدنيين اثنين".
وتدور معارك عنيفة منذ 28 نيسان/أبريل بين جيش الإسلام الذي يعد الفصيل الأقوى في الغوطة الشرقية، وفصيلي "فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" المنضويين في تحالف مع فصائل إسلامية أخرى على رأسها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
وبدأت الاشتباكات إثر هجمات عدة شنها فصيل "فيلق الرحمن" على مقرات "جيش الإسلام". وبحسب عبد الرحمن، تسبب "الصراع المستمر على النفوذ" بين هذه الفصائل منذ نحو ثلاثة أسابيع بمقتل أكثر من 500 مقاتل و12 مدنيا على الأقل، على الرغم من وساطات تقدم بها أهالي المنطقة وخروج تظاهرات مطالبة بإنهاء الاقتتال.
ودعا جيش الإسلام، الذي يتولى أحد قيادييه محمد علوش مهمة كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، فيلق الرحمن إلى قبول مبادرة تقدم بها المنسق العام للهيئة رياض حجاب "لرأب الصدع ومعالجة الأزمة التي تعصف بالغوطة الشرقية". وقال في بيان "لبى جيش الإسلام الدعوة التي وجهت له.. حرصا منه على إيقاف نزيف الدم بين الإخوة". وأضاف "لكن الإخوة في فيلق الرحمن رفضوا المبادرة بكليتها" داعيا إياهم إلى "قبول المبادرة وعدم وضع العقبات في طريق الحل".
ويحاصر الجيش السوري مناطق عدة في ريف دمشق منذ العام 2013، كلها تحت سيطرة فصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية. وأبرز المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية هي مدن وبلدات دوما وعربين وزملكا.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)
#
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.