قال المركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا إن المركبة الفضائية الأوروبية "روزيتا" ستهبط على سطح المذنب (67 بي/ تشوريموف- جراسيمنكو) لتدخل في سبات منهية رحلتها الملحمية بالفضاء التي استمرت 12 عاما.
إعلان
أعلنت الوكالة الأوروبية للفضاء يوم أمس الخميس (30 حزيران / يونيو 2016) أن المركبة الفضائية غير المأهولة روزيتا سوف تنهي مهمتها في 30 أيلول/ سبتمبر القادم عندما يتهبط على سطح مذنب يتم دراسته.
وتلحق المركبة وزيتا بالمسبار فيله، على سطح المذنب الذي أطلق عليه اسم 67 بي/ تشوريموف- جريازيمنكو، لتنتهي المهمة الأولى في التاريخ التي تشهد الوصول إلى سطح مذنب ومرافقته خلال دورانه حول الشمس، ونشر مسبار على سطحه.
مهمة "روزيتا" .. رحلة فريدة من نوعها في التاريخ
في رحلة هي الأولى من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء دامت عشر سنوات، تمكنت مركبة الفضاء "روزيتا" من إنزال المجس "فيلاي" على سطح مذنب متحرك بنجاح. المجس سينقل العديد المعلومات الهامة التي قد تساعد في سبر أسرار الكون.
صورة من: E. Cabanis/AFP/Getty Images
أعلنت محطة المراقبة التابعة للوكالة هبوط المركبة "فيلاي" على سطح المذنب بنجاح، وأنها ستقوم بإرسال أولى إشاراتها إلى المحطة بعد هذا الهبوط النجاح بدقائق قليلة.
صورة من: ESA/J. Mai
تستعد المركبة الأوروبية غير المأهولة "روزيتا" لإنزال الروبوت "فيلاي" الأربعاء على سطح مذنب "تشوريوموف-غيراسيمنكو"، في عملية هي الأولى من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء.
صورة من: ESA
إذا نجحت هذه المهمة، ستكون "روزيتا" مفتاحاً لكثير من الأجوبة والمعلومات المتعلقة بالنظام الشمسي وأصل المياه على كوكب الأرض، وربما أصل الحياة ذاتها أيضاً.
صورة من: ESA/AOES Medialab
جهز الروبوت بنظام يبقيه مستقيماً أثناء عملية الهبوط التي تستغرق سبع ساعات. ولن يكون الروبوت في حالة سبات في غضون ذلك، إذ ستعمل عشرة أجهزة فيه على التقاط صور للمركبة ولموقع الهبوط.
صورة من: ESA via Getty Images
اختار العلماء والمهندسون موقع هبوط للمسبار يعرف باسم "أجيلكيا"، بعد رحلة دامت أكثر من عشر سنوات عبر الفضاء. كما اختاروا موقعاً آخر احتياطياً أطلقوا عليه اسم "سي".
صورة من: ESA via Getty Images
تم اختيار مكان الهبوط بعناية فائقة، ذلك أن سطح المذنب وعر ومتعرج وتكثر فيه الأماكن غير المناسبة لهبوط آمن.
صورة من: DLR
تتوفر في موقع "أجيلكيا" ظروف جيدة من حيث الضوء، وهذا يعني بالنسبة لمسبار "فيلاي" فرصة لإعادة شحن بطارياته التي تعمل بالطاقة الشمسية. أما فترات الظلام فستكون فرصة لتبريد أنظمته.
صورة من: ESA via Getty Images
موّلت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" الجزء الأعظم من مهمة "روزيتا". ومن المتوقع أن تستمر حتى نهاية سنة 2015. ويتابع عملية الهبوط ويراقبها فريق التحكم في محطة "إيسا" للتحكم بمدينة دارمشتات الألمانية.
صورة من: ESA/J.Mai
نظراً لأن عملية الهبوط تتم على بعد 510 ملايين كيلومتر عن الأرض، فإن الاتصال بين "روزيتا" وفريق التحكم على الأرض يستغرق 28 دقيقة و20 ثانية. الكاتبة: دالين صلاحية
صورة من: E. Cabanis/AFP/Getty Images
9 صورة1 | 9
وقالت الوكالة الأوروبية للفضاء، والتي تتخذ من باريس مقرا لها، إن روزيتا سوف تهبط على سطح المذنب وتختتم المهمة بسبب تزايد المسافة بينها وبين الشمس، وهو ما يجعل من الصعب عليها إمداد نفسها بالطاقة والمحافظة على عرض النطاق الترددي اللازم لنقل البيانات العلمية.
وأوضحت الوكالة أنه "عوضا عن التعرض لفترة سبات أطول كثيرا لا يرجح أن تستيقظ منها المركبة، وبعد التشاور مع فريق العلماء المعني بروزيتا في عام 2014، تقرر أن تلحق روزيتا بفيله على سطح المذنب". وفي تشرين ثان/ نوفمبر، تمكن المسبار الآلي فيله من الاستقرار على سطح المذنب بعد رحلة استغرقت 10 أعوام في الفضاء.
وبسبب خلل فني، لم يستقر المسبار في الموقع المحدد له على سطح المذنب، والذي كان من شأنه أن يتيح له الحصول على كم أكبر من ضوء الشمس لشحن بطارياته الثانوية. ومع ذلك، قال العلماء إنه لا يزال قادرا على جمع بيانات حول مكونات المذنب وسطحه.
وأعلن علماء الوكالة الأوروبية للفضاء أنهم يأملون في الحصول على دفعة جديدة من البيانات خلال هبوط روزيتا الأخير. ومع ذلك، ذكرت الوكالة أنه عندما تستقر روزيتا على سطح المذنب، تنقطع جميع الاتصالات.
وساعدت روزيتا العلماء في فهم أفضل لكيفية تشكل الأرض والكواكب الأخرى. ورصدت المركبة الفضائية مركبات عضوية رئيسية في مذنب مما عزز مقولة أن المذنبات أمدت الأرض والنظام الشمسي منذ زمن بعيد بالمركبات الكيميائية اللازمة للحياة.
وقال يان- إيف لو جال رئيس المركز الوطني لدراسات الفضاء "ليست هناك نهاية أفضل من أن تمنح روزيتا قبلة أخيرة لمذنبها".