1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المركز الصحي في كولونيا .. "صوت كل المهاجرين"

١٥ فبراير ٢٠٢٠

بعد أن كان مجرد مركز صحي للمهاجرين، أصبح يقدم الاستشارات لهم ويساعدهم في مختلف المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية. مهاجر نيوز زار "المركز الصحي للمهاجرين" والتقى مديره للتعرف على عمله والخدمات التي يقدمها للمهاجرين.

موسى دلي مدير المركز الصحي للمهاجرين في كولونيا: نحن صوت كل المهاجرين
موسى دلي مدير المركز الصحي للمهاجرين في كولونيا: نحن صوت كل المهاجرينصورة من: Emma Wallis/InfoMigrants

دخل موسى دلي الغرفة مبتسما ومتحمسا للحديث عن المركز الصحي للمهاجرين في كولونيا (GfM)، والذي يديره منذ يونيو/ حزيران 2019.

دلي درس علم الاجتماع وتخصص في علم النفس الاجتماعي. عمل لعدة سنوات كمعالج للإدمان ثم تولى إدارة مركز متخصص في مساعدة من يعانون من مشاكل ذهنية الصعوبات الذهنية ، وبعد ذلك بدأ العمل مع سلطات مدينة كولونيا في مجال الصحة النفسية والتحليل الجنائي.

أما بالنسبة لمركز GFM الذي يتولى دلي إدارته حاليا، فقد تأسس عام 1995 لخدمة المهاجرين في ألمانيا وخاصة من يتحدثون التركية والكردية والروسية. إلا أن المركز مفتوح حاليا للجميع حيث يمكن الحصول على الترجمة اللازمة لمتحدثي اللغات الأخرى عبر المركز الاجتماعي والنفسي SPZ بمدينة كولونيا.

ويقدم المركز خدماته مجانا للمهاجرين في كل ما يتعلق بالأمور الصحية والنفسية والاجتماعية، بالتعاون مع الدوائر الرسمية وعدد من المؤسسات الخيرية، إذ يحاول تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية اللازمة في ألمانيا مع إزالة عوائق اللغة والاختلاف الثقافي التي تقف أحيانا عائقا أمام المهاجرين.

ولكن المركز لا ينظر لمصطلح "مهاجر" باعتباره يشير فقط لكل من وُلد خارج ألمانيا ويعيش فيها حاليا، حيث أن المركز يتعامل على حد سواء مع أبناء الجيل الأول أو الثاني أو حتى الثالث لمهاجرين وعاملين قدموا منذ سنوات طويلة للعمل في ألمانيا من تركيا وإيطاليا.

المركز الصحي للمهاجرين يقدم الاستشارات والمعلومات والمساعدة للمهاجرين في المجالات الصحية والنفسية والاجتماعيةصورة من: Emma Wallis/InfoMigrants

مشاكل نفسية واجتماعية

يشير موسى دلي إلى أن 75 بالمئة من المتعاملين مع المركز هم من النساء. ورغم أن عدد العاملين في المركز عشرة أشخاص فقط، نجح خلال ثلاثة أشهر في تقديم 1100 استشارة عبر الهاتف، فضلا عن إجراء مقابلات شخصية في 150 حالة أخرى.

ويوضح دلي أن أسباب التواصل مع المركز تتعدد بداية من طلب المساعدة في ملء استمارات العمل والتقديم على طلب إعانة بطالة وصولا إلى طلب الاستشارة الطبية أو النفسية أو في حالات العنف الأسري أو عقب الطلاق.

ويقول لمهاجر نيوز "أحيانا يعاني الشخص من مشكلة واحدة، ولكن عادة ما يكون الموقف أكثر تعقيدا فنكتشف لاحقا حاجته للعون في أكثر من أمر"، ويضيف "إذا لم نتمكن من تقديم المساعدة المطلوبة، ينصح المركز بالتوجه إلى الجهة التي يمكن للشخص اللجوء إليها والحصول على المساعدة لديها".

ويمكن للمشاكل أن تختلف باختلاف جنسية المهاجر، فبينما ينتشر الإدمان على لعب القمار بين الأتراك، يعاني المهاجرون العرب والروس أكثر بسبب تعاطي المخدرات وشرب الخمور، يقول دلي. لكنه ينبه كذلك إلى أنه غالبا ما تكون هذه الأشكال المختلفة من الإدمان، سواء على القمار أو المخدرات أوالخمور، هي بمثابة قناع لمشاكل أخرى أكثر عمقا كالاكتئاب أو حتى مجرد افتقاد الشخص للوطن.

المهاجرون الجدد

ومع موجة اللاجئين التي شهدتها ألمانيا عام 2015، بدأ المركز في استقبال عدد أكبر من اللاجئي والمهاجرين الجدد. وبسبب ما مر به هؤلاء من تجارب قاسية، ارتفعت لديهم معدلات الإصابة بمشاكل تتعلق معظمها بالصحة النفسية يأتي في مقدمتها اضطرابات النوم وفقدان الدافع  والصدمة النفسية والقلق، ما يؤدي ببعضهم إلى الإدمان.

وقسوة التجربة لا تنتهي بالنسبة للبعض بالوصول لألمانيا، فالكثير من المهاجرين وطالبي اللجوء يحملون شهادات جامعية ويتمتعون بمهارات عالية، ولكنهم لا يجدون فرصة عمل مناسبة، مثلا قد "يضطر أطباء للعمل كعمال نظافة أو حتى عدم العمل على الإطلاق".

وبعض مشاكل المهاجرين سببها الاختلافات الثقافية والعادات والتقاليد وفي الطعام والشراب والمسكن والملبس وشكل العلاقات الاجتماعية وأساليب التواصل مع الأخرين، وبالتالي يحتاج البعض لمزيد من الوقت للتاقلم والاعتياد على هذا التغيير.

ويشير دلي إلى أن أكثر ما يطلبه المهاجرون الجدد هو مجرد "شخص يستمع لشكواهم".

المركز الصحي للمهاجرين في مدينة كولونيا يقدم خدماته لكل المهاجرين بمختلف انتماءاتهمصورة من: Emma Wallis/InfoMigrants

معاناة شخصية مع العنصرية!

وبالرغم من أن دلي ولد وتربى وتلقى تعليمه وتحصيله العلمي في ألمانيا، يعاني أحيانا كبعض المهاجرين من مظاهر العنصرية والتهميش التي يشتكي منها بعض من رواد المركز.

ويقول دلي إن إتقانه الألمانية كلغة أم والتحدث بها بطلاقة وتزوجه من سيدة ألمانية لا يمنع شعوره المستمر بـ "أنه أجنبي هنا"، ما يضطره لاعتبار أطفاله "أنصاف ألمان بسبب وصف الآخرين لهم كأنصاف ألمان" رغم كونه هو نفسه ألماني منذ ولادته.  

ويشير، على سبيل المثال، إلى صعوبة استئجاره لمسكن بسبب اعتذار الجميع له "بمجرد سماع اسمه" بحجة أنه تم تأجير العقار بالفعل، ليطلب من زوجته الألمانية معاودة الاتصال بهم مباشرة فيقوموا بتحديد مواعيد معها على الفور. 

  خدمات أخرى

وينبه دلي إلى أنه في بعض الأحيان عند زواج المهاجر، حتى وإن كان من أبناء الجيل الثاني، من امرأة من بلده الأصلي، لا يحتاج الزوجان للحديث باللغة الألمانية طوال الوقت مما يجعل لغتهما الألمانية ضعيفة، خاصة إن اكتفت الزوجة بدورها كربة منزل، وهو ما يؤثر بدوره فيما بعد على أولادهما. ولهذا يقدم المركز للأسر نصائح بضرورة التحاق الأطفال بالمدارس في ألمانيا والاختلاط بأطفال الألمان.

كما يقدم المركز خدمات أخرى تتنوع ما بين الدورات التدريبية ومعلومات حول التغذية السليمة والتوعية بالأمراض واستشارات للآباء حول التربية لدى الحاجة.

وللحصول على خدمات المركز لا يحتاج الشخص للتسجيل، إذ أن كل المطلوب في حاله الحاجة لمساعدة طبية هو مجرد الحضور للمركز "حتى بالنسبة لمن ليس لديه إقامة ولا يحمل وثائق شخصية أو جواز سفر"، ولكن يجب التسجيل والحصول على موعد مسبق عند طلب المساعدة النفسية.

ويرى دلي أن العون موجود في ألمانيا بالفعل، ولكن كل ما ينقص هو إحداث بعض التغيير ليصل إلى المهاجرين واللاجئين بشكل أسهل ويقول "نحن نرى أنفسنا كصوت لجميع المهاجرين" ويضيف "نحن في حاجة إلى أن يتم تمثيلنا بشكل أفضل في المجتمع".

إيما واليس/ دينا البسنلي

المصدر: مهاجر نيوز

ضيف وحكاية - نوجين مصطفى: رأيت العالم لأول مرة في حياتي خلال رحلة اللجوء

26:05

This browser does not support the video element.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW