المريخ ربما كان عامراً بالحياة لفترة أطول مما نتوقع
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤
أشارت دراسة حديثة لفريق عمل بجامعة هارفارد إلى أن كوكب المريخ ربما تمتع بغلاف جوي ومجال مغناطيسي ما سمح بنشوء واستمرار حياة عليه لفترة أطول مما كان متوقعاً.
إعلان
تشير الأدلة إلى أن كوكب المريخ ربما كان يعج بالحياة منذ مليارات السنين. والآن، بعد أن أصبح باردًا وجافًا وبلا مجال مغناطيسي يمكن أن يشكل درعاً للحماية، أصبح الكوكب الأحمر بمثابة موقع شديد التميز للعلماء الذين يحققون فيما إذا كان المريخ صالحًا للحياة في يوم من الأيام، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى حدث ذلك.
ودفع سؤال "متى" على وجه الخصوص الباحثين في مختبر علم المغناطيسية القديمة في قسم علوم الأرض والكواكب في جامعة هارفارد إلى البحث.
فقد قدمت ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Nature Communications أقوى حجة حتى الآن تفيد بأن المجال المغناطيسي ربما مكّن من وجود حياة على المريخ حتى حوالي 3.9 مليار سنة مضت، مقارنة بالتقديرات السابقة التي بلغت 4.1 مليار سنة - أي قبل وقت أقرب مما كان يعتقد ..
وتدعم الدراسة الحديثة فكرة أن المجال المغناطيسي الواقي للكوكب الأحمر والذي يدعم استمرار الغلاف الجوي الذي يمكِّن من وجود حياة كان موجودًا لفترة أطول مما كان مقدرًا في السابق، بحسب ما نشر موقع لايف ساينس.
ولإثبات هذه الفرضية طور الباحثون أفكارًا من خلال إجراء تجارب تحاكي كيف تبرد الحفر الكبيرة على المريخ الناتجة عن اصطدام الأجسام المختلفة بسطح الكوكب وتصبح ممغنطة، حيث افترض العلماء أن مغناطيسيتها نشأت بعد توقف المجال المغناطيسي للكوكب.
الدراسة الحديثة قادتها سارة ستيل، الطالبة في كلية جريفين للدراسات العليا للفنون والعلوم، والتي استخدمت المحاكاة والنمذجة الحاسوبية لتقدير عمر المجال المغناطيسي للمريخ الناتج عن الحمل الحراري في قلب الكوكب الحديدي، كما هو الحال على الأرض.
وبالتعاون مع المؤلف الرئيسي للدراسة روجر فو، الأستاذ المشارك في العلوم الطبيعية في جون إل لوب، عزز الفريق النظرية التي ظهرت لأول مرة في العام الماضي، وهي أن المجال المغناطيسي للمريخ والذي كان قادراً على حرف الأشعة الكونية الضارة، كان موجودًا لفترة أطول من التقديرات السائدة.
ع.ح.
نموذج للحياة على المريخ- انطباعات من مركز تدريب ناسا
أربعة متطوعين يجربون العيش على مساحة 160 مترا مربعا. على مدى عام سيجرب هؤلاء في مختبر لوكالة ناسا كيف يمكن أن تكون الحياة على سطح المريخ. أما الوكالة فتأمل بالحصول على معلومات هامة لإطلاق رحلات إلى الكوكب الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
كثير من الواقعية
ابتداء من يونيو/حزيران يتوقع التحاق أربعة متطوعين بدار "مارس ديون الفا/ Mars Dune Alpha" التابعة لوكالة ناسا لتجربة إمكانية الحياة فوق الكوكب الأحمر. ومن أجل ذلك سيعيشون طوال سنة داخل عنبر في مركز البحوث الفضائية في هيوستن بتكساس. هناك تنتظر المشاركين عدة حجرات ومجالات للمحاكاة على الرمل الأحمر.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
العزلة كمشكلة خلال رحلات الفضاء
في تجربة أولى يعتزم العلماء تجربة كيف يمكن للبشر العيش في عزلة وكيف يتعاملون مع التوتر. وهذا من شأنه مساعدة وكالة ناسا على تقييم "الموارد" المطلوبة كي يتجاوز رواد الفضاء المصاعب التي تواجههم مستقبلا، كما تقول غراس دوغلاس التي تدير برنامج التجربة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
قليل من المتسع للحركة
ليس بإمكان المتطوعين أخذ الكثير من الأمتعة معهم. فهم سيعيشون خلال عام في غرف صغيرة بدار مركز البحوث. وهذه الدار مصممة بعملية طباعة ثلاثية الأبعاد، وهي تقنية تتبعها ناسا لتشييد بنايات في كواكب أخرى، كما تقول مديرة المشروع غراس دوغلاس.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
مجال للتجارب
إلى جانب غرف النوم صممت مهمة "مارس ديون ألفا/ Mars Dune Alpha" حمامين وغرفة للرعاية الصحية ومجالا للاسترخاء وعددا من مواقع العمل. وسيقوم الباحثون بانتظام خلال تلك الفترة بتجربة كيف يتعامل المتطوعون مع حالات التوتر ـ مثلا عندما ينقصهم الماء أو تكون هناك حاجة إلى أجهزة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
أحذية مواتية لرحلة المريخ
عبر ممر هوائي يصل المتطوعون من الدار الثلاثية ألأبعاد إلى مشهد طبيعي. فبكثير من الرمل الأحمر وجب محاكاة الحياة فوق المريخ بأكبر واقعية ممكنة.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
لياقة في عزلة
سيقوم رواد الفضاء الافتراضيين على أجهزة الركض بجولات إلى الخارج بعد أن يتم ربطهم بأحزمة لمحاكاة الجاذبية فوق المريخ. وسيتوجب عليهم جمع عينات وبيانات ومتابعة تشييد البنية التحتية. وتكمن خلفية ذلك في أنه "لا يمكن لنا تركهم يركضون ست ساعات في حلقة مغلقة"، كما أفادت سوزان بيل مديرة مختبر الصحة والأداء.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
غرس خضروات فوق المريخ
مركز البحوث يقدم إلى جانب مرصد جوي ضيعة أو قرية عمودية لغرس نباتات. هنا يمكن للمشاركين غرس سلطة وخضروات أخرى لتغطية الاستهلاك الذاتي خلال فترة التجارب.
صورة من: Go Nakamura/REUTERS
معلومات مهمة لرحلات مقبلة
وفي المجمل يتم التحضير لثلاث تجارب على مدى فترات طويلة في هذا الحقل. ويأمل الباحثون في الحصول على "معلومات هامة" حول فترات عيش طويلة في عزلة. لكن وكالة ناسا ما تزال في فترة الإعداد لرحلة إلى المريخ. وتعنى وكالة الفضاء في المرحلة الأولى بمهمة "ارتيميس/ Artemis" التي تقضي بنقل أشخاص إلى القمر مجددا لأول مرة منذ نصف قرن.