1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المستشارة السابقة تروي قصتها: كتاب مذكرات ميركل يظهر للنور

٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤

تكشف المستشارة السابقة ميركل اليوم الثلاثاء عن كتابها الجديد الذي يعرض رؤيتها الشخصية للأحداث التي شكلت حياتها ومسيرتها السياسية. يتزامن صدور الكتاب مع قرب الانتخابات في ألمانيا مما يضفي مزيدًا من الأهمية على محتواه.

المستشارة الألمانية السابقة   أنغيلا ميركل كتاب مذكرات ميركل 22.نوفمبر 2024
تُقدم المذكرات نظرة شاملة على حياة ميركل، بدءًا من طفولتها في ألمانيا الشرقية، مرورًا بتوحيد البلاد، وحتى نهاية فترة ولايتها كمستشارة استمرت 16 عامًا.صورة من: ROPI/picture alliance

تلقى مذكرات المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، التي تحمل عنوان "الحرية: مذكرات 1954-2021" صدى واسعا في عالمي السياسة والأدب. فالكتاب، الذي يمتد على 736 صفحة، أثار حماسة الجمهور قبل إطلاقه. فقد نفدت جميع تذاكر الأمسية الأولى لتقديم الكتاب، المقرر إقامته مساء اليوم الثلاثاء (26 نوفمبر/ تشرين الثاني) في المسرح الألماني في برلين، خلال دقائق معدودة من طرحها عبر الإنترنت قبل أسابيع قليلة.

تُقدم المذكرات نظرة شاملة على حياة ميركل، بدءًا من طفولتها في ألمانيا الشرقية، مرورًا بتوحيد البلاد، وحتى نهاية فترة ولايتها كمستشارة استمرت 16 عامًا. وينظر كتاب ميركل "ذكريات 1954-2021" إلى حياتها منذ طفولتها وشبابها في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية سابقا)، وإعادة توحيد ألمانيا، والصعود السياسي في ألمانيا الاتحادية حتى نهاية فترة مستشاريتها التي استمرت 16 عاما في أواخر خريف 2021 ، وسيتم نشره دوليا ككتاب وكتاب صوتي.

ويصدر الكتاب في الأسواق العالمية متزامنًا في نحو 30 دولة، ليس فقط في الغرب، بل أيضًا في الصين ودول أخرى. ويشمل جولة ترويجية مبرمجة في عدد من المدن الأوروبية الكبرى.

تتناول ميركل في مقتطفات نشرتها صحف بارزة مثل "دي تسايت" و"الجويش جنرال"، إلى جانب مقابلات مطولة مع مجلة "دير شبيغل"، موضوعات سياسية حساسة وجدلية.

إذ تسرد ميركل تجاربها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021)، وتتحدث عن هيمنة الرجال على الساحة السياسية الألمانية، إلى جانب قرارها المثير للجدل بشأن استقبال اللاجئين. كما تناولت بشكل مفصل سياستها تجاه روسيا وأوكرانيا ورؤيتها لفلاديمير بوتين، وهو الموضوع الذي أصبح محط انتقادات واسعة في الأوساط السياسية في برلين.

كتاب ميركل والانتخابات الألمانية

تصريحات المستشارة الألمانية السابقة ميركل حول موضوعات مختلفة، والمتزامنة مع صدور مذكراتها، دخلت بقوة في سياق الحملة الانتخابية التشريعية الجارية في ألمانيا.

وعلى الرغم من أن التركيز الحالي ينصب على نهاية الائتلاف الحاكم بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والخضر، والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، يرى الصحفي رالف بولمان في حديثه لـ DW أن الكتاب يحمل أهمية دولية، خاصة مع اقتراب التغيير في الإدارة الأمريكية المنتظر في يناير/ كانون الثاني المقبل.

وذكر أن بولمان، وهو عضو في هيئة تحرير صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه زونتاغزتسايتونغ"، قد نشر قبل سنوات سيرة ذاتية موسعة عن المستشارة السابقة.

كما يشير بولمان إلى التغيير السياسي والذي تمثله فترة رئاسة دونالد ترامب المقبلة، حيث اعتُبرت ميركل في الولايات المتحدة رمزًا لليبرالية والديمقراطية لمواجهة سياساته المثيرة للجدل، وهو ما قد يعزز مكانة كتابها في الأسواق العالمية.

ومن المقرر أن تشارك ميركل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في تقديم كتابها خلال فعالية في واشنطن في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.  

على الصعيد المحلي، يرى بولمان أن الافتراض السائد في برلين بأن ميركل فقدت شعبيتها بسبب سياستها تجاه روسيا غير دقيق. ويؤكد أن لها قاعدة جماهيرية واسعة في ألمانيا، مشيرًا إلى أن كتابها من المتوقع أن يحقق نجاحًا كبيرًا. لكنه في الوقت ذاته ينتقد فترة قيادتها، واصفًا إياها بـ"ضعف الرغبة في الإصلاح الداخلي"، مستشهدًا بترددها في معالجة قضايا شائكة مثل تحديث الجيش الألماني وتحقيق تحول جذري في سياسات المناخ. 

وفيما يتعلق بتأثير الكتاب على الحملة الانتخابية، يرى بولمان أن الأحزاب السياسية ستستغل مقتطفات منه بما يخدم مصالحها الانتخابية. ومن اللافت أن المرشحين الثلاثة لمنصب المستشار (المستشار الاشتراكي الحالي شولتس ونائبه هابيك من حزب الخضر ومرشح المعارضة المسيحية ميرتس) يسعون، كل بطريقته، إلى استمالة قاعدة الناخبين الذين دعموا ميركل في الماضي.

تتناول ميركل موضوعات سياسية حساسة وجدلية. حيث تسرد ميركل تجاربها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (2017-2021)، وتتحدث عن هيمنة الرجال على الساحة السياسية الألمانية، إلى جانب قرارها المثير للجدل بشأن استقبال اللاجئين. صورة من: Bernd Von Jutrczenka/dpa/picture alliance

دفعة مالية باهظة

كما يتناول الكتاب رؤية أنغيلا ميركل للأحداث من وجهة نظرها الشخصية. ووفقاً للناشر أندرياس بوتّمان، الذي تحدث إلى DW، نادراً ما تعرض سياسي بارز لكمٍ هائل من الانتقادات غير المنصفة والتعليقات المليئة بالكراهية كما حدث مع ميركل. ولهذا السبب تحديداً، يرى بوتّمان أن من المهم للغاية أن تقدم ميركل روايتها للأحداث من منظورها الشخصي للجمهور الواسع.

وكما هو الحال مع مثل هذه المشاريع، لم يُكشف عن قيمة الأجر الذي ستتقاضاه المستشارة السابقة مقابل هذا الكتاب. ومع ذلك، تزايدت التكهنات في وسائل الإعلام الألمانية حول المبلغ المحتمل.

وذكرت صحيفة "كولنر شتات-أنتسايغر، دون الإشارة إلى مصادر، أن ميركل تلقت مبلغا مسبقا باهظا" يقال أنه مكون من ثمانية أرقام"، مما يشكل رقماً استثنائياً لسوق الكتاب الألماني. أما صحيفة "تاغس شبيغل" في برلين فقد ذكرت مبلغاً محدداً يُقدر بـ12 مليون يورو.

من المؤكد أن أحدًا لن يشكك في أن ميركل ستبدأ في إنفاق أموالها في المستقبل. في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل"، التي خاطبتها على سبيل المزاح بـ"المليونيرة المستقبلية" أشارت ميركل إلى المؤسسة القوية التي أسسها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وألمحت أنها تخطط لإنشاء مؤسسة خاصة بها.

بيد أنها قي المقابل وبتواضع: "لن أتمكن من إنشاء شيء ضخم مثل (باراك) أوباما، لكن لنرَ ما يمكن تحقيقه". 

إن تأسيس مؤسسة خاصة بها سيتيح لها، دون شك، ميزة عدم الاعتماد على هيكل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي  أو أنشطته المؤسسية لتعزيز إرثها السياسي، سواء الآن أو في المستقبل.

ومن بين مئات الكتاب الذين يدرجهم الناشر التقليدي، الذي يميل عادة إلى التوجه اليساري-الليبرالي، على موقعه الإلكتروني بترتيب أبجدي، نجد العديد من الشخصيات المبدعة من كولونيا، وكبار الشخصيات المسرحية، وغيرهم من الشخصيات الثقافية، لكن لا يوجد سوى أربع شخصيات ذات أهمية سياسية على المستوى الاتحادي.

وأبرز هؤلاء المستشار الأسبق هيلموت شميت (1918-2015)، بالإضافة إلى السياسيين من حزب الخضر دانيال كوهين-بنديت (79 عامًا)، يوشكا فيشر (76 عامًا)، وأيضًا روبرت هابيك (5%). أحيانًا قد تكون حتى اختيار دار النشر بمثابة نوع من الاعتراف أو التوجه.

كونت ميركل علاقة قوية مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.صورة من: Michael Kappeler/AP Photo/picture alliance

نجمة المسرح

حتى اختيار مكان الحدث له رمزيته. مسرح "دويتشه تياتر" (المسرح الألماني) يعتبر خيارًا مناسبًا لتقديم كتاب أنغيلا ميركل. فهو يمثل شعورًا بالانتماء. خلال فترة تقسيم ألمانيا، كانت ميركل تعيش على مسافة قريبة من المسرح، في شارع مارين، بالقرب من خط الفصل بين الشرق والغرب آنذاك. 

يُعتبر "دويتشه تياتر" واحدة من أهم المسارح الراقية في برلين. وكانت ميركل وزوجها يواخيم زاور من حين لآخر من رواده المنتظمين. 

من بين المقتطفات التي نشرتها صحيفة "دي تسايت" مسبقًا من الكتاب، وردت ذكرى من طفولة ميركل. تروي المستشارة السابقة أنها، خلال طفولتها ومراهقتها، كانت ترافق والديها "مرة واحدة في السنة" إلى المسرح في برلين، بما في ذلك مسرح "دويتشه تياتر". وتضيف أن تلك الزيارات "ستبقى دائمًا عالقة في ذاكرتها". 

والآن، أصبحت أنغيلا ميركل نجمة المسرح هناك. يُذكر أن كورينا حرفوش، واحدة من أبرز الممثلات الألمانيات المعاصرات، كانت ذات يوم جزءًا من طاقم مسرح "دويتشه تياتر". حرفوش، التي تبلغ من العمر 70 عامًا مثل ميركل، وُلدت في زول بولاية تورينغن، وهي من قامت بتسجيل كتاب "الحرية" بصيغة كتاب صوتي.

 

أعده للعربية: علاء جمعة 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW