بعد إعلان أنغيلا ميركل عن ترشيح نفسها لفترة رابعة لمنصب المستشارة، رصدت DW عربية ردود فعل عربية، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت في معظمها مرحبة بهذا القرار المنطلق من الظروف السياسية الحالية.
إعلان
أثار قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بترشيح نفسها لولاية رابعة ردود فعل، كانت في مجملها إيجابية ومرحبة، أيضا لدى الجاليات العربية في ألمانيا وعلى الصعيد العربي عامة. ويعد هذا الترحيب ملفتا للنظر، فمنذ بداية الأزمة السورية لوحظ وجود توجه سياسي ألماني أكبر تجاه العرب، دفع بالعديد من الجهات العربية إلى تقارب أكبر في العلاقات مع المستشارة ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي .
رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب جاسم محمد صرح في حوار مع DW عربية "إن ميركل استطاعت أن تشق طريقها السياسي بحنكة، ما وسع من دائرة أصدقائها ومنهم العرب"، وتابع أن "ألمانيا بقيادة ميركل تعاملت مع العديد من القضايا العربية، وأثبتت أنها صديقة يمكن الاعتماد عليها بالنسبة العرب. فألمانيا فتحت ذراعيها للاجئين السوريين، ورحبت بهم عندما تقطعت بهم السبل، كما ساهمت في دعم العراق على مكافحة الإرهاب، وزودت حكومتي بغداد وأربيل بالأسلحة والعتاد والتدريب".
ويرى الخبير محمد أن ألمانيا بقيادة ميركل لعبت من جهة أخرى دورا كبيرا في المفاوضات النووية الإيرانية، وهو الملف الذي كان يزعج العديد من العواصم العربية. فميركل بحسب الخبير، أصبحت لها سياسة معروفة ومتوازنة، وهو ما قد يعول عليه العرب، خاصة من خلفية الظروف الدولية العاصفة والمنطلقة من تقدم التياريات اليمينية في أوروبا أو فوز ترامب للرئاسة الأمريكية.
الإنسانية في التعامل
إلى ذلك اعتبر رئيس جمعية بوابة برلين العربية مازن أبو زبيد في حوار مع DW عربية أن ميركل أدارت ملف اللاجئين "بحنكة وإنسانية"، وهو ما أثر بشكل إيجابي على صورتها لدى العرب. فهي لم تستقبل اللاجئين فقط، بل عبرت أيضا ومرارا عن تعاطفها معهم، فقامت بزيارة مخيمات اللاجئين في غازي عنتاب، وتحملت ضغوطا دولية متخوفة من أزمة اللاجئين إضافة إلى أصوات اليمين المتطرف المنادية بإبعادهم من ألمانيا. وتابع أبو زبيد من برلين قائلا: "هذه الأمور وغيرها جعل العرب يرون في المستشارة ميركل بأنها صديقة لهم ومتفهمة لمشاكلهم، وهو ما يشرح دعمهم لها للاستمرار في تولي منصبها."
في هذه الأثناء توقع نائبيها في رئاسة الحزب الذي تتزعمه المستشارة أن المعركة الانتخابية في العام القادم ستكون صعبة، حيث أكد أرمين لاشت نائب رئيس الحزب في تصريحات خاصة لبرنامج "مورغن ماغازين" بالقناة الثانية الألمانية "زد دي اف" اليوم الاثنين 21 نوفمبر أن مناخ الشعبوية المتزايدة في الاوساط السياسية كانت أحد الأسباب المؤدية إلى ترشيح المستشارة لفترة رابعة.
وقال لاشيت إن أنغيلا ميركل تنطلق من تجربتها السياسية ويمكنها توحيد المجتمع، غير أن ميركل اعتبر أن مثل هذا التقييم يشكل مبالغة في قدراتها، ووصفت الدعوات التي اعتبرت المستشارة كمدافعة عن العالم الحر وعن القيم الديمقراطية في مواجهة صعود الشعبويين بأنها "عبثية ومبالغ فيها"، موضحة أن مهمة كهذه لا يمكن أن يقوم بها شخص واحد وان "النجاحات لا يمكن تحقيقها إلا في إطار جماعي". وفي نفس الوقت اعتبرت ميركل أن ترشحها لفترة رابعة يأتي وسط ظروف عالمية مضطربة و"مع وضع دولي بعد الانتخابات الأميركية، ينبغي إعادة تقييمه" في إشارة الى نجاح دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض.
تعليقات مرحبة
على مواقع التواصل الاجتماعي أثار ترشيح ميركل لمنصب المستشارة للمرة الرابعة على التوالي عاصفة من التعليقات المؤيدة لدى العديد من المهتمين العرب، حيث وصفت بانها صديقة العرب وتستحق الفوز، وبأنها شخصية إنسانية، كما نوه آخرون بها واعتبروا أنها السياسية الأكثر قدرة على التصدي لتيار التعصب القادم من أمريكا بإسم ترامب، وبأن أوروبا تعول عليها في البحث عن توازن في السياسات الخارجية لمواجهة التطرف.
أستاذ للعلوم السياسية في الإمارات العربية قال في تغريدة له عن موضوع ترشح المستشارة الألمانية لفترة رابعة بأن أمام ألمانيا تحديات كثيرة وضخمة، لكن أكثرها أهمية هي الدفاع عن نهج الانفتاح السياسي.
في حين كتب أنس الخالدي تغريدة قال فيها: إن شاء الله سيكون الفوز لميركل، فهي شخصية إنسانية تستحق الفوز، وإن شاء الله الفوز حليفها.
وفي تعليق آخر يرى نزار ميرزا الموضوع من منظور آخر، حيث كتب على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: "تحية وإحترام للسيدة ميركل، فهي الزعيمة الوحيدة التي تنطلق من مبادئ وليس من مواقف. إنها تنطلق من مبادئ الفلسفة الألمانية العريقة مثل غوته وغيره، وليس من الفلسفة البرغماتية الميكافيلية الأمريكة".
ميركل المستشارة القوية التي "لا تُهزم"
أنغيلا ميركل عملت في مطلع حياتها نادلة خلال دراستها للفيزياء في ألمانيا الشرقية، لم يتحقق حلمها بأن تصبح معلمة لكنها أصبحت أول مستشارة في تاريخ ألمانيا. ميركل التي"لا تُهزم" تقود حزبها منذ 17 عاما وعينها على ولاية رابعة.
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، ترشحت ميركل لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته. وطيلة عقد ونيف من حكمها وُصفت ميركل بالمستشارة القوية التي "لا تُهزم".
صورة من: Imago/R. Wölk
بعد إعلانها ترشحها لولاية جديدة عام 2017، أعيد انتخاب ميركل كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي بعد 17 عاما من زعامته، وذلك في مؤتمره العام المنعقد الثلاثاء 06 ديسمبر كانون الأول 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
هكذا كانت تبدو طفولة المرأة التي توجت خلال الأعوام الماضية بأقوى امرأة في العالم حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية... إنها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
صورة من: imago
ترعرعت أنغيلا ميركل في أسرة بروتستانتية في مدينة تيمبلين بولاية براندنبورغ. وكان والدها يعمل كقس، في حين كانت الأم ربة بيت تعمل على رعاية "إنجي" واثنين من إخوتها الصغار. ولم يكن أحد يعتقد أن أنغيلا دوروثيا كازنر، ستصبح أقوى امرأة في العالم. ولكن صفات كالاجتهاد والموضوعية وضبط النفس والتواضع كانت وراء هذا النجاح الخارق.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
تعد ميركل من أكثر المتابعين لمنتخب بلادها لكرة القدم، إذ كانت من أبرز الحاضرين في نهائي كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين في البرازيل. وقد تفاعلت المستشارة مع مجريات المباراة، لتتوجه بعدها إلى غرفة تغيير ملابس اللاعبين وأخذت صورا تذكارية معهم، معبرة عن فخرها بالمنتخب الألماني وإنجازاته.
صورة من: Reuters
تظهر هذه الصورة غريتا ولودفيغ جدي المستشارة الألمانية، مع والدها هورست كاتسمرساك. كانت الأسرة تعيش في بوسن ببولندا، ثم استقرت في وقت لاحق ببرلين. بعدها قامت العائلة بتغيير اسمها سنة 1930 إلى كازنر. وعندما عرفت الجذور البولندية للمستشارة الألمانية سنة 2013، أثار ذلك اهتماماً كبيراً وخاصة في بولندا نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa
درست ميركل في براندنبورغ. هذه الصورة تظهر ميركل في مخيم "هيمل فوت" الصيفي بعد فترة وجيزة من حصولها على شهادة الثانوية العامة سنة 1973 بتفوق. وكانت المستشارة بارعة في اللغة الروسية والرياضيات. وخلال فترة دراستها كانت ميركل أيضاً عضوا في منظمة الشباب الاشتراكي، وهي أول مستشارة لألمانيا نشأت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد حصولها على شهادة التعليم الثانوي بدأت ميركل دارسة الفيزياء في جامعة لايبزيغ. بعدها مباشرة بدأت بالعمل في أكاديمية العلوم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال تفاعلات التحلل الكيمائي. وفي ذلك الوقت التقت بزوجها الأول أولريش ميركل، الذي قال عنها إنها كانت تحب السفر. في هذه الصورة تظهر ميركل في العاصمة التشيكية براغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد انفصال ميركل عن زوجها الأول زاد اهتمامها بالمجال السياسي، حيث انخرطت في الحزب المسيحي الديمقراطي. وبعد تجاوزها للعديد من العقبات السياسية وجدت نفسها آنذاك قريبة من المستشار الألماني هلموت كول، الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي والراعي، الذي فسح لها المجل لتولي أعلى المناصب.
صورة من: Reuters
في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب. وبعد أربع سنوات أصبحت ميركل رئيسة للحزب. وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة لتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: Reuters
علاقة المستشارة الألمانية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن حارة، كما كان الحال عليه بين الرئيس الروسي وسلف ميركل، غيرهارد شرودر، وذلك حتى قبل أزمة القرم. ولكن بوتين يكن لها احتراماً كبيراً، وكلاهما يتحدث اللغة الألمانية والروسية بطلاقة.
صورة من: Reuters/G. Dukor
تظهر ميركل في هذه الصورة، التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا، في افتتاح دار الأوبرا في أوسلو برفقة رئيس الوزراء آنذاك ينس شتولتنبرغ. وتعرف ميركل بعشقها للموسيقى الكلاسيكية، حيث تحضر العديد من حفلات هذا النوع من الموسيقي.
صورة من: Bjorn Sigurdson/AFP/Getty Images
تمكنت المستشارة ميركل أو "ماما ميركل" كما يلقبها الألمان من كسر العديد من الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا. الكاتبة الألمانية جولي زيه خصصت لها قطعة مسرحية بعنوان "Mutti" أي "الماما".
صورة من: picture-alliance/dpa
تزايدت شعبية ميركل بين السوريين والعرب بعد فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين، لكن هذا القرار لم يلاقي نفس الترحيب من جانب السياسيين الألمان، إذ ظهرت بوادر خلاف داخل الائتلاف الحكومي في البلاد وانتقد مسؤولون سياسة ميركل الخاصة باللجوء معربين عن مخاوف أمنية وقلق من اختلال التوازن الثقافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka