المستشارة ميركل وسياسيون ألمان يدينون بشدة تفجير الإسكندرية
٣ يناير ٢٠١١أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشدة الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية في ليلة رأس السنة الميلادية، وكتبت ميركل رسالة تعزية للرئيس المصري حسني مبارك قائلة "تلقيت نبأ الهجوم المروع بصدمة وفزع...الحكومة الألمانية تدين بأشد درجة هذا الهجوم الإرهابي البربري الذي أودى بحياة مسيحيين ومسلمين على السواء". وأكدت ميركل الوقت نفسه عن قناعتها بأن الرئيس مبارك سيفعل كل ما في وسعه لمنع تكرار مثل هذا النوع من الاعتداءات في المستقبل.
كما أعرب عدد من الساسة الألمان عن تنديدهم الشديد بالاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة في الإسكندرية، وطالبوا بالضغط على الحكومة المصرية لمحاربة التطرف الديني بحزم، وقال رئيس كتلة حزب الخضر المعارض في البرلمان فولكر بيك إن "التنديد باعتداء كهذا لا يكفي"، وأضاف أن "على مصر ودول أخرى محاربة عدم التسامح الديني بفعالية أكبر". إلا أن فولكر كاودر رئيس كتلة التحالف المسيحي في البرلمان الألماني استبعد فرض عقوبات على القاهرة، واعتبر أن الضغط يجب أن يتم عبر الحوار وعبر التعاون المشترك في ميدان التنمية.
"الغرب يتغاضى عن ممارسات نظام مبارك"
وانتقد بيك ما وصفه "بالتغاضي المنهجي للغرب عن ممارسات نظام مبارك لاعتبارات لها علاقة بالسياسة الخارجية"، ودعا إلى ضرورة تبني ما أسماه بأجندة لحقوق الإنسان يتم ربطها بمساعدات التنمية خصوصا تلك التي تتعلق بميزانية الحكومة المصرية. كما ندد بيك بلهجة شديدة في حوار مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" بما أسماها تجاوزات الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان وبقمعها للمعارضة.
من جهته دعا فولكر كاودر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا اتخاذ موقف أوضح ضد العنف. كما طالب باستعمال آلية مساعدات التنمية لمساندة المسيحيين المضطهدين. وذهب شتيفان مولر من الحزب الديمقراطي المسيحي في نفس الاتجاه، ودعا إلى ربط مساعدات التنمية التي تقدمها الحكومة الألمانية بمسألة "اضطهاد المسيحيين سواء من طرف الدول أو من طرف جهات أخرى".
قلق الطائفة القبطية في ألمانيا
وفي سياق متصل عبر عدد من الأقباط المصريين المقيمين في ألمانيا عن خشيتهم من تعرضهم لهجمات إرهابية على ضوء الاعتداء الذي تعرضت له كنيسة الإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية. وقال أسقف الأقباط في ألمانيا الأنبا داميان في لقاء مع صحيفة "بيلد" الصادرة اليوم الاثنين (الثالث من يناير/كانون الثاني 2011) "حذرت شرطة مكافحة الجريمة في ألمانيا مرارا من هجمات يقوم بها متطرفون إسلاميون على احتفالات يوم عيد ميلاد المسيح القبطية، لذلك فقد كتبت لوزارة الداخلية الألمانية طالبا الحماية". ويذكر أنه يعيش في ألمانيا حوالي عشرة آلاف شخص من الطائفة القبطية الأرثوذكسية التي تعد أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط.
منظمات حقوقية ألمانية تدعو لحماية الأقباط
في سياق متصل طالبت منظمات حقوقية ألمانية الرئيس المصري حسني مبارك بالعمل على مكافحة التمييز الذي يطال الأقلية القبطية، ودعت الجمعية الألمانية لحماية الشعوب المضطهدة في بيان نشر اليوم، دعت الزعيم المصري إعطاء إشارات واضحة لمواجهة العنف الذي يستهدف الأقباط. أما جمعية "أولريخ ديليوس" لحقوق الإنسان فاعتبرت أن أقباط مصر لن يكتفو هذه المرة بالكلام والوعود وإنما هم في حاجة إلى خطوات عملية تحسن بشكل ملموس من أوضاعهم.
وانتقدت "أولريخ ديليوس" سياسة الحكومة المصرية اتجاه الأقباط، واعتبرت أنه يتعين عليها، ليس فقط السماح ببناء الكنائس وترميمها، ولكن عليها أيضا إلغاء الإشارة إلى الانتماء الديني في وثائق الهوية الرسمية. وطالبت أيضا بوضع حد للحملات ضد الأقلية المسيحية في المدارس وفي وسائل الإعلام داعية في الوقت نفسه إلى تمثيلية مناسبة للأقباط في البرلمان المصري.
(ح.ز/ إي.بي.د/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي