شولتس يؤكد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاحتواء كورونا
١٥ نوفمبر ٢٠٢١
اتفقت أطراف الائتلاف الحكومي المحتمل بزعامة أولاف شولتس فرض قيود جديدة على غير المطعمين، من بينها عدم السماح لهم باستخدام المواصلات العامة دون تقديم اختبار كورونا سلبي، فيما سُجلت أكثر من 23 ألف إصابة جديدة بكورونا.
إعلان
أعلن المستشار المستقبلي المحتمل لألمانيا، أولاف شولتس، أن الائتلاف الحاكم المستقبلي يعتزم اتخاذ جميع القرارات اللازمة للتصدي للوضع الوبائي المتدهور في ألمانيا. وقال شولتس الاثنين (15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021)، قبل مواصلة مفاوضات الائتلاف الحاكم بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي): "سنواصل مشاوراتنا اليوم، والتي تسير على ما أعتقد في طريق بناء للغاية، بخلاف ذلك سنساهم بالطبع بالتوازي في اتخاذ جميع القرارات اللازمة حتى نتمكن من إبقاء وضع العدوى تحت السيطرة واتخاذ القرارات الصائبة في البرلمان هذا الأسبوع".
واتفقت الأحزاب الثلاثة التي تتفاوض حاليا حول تشكيل ائتلاف حاكم في ألمانيا، والذي يعُرف باسم ائتلاف "إشارة المرور"، على تشديد واضح في التعديلات المخطط لها لقانون مكافحة العدوى. وجاء في اتفاق بين ممثلي الكتل البرلمانية لأحزاب الائتلاف، والذي أطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الاثنين، أنه نظرا للزيادة الحادة في أعداد الإصابات بكورونا ستُتاح بشكل مبدئ إمكانية فرض قيود على الاختلاط، والتي قد تقتصر على ما يبدو على غير المطعمين.
بالإضافة إلى ذلك، لن يُسمح للأشخاص غير المطعمين بعد الآن باستخدام الحافلات أو القطارات دون تقديم اختبار كورونا سلبي - بصرف النظر عن الالتزام بارتداء الكمامات الساري حتى الآن.
وبدون هذا التشديد في الخطط المستقبلية لمكافحة الجائحة، لن يكون فرض قيود على الاختلاط ممكنا بعد انتهاء العمل بقانون الوضع الوبائي الوطني في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. ومع ذلك، فإن الأحزاب الثلاثة المكونة للائتلاف المستقبلي متمسكة بخطة إنهاء هذا الوضع الاستثنائي.
وفي المقابل، تخطط الأحزاب الثلاثة منح الولايات إمكانية الإبقاء على بعض القواعد المحددة بموجب قرار من البرلمان الإقليمي الخاص بكل ولاية، من بينها على سبيل المثال تقييد الأنشطة الترفيهية. لكن فرض حظر على التجوال ليس من بينها. وتم بالفعل طرح تعديلات قانون الحماية من العدوى على البرلمان الاتحادي (بوندستاغ). ومن المقرر اليوم عقد جلسة استماع للخبراء، وهي جزء من العملية التشريعية. ومن المقرر أن يصوت البرلمان على التعديلات يوم الخميس المقبل.
جائحة كورونا: خمسة ملايين قتيل ويستمر العد؟
42:31
23607 إصابات جديدة
وسجلت ألمانيا مجددا أعلى معدل إصابة أسبوعي بفيروس كورونا، حيث أعلن معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح الاثنين أن معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام بلغ اليوم 303 إصابات، مقابل 289 إصابة أمس الأحد.
وتم تسجيل أدنى معدل في 6 تموز/يوليو الماضي عند 4.9 إصابة. وبحسب البيانات، بلغ عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 23607 حالة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وعلى سبيل المقارنة، بلغ عدد الإصابات الجديدة يوم الاثنين الماضي 15513 إصابة.
وسجل المعهد 43 حالة وفاة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 33 وفاة يوم الاثنين الماضي. وسجلت ألمانيا أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن يوم الخميس الماضي (11 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، بواقع 50 ألفا و196 إصابة. كما سجلت أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس حتى الآن في 14 كانون الثاني/يناير الماضي بواقع 1244 حالة.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 5 ملايين و45 ألفا و76 حالة. يُذكر أنه تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في ألمانيا في 27 كانون الثاني/يناير عام 2020.
ز.أ.ب/خ.س (د ب أ، رويترز)
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.