المستكاوي لـDW: هذه هي نقطة ضعف المنتخبات المصرية والعربية!
٢١ يونيو ٢٠١٩
تنطلق الجمعة النسخة 32 من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، التي تشارك فيها لأول مرة خمسة منتخبات عربية، يأمل أربعة منها في الفوز باللقب، وعلى رأسها مصر مستضيفة البطولة. DW عربية حاورت الناقد الرياضي حسن المستكاوي.
إعلان
DW عربية: لماذا يعتبر منتخب مصر مرشحا قويا للفوز بكاس أمم أفريقيا 2019؟
حسن المستكاوي: بسبب تاريخه وإنجازاته التي صنعها طوال تاريخ تلك البطولة ومنها فوزه بسبع بطولات، آخرها ثلاث متتالية في 2006، 2008 و2010. كما أنه كان قريبا جدا من الفوز بثلاثة ألقاب أخرى، آخرها في 2017 عندما وصل إلى المباراة النهائية.
والتاريخ يجعل الفرق الكبيرة مرشحة للفوز وأريد أن أقول إن منتخب مصر في كأس أفريقيا يشبه منتخبات ألمانيا، فرنسا، إنجلترا، إيطاليا والبرازيل فيما يتعلق بكأس العالم حيث تكون مرشحة للفوز.
وإذا نظرنا إلى البطولات الكبرى كأس أمم أوروبا، كأس آسيا، كوبا أميركا أو حتى كأس العالم؛ نرى أن من يفوز بها هي سبع أو ثماني فرق كبرى، أما المفاجآت فتكون في مباراة واحدة، وغالبا لا تكون في (معظم مباريات) البطولة.
ما هي إمكانيات المنتخب الحالي التي تؤهله للفوز بالبطولة، التي تستضيفها مصر؟
هذا الجيل "جيل محمد صلاح" به مجموعة من المواهب؛ لكنهم عندما كانوا تحت قيادة (المدرب الأرجنتيني هيكتور) كوبر، كانت حركتهم مقيدة، فكوبر يلعب بفلسفة دفاعية، أما (المدرب الحالي) المكسيكي أغيري فيلعب بفلسفة مختلفة تماما، فهو لديه النزعة الهجومية.
وظهيرا الجنب في زمن كوبر كانا لا يعبران خط منتصف الملعب أما الآن في زمن أغيري فيتقدمان باستمرار إلى منتصف ملعب الفريق المنافس، وهذا ما يفعله الآن أحمد المحمدي في الجهة اليمنى، وأيمن أشرف أو زميله أحمد أيمن منصور في الجهة اليسرى.
ولا يمكن لأي فريق يريد الفوز أن يقتصر أداؤه على الدفاع فقط أو الهجوم فقط، وإنما إذا دافع مثلاً فعليه أن تكون هجماته المضادة في منتهى القوة والسرعة والحدة، وهذه هي سمة الفرق الكبرى، التي حصلت على بطولات مثل كأس العالم أو كأس أوروبا أو أسيا وأفريقيا.
وهناك حالات يمكنك أن تخوض فيها مباريات بتكتيك دفاعي، لكن مع الاعتماد على الهجمات المرتدة القوية السريعة، مثل طريقة "الكاتاناتشو" (القفل الإيطالية) في عصرها الذهبي، ومثل منتخب إيطاليا بمونديال 1982 ومنتخب الدنمارك بأمم أوروبا 1992.
وماذا عن النجم الكبير محمد صلاح؟
الكرة الآن جماعية وليست كرة نجم واحد بدليل أزمة الأرجنتين مع ميسي. ومنتخب ألمانيا مثلاً على مدى السنوات العشرة الماضية لا يوجد به لاعب مثل ميسي أو رونالدو، لكنه أفضل فريق يلعب كرة جماعية بغض النظر عما حدث في روسيا 2018.
ولذلك لا يكفي أن يكون صلاح فقط هو الذراع الطويلة لمنتخب مصر؛ إذا لابد أن يكون معه مجموعة من اللاعبين، الذين يؤدون أداءً جماعيا ويصنعون له فرصا ويساندونه هجوميا ودفاعيا.
في عام 1974 نظمت مصر البطولة وخسرتها، فهل هناك مخاوف من هذا السيناريو الآن؟
مباريات الكرة بها خوف وحذر ودراما، وقيمة الدراما أن بها مفاجأت، فالمباراة ليست مثل الفيلم، الذي له بداية ونهاية من خلال سيناريو محدد معروف، ولا يمكن لأكبر الخبراء أن يكتب سيناريو مباراة فيقول ستبدأ بكذا وتنتهي بكذا. فالكرة فيها دراما وقيمتها في المفاجآت والسيناريوهات (غير المتوقعة).
وفي جميع الأحوال لابد أن يتصدر منتخب مصر مجموعته لكي يصبح الطريق أسهل في دور الـ16 ودور الثمانية، فلو حصلت على المركز الثاني في مجموعتها سيكون طريقها صعبا جدا.
ما هي أهم نقاط ضعف منتخب مصر التي تتمنى لو كانت غير موجودة؟
أكبر نقطة ضعف للمنتخبات المصرية والعربية هو أن تعرض اللاعبين لضغط نفسي يوترهم ويتسبب في تشتيت ذهنهم أثناء المباريات الكبرى، وهذه مسألة مجهدة جدا.
منتخب مصر لعب أجمل كرة في تاريخه منذ 100 أو 120 سنة عندما لعب كاس أمم أفريقيا بغانا 2008 بدون ضغوط. ولذلك استطاع أن يقدم عروضا رائعة وبدأ البطولة بقوة أمام الكاميرون وفاز عليها بالأربعة.
والضغوط الإعلامية والجماهيرية تؤثر على اللاعبين المصريين واللاعبين العرب، وهذه ليست ذهنية احترافية. وأنا معجب بمنتخب ألمانيا الذي لديه هذه الذهنية الاحترافية فقد فاز ضد منتخب البرازيل بـ7 أهداف في البرازيل، ثم فاز بكأس العالم. أما ما حدث في روسيا فهي حالة اسثنائية، والكرة الألمانية مميزة على مدى تاريخها بسبب العقلية الاحترافية، فاللاعب لا يتوتر عندما يقع تحت الضغوط.
من ترشح لمنافسة مصر في هذه البطولة؟
في آخر 30 سنة من تاريخ كأس الأمم الأفريقية، المنافسة هي بين منتخبات شمال أفريقيا ومنتخبات غرب أفريقيا، والكاميرون هي الاستثناء الوحيد، فقد فازت بالبطولة خمس مرات، وهي من وسط القارة الأفريقية.
عندما تواجه منتخبات الشمال الأفريقي بعضها البعض تجهد نفسها كثيرا، والطريق الأسهل لفرق الشمال الأفريقي هي أن تلعب مع فرق الغرب الأفريقي أو فرق أفريقيا الأخرى.
أما المرشحون للفوز بالبطولة الآن فمصر، التي سبق وأن فازت بالبطولة سبع مرات، وفي ظل وجود محمد صلاح والأرض والجمهور (فرصتها كبيرة). والسنغال مرشحة هي والكاميرون حاملة اللقب أيضا وكذلك كودت ديفوار كالعادة مع المغرب وتونس والجزائر طبعا.
أجرى الحوار: صلاح شرارة
*** حسن المستكاوي (67 عاماً) أحد أكبر النقاد الرياضيين في مصر والعالم العربي، كما أنه ابن رائد الصحافة الرياضية العربية الراحل نجيب المستكاوي. كان حسن المستكاوي رئيسا للقسم الرياضي بجريدة الأهرام المصرية، ويكتب في عدد من الصحف العربية، ويشارك في برامج تلفزيونية عديدة سواء مقدما أو ضيفاً.
بطولة أمم أفريقيا تعود لمصر– تحديات ومكاسب تنتظر "المحروسة"
مصر هي الدولة صاحبة الخبرة الأكبر في تنظيم كأس أمم أفريقيا لكرة القدم. ورغم الإمكانيات التي تمتع بها والمكاسب المنتظرة من استضافتها لنسخة خاصة جداً من البطولة القارية، إلا أن التحديات كبيرة بالنسبة لمصر "المحروسة".
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Lisitsyn
للمرة الخامسة، مصر من جديد
في اجتماع بالعاصمة السنغالية دكار الثلاثاء (8 يناير/ كانون الثاني 2019) صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي يرأسه أحمد أحمد لصالح استضافة مصر لكأس أمم أفريقيا الثانية والثلاثين بدلا من الكاميرون. لتكون تلك هي البطولة الخامسة التي تستضيفها مصر، بعد بطولات أعوام 1959، 1974، 1986 و 2006.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Mustafa
أسباب سحب التنظيم من الكاميرون
وكان الاتحاد الأفريقي قد أعلن في مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2018 سحب تنظيم البطولة من الكاميرون بعدما "تلقى تقارير مفصلة"، على مدار أكثر من عامٍ، لاحظ فيها أن العديد من الشروط "لم يتم الوفاء بها". وأوضحت وسائل إعلام أن الكاميرون تأخرت في إنجاز أعمال البنى التحتية ومنشآت الملاعب (الصورة لملعب بافوسام) ، إضافة إلى وجود مخاوف لدى الاتحاد من الوضع الأمني هناك.
صورة من: DW/D. Köpp
مصر تتفوق بجدارة على جنوب أفريقيا
ومع إعلان سحب البطولة من الكاميرون أُعلِن أيضا عن فتح الباب لتلقي ترشيحات الدول التي تريد تنظيم البطولة. وكان الحديث يجري بقوة عن المغرب، غير أنه في النهاية لم يتقدم رسميا سوى مصر، وجنوب أفريقيا التي لديها ملاعب (الصورة) استضافت مونديال 2010. وجرى التصويت في داكار لـ"تحصد مصر 16 صوتاً، مقابل صوت واحد فقط لصالح جنوب إفريقيا، وامتناع (...) واحد عن التصويت"، حسب الاتحاد المصري لكرة القدم.
صورة من: Reuters
بداية مرحلة جديدة من أمم أفريقيا
كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019 هي نسخة فريدة من البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في الخرطوم عام 1957. فخلافاً للنسخ السابقة لن تقام البطولة في الشتاء وإنما في الصيف، أي من 15 حزيران/ يونيو وحتى 13 تموز/ يوليو المقبلين. وبعد أن كانت النسخ الماضية (ما عدا النسخ الأولى) بمشاركة 16 فريقاً، ستكون هذه النسخة الأكبر في تاريخ البطولات القارية بمشاركة 24 منتخباً.
صورة من: Reuters/A.-A. Dalsh
مصر مؤهلة لاستضافة البطولة
مصر لديها مؤهلات كثيرة جعلتها تفوز بتنظيم النسخة الـ32 من كأس الأمم الإفريقية. وسبق لبلاد النيل والأهرامات أن استضافت البطولة القارية أربع مرات، كما استضافت عام 1997 كأس العالم للناشئين تحت 17 عاما، واستضافت عام 2009 كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. ومصر لديها البنية التحتية اللازمة، من ملاعب وأماكن إقامة وشبكات نقل ومواصلات ومطارات، ومراكز البث ووسائل التواصل الحديثة، من أجل تنظيم بطولة ناجحة.
صورة من: imago/OceanPhoto
خمس مدن وثمانية ملاعب للبطولة
رشح الاتحاد المصري ثماني ملاعب لاستضافة أمم أفريقيا 2019، أربعة منها بالقاهرة الكبرى هي: استاد القاهرة (مدينة نصر، الصورة)، استاد السلام (مدينة السلام)، ملعب الدفاع الجوي (القاهرة الجديدة) وملعب الكلية الحربية (بالقرب من مطار القاهرة). بالإضافة إلى ملعب الجيش (الثالث) بمدينة السويس. وهناك استاد مدينة الإسماعلية. واستاد الإسكندرية وكذلك ملعب مدينة برج العرب، غربي الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/Ulmer
ملاعب خاوية بعد أحداث مؤسفة
ورغم السعة الضخمة لملاعب كالقاهرة وبرج العرب، إلا أنها تظهر خاوية من الجماهير في أغلب المباريات، خصوصا المحلية، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. فبعد وقوع أحداث مؤسفة مثل "أحداث ملعب بورسعيد 2012" (الصورة)، و"أحداث ملعب الدفاع الجوي 2015"، حيث قتل العشرات من جماهير فريقي الأهلي والزمالك، قرر الأمن المصري أن تقام المباريات بدون جمهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
عبء على الأمن والجمهور
غير أنه يجري السماح للجماهير من حين لآخر بحضور المباريات الدولية، مثل المباراة التي أقيمت على ملعب برج العرب (8 أكتوبر/ تشرين الأول 2017) وتأهل من خلالها المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 بالفوز على الكونغو بهدفي النجم العالمي محمد صلاح (الصورة). غير أن تلك المباريات تمثل عبأ كبيرا على رجال الأمن والجماهير معا، حيث تكون الإجراءات الأمنية والتفتيش على أعلى مستوى ما يسبب ضغوطا على الجميع.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS
مخاطر الإرهاب تلقى بظلالها
وهناك عبء إضافي يشكله الإرهاب لا سيما في سيناء، والذي يستهدف رجال الجيش والشرطة والأقباط والسياح الأجانب على وجه الخصوص. ونظراً لتواجد ملعبي الإسماعيلية والسويس بالقرب من سيناء فستكون هناك حاجة لتأمين قوي للاعبين والجماهير. ولن يقل الأمر أهمية بالنسبة للمباريات في القاهرة أو الإسكندرية. ويتوقع أن يستغل تنظيم "داعش" هذه المناسبة لإرهاب المشاركين، على غرار ما فعله قبل مونديال روسيا.
صورة من: Imago/ZUMA Press
فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة
لكن السلطات والمسؤولين المصريين كانوا على علم تام بتلك المخاطر قبل التقدم لاستضافة تلك البطولة، التي تمثل فرصة لتحقيق مكاسب كثيرة لمصر، من بينها الفوز مرة أخرى بالكأس الغائبة منذ 2010، وعودة الجماهير للملاعب، والمكاسب المادية من تنشيط السياحة، إضافة إلى بعث رسالة بعودة الأمن إلى ربوع "المحروسة"، كما يسعى إليه المنظمون. الكاتب: صلاح شرارة