1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المستوطنون يواصلون حملة عرقلة الانسحاب

بدء العد التنازلي لعملية الانسحاب من قطاع غزة والمستوطنون يهتفون:اليهود لايطردون اليهود." بروكسل تعتبر الفصل خطوة أولى على تنفيذ "خارطة الطريق" وخبراء يؤكدون لموقعنا: شارون قادر على التصدي للمعارضين ... إذا أراد

رحّلوا الأعداء العرب: أحد شعارات الحركة المعادية لتفكيك المستوطناتصورة من: AP

إذاً، دخلت خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة مرحلة اللاعودة وبدأ تفكيك المستوطنات وتصفية وحداتها السكنية ومصانعها وباشرت الجهات الإسرائيلية المختصة بالتأكيد على أخبار تفيد أن شاحنات ضخمة استبقت الخطة بنقل معدات مزارعي المستوطنات إلى داخل إسرائيل، وذلك في خطوة تمهيدية لعملية الانسحاب من جميع مستوطنات القطاع، وعددها 21 مستوطنة إلى جانب أربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية. وبينما علّق الجانب الفلسطيني على لسان وزير الشؤون المدنية ومسؤول ملف الانسحاب محمد دحلان على خطة الانسحاب بالقول إنها "انتصار للمقاومة الفلسطينية وإنجاز فلسطيني"، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون هذه المرة كرجل سلام وأوعز لمتحدث حكومي بإدلاء تصريحات صحافية أوجزت نيته في "التصدي لمجموعة عصابات تريد جر البلاد (الإسرائيلية) إلى الهاوية"، على حد تعبيره.

"شارون يلهي الرأي العام"

انسجام تامصورة من: AP

وفي هذا الخصوص أشار أسعد غانم خبير الشؤون الفلسطينية ورئيس جمعية ابن خلدون التي تتخذ من رام الله مقرا لها في حديث مع موقعنا إلى أن الفلسطينيين "لهم الحق في القول إن الانسحاب هو إنجاز فلسطيني"، ولكن المسؤول أكد في الوقت ذاته على أن عملية الانسحاب هي "أحادية الجانب" ومسألة إسرائيلية داخلية. وأضاف أن الأسباب الحقيقية وراء الانسحاب الإسرائيلي ترجع بالدرجة الأولى إلى أن إسرائيل لا تريد "مواصلة حمل هموم قطاع غزة المتعلقة بتوفير الاحتياجات اليومية والأساسية لمواطنيه وإلى أن شارون يريد أن "يلهي الرأي العام بهذا الانسحاب وبالمقابل مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة في منطقة القدس المحتلة." أما بشأن صدق نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي في التصدي لمعارضي الانسحاب فقد قال غانم إنه شارون "جاد على ما يبدو في تنفيذ خطط الانسحاب والوقوف في وجه معارضيه." وعزا الخبير هذا القول بالإشارة إلى تأييد الرأي العام الإسرائيلي لخطط الانسحاب والضغوطات الدولية التي تمارس عليه. من جانبه قال الصحافي والإعلامي الفلسطيني طلال عوكل في تصريحات مشابهة إن ظاهرة الاعتراض على الانسحاب هي مسألة إسرائيلية داخلية وإن شارون "قادر على التصدي لهذه الظاهرة إذا أراد ذلك" وإن عملية الانسحاب ستسير من الجانب الإسرائيلي "بشكل معقول ولن تتعرض لعقبات حقيقية تعرقل الانسحاب." أما عن تصريحات وزير الشؤون المدنية الفلسطينية محمد دحلان فقد قال عوكل إن هناك شعور فلسطيني عام أن الانسحاب جاء تجاوبا مع مطالبة المقاومة الفلسطينية وأن الفلسطينيين "لهم الحق في القول إن الانسحاب هو إنجاز ذاتي".

احتجاجات المستوطنين تتواصل

ستوطنة إسرائيلية في غزةصورة من: AP

أما "مجموعة العصابات" هذه، على حد وصف أرئيل شارون فقد واصلت احتجاجاتها على خطة الانسحاب المقررة وكررت في الأيام القليلة الماضية محاولات إغلاق مداخل مدن القدس وحيفا وتل أبيب بهدف عرقلة حركة المرور في أراضي الدولة العبرية. ففي القدس ردد المتظاهرون هتافات مثل "اليهود لا يطردون اليهود" قبل قيام قوات الشرطة الإسرائيلية باستخدام خراطيم المياه لتفريقهم. ولم تقتصر احتجاجات العارضين لخطة الانسحاب على مدينة القدس، بل امتدت إلى معظم المدن الإسرائيلية في وسط البلاد وشمالها. وفي قطاع غزة كانت ردود فعل المعارضين لخطة الانسحاب أكثر تطرفا، إذ أكدت مصادر فلسطينية إصابة خمسة فلسطينيين بجراح أثر قيام مستوطنين إسرائيليين في منطقة المواصي المجاورة لمستوطنات غوش قطيف بجنوب القطاع بالاعتداء على فلسطينيين مستخدمين الهراوات والحجارة. ورافق احتجاجات معارضي الانسحاب تحرك على الصعيد السياسي، إذا أصدرت قيادة المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة بيانا وجهته إلى وزير المالية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وطالبته فيه بالتحرك فورا لمنع الانسحاب. ووفقا لمصادر إعلامية إسرائيلية فإن البيان اتهم نتنياهو الذي يعارض خطط الانسحاب بأنه "لم يبدِ الشجاعة اللازمة للتنديد علنا بجريمة تفكيك المستوطنات"، على حد قول البيان.

بروكسل: خطوة أولى على تنفيذ خارطة الطريق

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون في شرم الشيخصورة من: AP

وفي رام الله خصص المجلس التشريعي أمس الأربعاء جلسة لاستقبال رئيس البرلمان الأوروبي جوزيف برويل الذي أكد في خطاب ألقاه أمام نواب المجلس على أن الانسحاب من القطاع هو "خطوة أولى لتنفيذ خارطة الطريق." وعلى حق الفلسطينيين في تأسيس دولة بجانب إسرائيل. وناشد برويل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمواصلة الحوار، قائلا إن السلام يتحقق بين الدول عبر الحوار. وطمأن المسؤول الأوروبي الجانب الفلسطيني بالقول إن الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم الدعم المالي واللوجيستي الذي تحتاجه السلطة الفلسطينية وإن بروكسل مهتمة جدا بإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وعن الدور الأوروبي في الصراع في الشرق الأوسط، أعرب الخبير أسعد غانم عن أسفه لأن الدور الأوروبي "ثانوي" مقارنة مع الدور الأمريكي. وقال إن إسرائيل كانت دائما "تتناغم مع الموقف الأمريكي وتحبذه على موقف بروكسل من آليات حل النزاع العربي الإسرائيلي. ولكن المسؤول أكد في الوقت ذاته على أن أوروبا "مهتمة جدا بتقوية ودعم الاقتصاد الفلسطيني وأن هذا الدور سيشهد تحسنا بعد إتمام عملية الانسحاب. من جانبه علق الصحافي طلال عوكل على الموقف الأوروبي بالقول إن دور بروكسل في حل الصراع في الشرق الوسط "يلاقي استحسان وارتياح الجانب الفلسطيني سواء على الصعيد الرسمي أو على الصعيد الشعبي." ولكنه أكد في الوقت ذاته على أن هذا الدور ضعيف نسبيا مقارنة مع الدور الأمريكي وأن إسرائيل كانت دائما "قادرة على القول لا للدور الأوروربي."

تقرير: ناصر جبارة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW