1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المسرح العربي: ركود أم أزمة أم احتضار؟

١٥ ديسمبر ٢٠١٠

يعاني قطاع الثقافة في ألمانيا من عواقب تقليص الميزانية إثر الأزمة الاقتصادية العالمية، لا سيما المسرح الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على دعم الدولة. كيف هو الحال في العالم العربي؟ وهل ما زال للمسرح تأثيرٌ على الناس؟

عرض مسرحي ألماني في مسرح "الرور"صورة من: Theater an der Ruhr

يخوض المسرح الألماني صراعاً قاسياً من أجل البقاء على قيد الحياة في زمن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسببت في حدوث عجز كبير في ميزانية الدولة، الأمر الذي ترك أثره العميق على قطاع الثقافة، لأن المسارح الجادة تعتمد اعتماداً كبيراً على دعم الدولة. إذا كان هذا هو الوضع كيف هو الحال في دولة غنية كألمانيا تتمتع باقتصاد قوي، فكيف حال المسرح في العالم العربي؟ كيف هو الحال في مصر مثلاً التي شهدت في الستينيات نهضة مسرحية كبيرة، كان وراءها كتاب كبار مثل توفيق الحكيم ويوسف إدريس؟ هل يتراجع عدد المسارح المصرية أم أنه في ازدياد؟ هل أصاب المرض المسرح العربي، مثلما يقول البعض، أم أنه يمر بمرحلة ركود فحسب؟ أم أنه يحتضر كما يخشى المتشائمون؟

يكاد العاملون في مجال المسرح في العالم العربي يجمعون على تراجع دور المسرح، وهم يرجعون ذلك إلى الأجور الهزيلة التي تدفع بالفنانين إلى الهروب إلى التلفزيون والسينما، كما يشتكون من عدم التفات النقد إلى الأعمال المسرحية، وإلى تجاهل الجماهير لفن المسرح واهتمامهم بالوسائط الجديدة كالسينما والانترنت.

المسرح: جمهور محدود وتأثير عميق

من عروض فرقة جنين المسرحية في ألمانياصورة من: DW

"المسرح فن محدود الجماهيرية بالطبع"، تقول الكاتبة والمخرجة المسرحية نورا أمين، ثم تضيف "غير أن تأثيره على الجمهور أعمق بكثير من تأثير السينما".

وتُرجع الفنانة المصرية قلة الإقبال على المسرح إلى ما تسميه بـ"خصوصية المسرح"، أي قيام عدد من الممثلين بتجسيد عرض ما يوماً بعد يوم، فالممثل – تقول نورا أمين في حوارها مع ديوتشه فيله – "لا بد أن يتواجد يومياً على خشبة المسرح، وبالتالي فإن المسرحية غير قابلة للعرض في أكثر من مكان كالفيلم السينمائي، الذي يعرض شهوراً طويلة في السينما قبل أن ينتقل إلى التلفزيون."

وترى نورا أمين أن مصر شهدت تراجعاً في أماكن العرض المسرحي في السنوات الأخيرة، كما أن المسارح المجهزة هي في معظمها تابعة لوزارة الثقافة، باستثناء مسارح قليلة تابعة لفرق تجارية كفرقة عادل إمام وسمير غانم. وتضيف نورا أمين: "لكن المسرح المصري ليس فقط مسرح الدولة. هناك المسرح المستقل المحترف الذي تعلم أن ينتج بعيداً عن الدعم وبعيداً عن دور العرض المجهزة تجهيزاً احترافياً".

مسرح بدون تمويل؟

ويتفق المخرج المسرحي هاني غانم مع زميلته، ويرى أن الفرق المستقلة قدمت مسرحاً مغايراً وجديداً في مصر في نهاية التسعينيات، حتى أن عددها وصل إلى نحو سبعين فرقة مسرحية. غير أن هذه الفرق المستقلة تواجه مشاكل عديدة أهمها انعدام التمويل.

وتشير نورا أمين في هذا الصدد إلى الدور الإيجابي الذي تقوم به المعاهد الثقافية الأجنبية في مصر، مثل معهد غوته الألماني والمعهد الفرنسي. إن هذه المعاهد "تدعم التيار المستقل من خلال استضافة الفرق وتحمل أجور المشاركين فيها في بعض الأحيان". وغالبية هذه العروض المسرحية تكون فقيرة إنتاجياً، على حد قول المخرجة المصرية، غير أنها تعكس "إخلاصاً حقيقياً في تقديم المسرح في جوهره".

من "كفر ناعوم" للفنانة المغربية لطيفة أحرارصورة من: Ismail Bellaouali

ويشدّد المخرج المصري هاني غانم على الدور الإيجابي للمعاهد الثقافية الأجنبية في مصر أيضاً، ويبرز دور معهد غوته في القاهرة الذي "يقدم دعماً عبر تقديم المكان أو دفع تكاليف الديكور"، وهو ما يسهّل تسويق العرض فيما بعد عند وزارة الثقافة المصرية. غير أن الدعم الأجنبي – يقول غانم - يولد شكوكاً ويثير شبهات بالتبعية للغرب عند كثيرين.

وبالنظر إلى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية في ألمانيا على قطاع المسارح، ترى نورا أمين إيجابيات في الوضع المصري، إذ أن العاملين في مجال المسرح المصري تعودوا "على التعامل مع الأزمات بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها، بينما في دولة مثل ألمانيا تعيش الفرق المسرحية فيها في رفاهية، مقارنة بنا، فقد لا يستطيعون التعامل مع الأزمة مثلنا". وتشرح نورا أمين ذلك قائلة إن المسرحيين المصريين تعلموا البحث عن "أماكن عرض غير تقليدية، مثل كراج يتحول إلى مكان مسرحي، أو مثلاً أن تتلقى الفرقة مكافأة عن ليالي العرض بدون وجود ميزانية مسبقة".

سمير جريس

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW