المسلمون قريبا أكبر طائفة دينية في فرانكفورت الألمانية
٢٢ أبريل ٢٠٢٤
من شأن الإسلام بطوائفه ومذاهبه أن يكون قد أصبح أكبر ديانة بمدينة فرانكفورت متقدما على طائفة الكاثوليك منفردة وطائفة البروتستانت منفردة، وهو أمر غير مسبوق في ألمانيا. فكم نسبة الطوائف الثلاث الكبرى بالمدينة؟
إعلان
تعتبر فرانكفورت من أكثر مدن ألمانيا عالميةً وتعددية بعدد سكانها البالغ 770ألف نسمة وبما فيها من ناطحات سحاب في مركز المدينة وأحياء أخرى اعتيادية بمنازل متلاصقة. وتكمن خصوصيتها بأنها منذ فترة طويلة بوتقة فريدة تتعايش فيها ثقافات عديدة، بما فيها من سكان ذوي أصول مهاجرة سواء أكانوا يمتلكون جواز سفر ألمانياً أو جوازات سفر أجنبية.
ومن المرجح أن يصبح المسلمون قريبا أكبر طائفة دينية في هذه المدينة الواقعة على نهر ماين، وذلك أكثر من طائفتي المدينة المسيحيتين الرئيسيتين بالنظر إلى كل طائفة منهما على انفراد في عام 2020: فوفقاً لأحدث الأرقام المتاحة -التي نقلها موقع "راينيش بوست" الألماني عن إدارة بلدية فرانكفورت لعام 2020- يُعتَبر الكاثوليك أكبر مجموعة دينية ويبلغ عدد أعضاء الكنيسة الكاثوليكية 144 ألف شخص بنسبة 19%، يليهم المسلمون بنسبة 18%، ثم البروتستانت بنسبة 15%.
يذكر أن ليس كل المسيحيين أعضاء في الكنيسة، كما أن الانضمام إلى الكنيسة والخروج منها هو متاح في أي وقت دون أية عوائق.
وما يرجح ذلك هو أنه في عام 2013 كان عدد أعضاء الطائفتين المسيحيتين كلتيهما معاً يمثل حوالي نصف عدد سكان فرانكفورت بحوالي 300 ألف شخص، ولكن بعد مرور عشر سنوات أصبح عدد مسيحييي هاتين الطائفتين 227 ألف شخص فقط، في حين ازدادت نسبة المسلمين منذ عام 2013 بأكثر من 40% -إلى عام 2020- وفق تقدير أحد معاهد أبحاث السوق بتكليف من بلدية فرانكفورت، ولذلك فمن المحتمل جداً أن المسلمين قد صاروا بالفعل أكبر جالية دينية بمدينة فرانكفورت، وفق تحليل لموقع "راينيش بوست" بعنوان "فرانكفورت عاصمة المسلمين" بألمانيا، مضيفاً أنه كان من المناسب -على هذه الخلفية العددية- عندما قام مجلس بلدية المدينة بإضاءة شارع بارز شهير في وسط المدينة احتفالاً بمناسبة شهر الصيام الإسلامي رمضان 2024، وهو ما أثار استحساناً لدى جزء من الرأي العام الألماني واستياءً لدى بعضه الآخر.
الغلاء يدفع مسلمي ألمانيا للتبرع بثمن أضحية العيد
02:44
يشار إلى أن أعلى المسؤولين رتبةً في بلدية مدينة فرانكفورت هم جميعاً من أصول مهاجرة، وعلى رأسهم عُمدة المدينة -رئيس بلديتها- مايك جوزيف (من الحزب الاشتراكي) -وهو مسيحي آرامي مهاجر من سوريا إلى ألمانيا- ورئيسة البلدية لشؤون التنوع والتماسك الاجتماعي ومكافحة التمييز نرجس إسكندري-غرونبيرغ (من حزب الخُضر) -وهي من أصول إيرانية- ورئيسة مجلس المدينة حليمة أرسلانَر (من حزب الخُضر) -وهي من مواليد تركيا- كما ينحدر من أصول مهاجرة كذلك عددٌ من ممثلي دوائر المدينة الانتخابية في برلمان الولاية المحلي وكذلك في البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ).
أعده للعربية: ع.م
ملف صور: المسلمون في أوروبا.. الانتشار والأعداد
ينتشر المسلمون في القارة الأوروبية دون استثناء أي بلد منها. غير أن بعض تجمعاتهم تستقر في دول بعينها نتيجة أسباب سياسية أو تاريخية أو بحثاً عن سبل العيش. المزيد في ملف الصور التالي:
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرنسا
تعد فرنسا البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، إذ يقدر عددهم بحوالي 5 مليون مسلم. أغلب هؤلاء المسلمين ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. عرفت أعداد المسلمين في فرنسا تزايداً ملحوظاً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ كان البلد في حاجة إلى الأيدي العاملة.
صورة من: AP
ألمانيا
تعتبر ألمانيا من بين أهم الدول التي قصدها مسلمون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 مليون شخص. وتتجاوز نسبة الأتراك الثلثين. كما أن عدد المسلمين بهذا البلد عرف تزايداً، خصوصاً ما بين عامي 2010 و2016، حيث قصدها حوالي مليون لاجئ. وحسب الدراسات فإن 86 بالمائة من اللاجئين الذين قصدوا ألمانيا مسلمون. ويضم البلد مئات المساجد وعشرات المراكز الدينية.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بريطانيا
يتمركز أغلب المسلمين في بريطانيا في العاصمة لندن. وتنقسم أصولهم بين قادمين من الهند، الشرق الأوسط وأفريقيا. أحدث دراسة في الموضوع أشارت إلى أن المملكة المتحدة لم يدخلها لاجئون مسلمون كثر بين 2010 و2016، إذ قدر عددهم بـ 60 ألف. وبشكل عام، فعدد المسلمين الذين وصلوا إلى المملكة منذ 2010 يناهز 43 بالمائة من المهاجرين لبريطانيا.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
إسبانيا
عاش جزء من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة، وما تزال تحتفظ في بعض مدنها بآثار ذلك. حسب إحصاءات 2012، فإن أكثر من مليون و900 ألف شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ينحدر أكثرية المسلمين هناك من الأصول الأمازيغية، خاصة من شمال المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها: مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس..
صورة من: Fotolia/Mariusz Prusaczyk
إيطاليا
حسب إحصائية تعود لـ2016، فإن المغاربة المسلمين يقدرون بحوالي نصف مليون مسلم، ضمن أكثر من مليون و700 ألف شخص يعتنق الإسلام. المسلمون في إيطاليا يتركزون في الجهات الصناعية في شمال البلد، كما تضم العاصمة لوحدها أزيد من 100 ألف مسلم. وبالنسبة لدور العبادة، فتضم روما واحداً من أكبر المساجد في أوروبا فضلاً عن مساجد أخرى تنتشر في المدن والحواضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Lo Scalzo
هولندا
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، استقطبت هولندا اليد العاملة من "بلدان مسلمة" كتركيا والمغرب. وتشير بيانات إلى أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز 850 ألف مسلم في 2006. كما أشارت صحيفة AD الهولندية مؤخراً إلى أن الإسلام يعرف انتشاراً واسعاً داخل البلد، وعززت ذلك بأرقام تفيد تنامي الإسلام بامستردام على غرار الديانات الأخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Johnson
بلجيكا
يقصد الكثير من المسلمين بلجيكا، ويتجاوز عددهم هنالك 700 ألف مسلم من أصول مغربية بالدرجة الأولى. يحتل الإسلام الرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة في البلد. وحسب تقرير لجريدة الإيكومنست البلجيكية، في وقت سابق، فإن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة. كما يوجد في العاصمة أكثر من 300 مسجد. تعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، ودفع رواتب بعض الأئمة.
صورة من: DW/K. Hameed
الدانمارك
وصل الإسلام حديثاً إلى الدنمارك وذلك مع هجرة العمال المسلمين بدءاً من منتصف القرن العشرين. ويقدر عدد المسلمين حوالي 300 ألف مسلم، أي 5 بالمائة تقريباً من سكان الدنمارك. وينحدر أغلبهم من تركيا ودول عربية. كما يوجد من بين المسلمين ألبان وباكستانيون ودنماركيون
صورة من: picture-alliance/Scanpix Denmark/S. Bidstrup
اليونان
تقدر نسبة المسلمين في اليونان بحوالي 3 بالمائة من إجمالي السكان. وتعتبر اليونان من بين الدول الأولى التي عرفت الإسلام، إذ قدمت جيوش المسلمين إلى جزيرة "رودوس" أول مرة عام 654 ميلادي. يوجد خمس مجموعات سكانية مسلمة في البلد، تنقسم إلى: أتراك وبوماك وألبان وغيرهم إضافة إلى المهاجرين. يوجود الكثير من المساجد في البلد، ويرجع الكثير منها للعهد العثماني.
صورة من: Getty Images/M. Bicanski
بولندا
تعود بدايات المسلمين في بولندا إلى القرن الرابع عشر ميلادي. ويعتبر حالياً عدد المسلمين هناك قليلاً مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى. توجد بعض الإشارات التي تقول أن عدد هؤلاء يصل إلى 31 ألف مسلم فقط، أي ما يقارب 1 بالمائة من مجموع عدد السكان. ويوجد أكبر تجمع إسلامي في مدينة بياوتسنوك. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين، عام 2050، سيصير ضعف العدد الذي يوجد عليه الآن. إعداد: مريم مرغيش