احتفل المسيحيون الأرثوذكس بالنار المقدسة في كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس، لتصل بهذا احتفالات عيد الفصح إلى ذروتها بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية.
إعلان
شارك الآلاف اليوم السبت (11 نيساين/ ابريل) في الاحتفال التقليدي بفيض النور المعروف أيضا بـ "سبت النور" لعيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الأرثوذكسية في كنيسة القيامة في القدس وسط انتشار أمني كبير. وتدفق عشرات آلاف المؤمنين إلى كنيسة القيامة كما قالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري. وتقع كنيسة القيامة في المكان الذي دفن فيه المسيح بعد صلبه ثم قيامته من بين الأموات بحسب الاعتقاد المسيحي.
ورافق القساوسة والشرطة البطريرك ثيوفيلوس صاحب اللحية البيضاء الذي يرأس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القدس، بينما كان يسير بصعوبة وسط الحشود الكبيرة وكان يرتدي التاج المطلي بالذهب. ثم نزع البطريرك التاج ودخل الكنيسة وحده فيما غنت الحشود تراتيل ورددت شعارات دينية. وفيما بعد ظهر ضوء من داخل الكنيسة وبدأت الحشود في التهليل في الوقت الذي انطلقت أجراس الكنيسة معلنة ظهور النار المقدسة " المعجزة " التي تنطلق سنويا في نفس المكان والتوقيت بالضبط، بحسب التقاليد الأرثوذكسية .
وهذا الطقس لعيد القيامة، رمز الأبدية والسلام والتجديد، الذي يعتبر من الطقوس الأساسية لدى الكنائس المسيحية التي تعتمد التقويم الشرقي، يقام في كنيسة القيامة التي تعج ككل سنة بحجاج يأتي معظمهم من أوروبا الشرقية وأيضا من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في الأرض المقدسة. ولم يتمكن آلاف المصلين من الدخول إلى الكنيسة واضطروا للانتظار في الباحة.
الأعياد المسيحية تدخل البهجة في نفوس الفلسطينيين
يحتفل الفلسطينيون المسيحيون بأعياد الفصح المجيدة، التي تعتبر مناسبة هامة لإعادة تأكيد مرتكزات إيمانهم، فيقيمون الشعائر والطقوس المبجلة ويتمسكون بالرموز القديمة، فمنها يستمدون البشارة بالحرية والأمل بالعيش الرغيد.
صورة من: Jamal Saad
عيد الاعياد
تشهد الأراضي الفلسطينية هذه الأيام احتفالات بالأعياد المجيدة عند الطوائف المسيحية الشرقية والغربية التي تبدأ فعالياتها بأحد الشعانين، وتمر بخميس العشاء الأخير وبيوم الجمعة العظيمة أو الحزينة و تختتم بسبت النور وأحد الفصح.
صورة من: Jamal Saad
أحد الشعانين
يحتفل مؤمنو مدينة رام الله بأحد الشعانين تحت قبة كنيسة دير اللاتين في المدينة، وتبدأ تلك المراسم بإقامة الصلوات وترتيل ترنيمات خاصة باللغة العربية وأخرى باللاتينية.
صورة من: Jamal Saad
العيد بهجة
يحرص المشاركون على أن يُلبسوا اطفالهم ملابس جميلة وجديدة لتدخل المسرة إلى نفوسهم وترسم الفرحة على وجوههم. ولا تكتمل الفرحة إلا بحمل أغصان الزيتون من بيت المقدس.
صورة من: Jamal Saad
هالي لويا
يجوب الآلاف من أبناء مدينة رام الله شوارعها بحضور أعداد من الأجانب، حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون المجلوبة من جبل الزيتون في اورشليم القدس، وذلك في إشارة إلى استقبال أهالي المدينة للسيد المسيح منتصرا.
صورة من: Jamal Saad
يوم عيد واحد
تظهر رموز مقدسة كثيرة لدى المسيحين الفلسطينيين وتزامن هذا العام توحد تام بين الطوائف التي تسير على التقويم الشرقي والغربي للدلالة على المعاني والمغازي الهامة لعيد قيامة يسوع المسيح.
صورة من: Jamal Saad
عيد الخلاص
يشير أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية الفلسطينية د.حنا عيسى، عن مغزى هذه الرموز " عند قيام رسول المحبة والسلام، من بين الاموات ناقضاً للألم والعذاب والحقد والكراهية موحداً ما في قلوبنا لخدمة بلدنا وبالخلاص وبوحدة وطنية متماسكة".
صورة من: Jamal Saad
"العيد بدو طنة ورنة"
لا تكتمل مراسم الأعياد إلا بالطبل والزمر التي تدقها ايادي عشرات من أعضاء الفرق الكشفية من رام الله والقرى المجاورة لها مثل بيرزيت و الطيبة وغيرها ضمن هذه الفعاليات المجيدة، التي تأخذ طابعا شعبيا، وتضم في صفوفها مختلف الفئات العمرية.
صورة من: Jamal Saad
يوم التواضع
وفي سياق الاعياد المجيدة يمر خميس الأسرار أو العشاء الأخير وتدل هذه الطقوس الممارسة في هذا اليوم على تعزيز مفاهيم التواضع لدى المؤمنين بتقليد ماقام به السيد المسيح، بالعشاء الأخير مع تلاميذه الـ 12، فيتذكرون بها خلال كل قداس يقام. ويقولون "إننا نأكل جسد ودم المسيح".
صورة من: Jamal Saad
اليوم عُلق على خشبة
يرتل المحتلفون ،" اليوم علق على خشبة، إكليل من الشوك وضع على هامة ملك الملائكة ، نسجد لآلامك أيها السيد المسيح فأرنا قيامتك المجيدة". ويحملون صلبانا ورموزا واكبت رحلة الآلام العظيمة التي مر بها السيد المسيح في يوم الجمعة العظيمة أو الجمعة الحزينة التي صُلِب يومها يسوع المسيح على خشبة. ويعتبر هذا اليوم تجسيدا للتضحية من أجل الإنسانية.
صورة من: Jamal Saad
سبت النور
يتاهفت المؤمنون لإشعال مصابيحهم وشموعهم من فائض النور المقدس القادم من قبر يسوع المسيح من كنيسة القيامة المقدسة، وذلك بواسطة الشعلة المقدسة التي تُنقل عبر الحواجز الاسرائيلية.
صورة من: Jamal Saad
حضور رسمي
دأبت العادة على أن تحظى هذه الاعياد بمشاركة الجهات الرسمية، فقد شارك رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمدلله ولفيف من الشخصيات العامة والامنية والاعتبارية الفلسطينية في احتفالات سبت النور إيذانا بعيد القيامة.
صورة من: Jamal Saad
العيد فرحة
وتخلل الاحتفالات رقصات دبكة شعبية على دوار المنارة الشهير في مدينة رام الله. كما يزغردن النسوة ويهللن بعبارات مثل " المسيح قام ..حقا قام" وآخرون ينثرون على المارة الرز ويعطرونهم بالليمون.
صورة من: Jamal Saad
بيض العيد
وفي المسيرات التي جابت شوارع مدينة رام الله وزع المشاركون على المحتفين بالعيد البيض المسلوق الملون والذي يرمز لليوم الذي قام فيه السيد المسيح ودلالة على تجدد الحياة.
صورة من: Jamal Saad
معمول العيد
يتبادل المحتفلون في عيد الأعياد، المعمول أي الكعك الدائري المحشو تمرا، وهو يرمز إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح. وتتفنن العائلات الفلسطينية المسيحية بصناعته.
صورة من: Jamal Saad
14 صورة1 | 14
وتدافع المؤمنون بحماس لتلقي الشعلة التي تنقل من شمعة إلى أخرى لتجوب أزقة المدينة القديمة. والنور الذي يفيض من قبر المسيح يحمل بعد ذلك في زياح يطوف بيت لحم بالضفة الغربية، مكان ولادة يسوع المسيح بحسب التقليد فيما تنقل شعلة أخرى على متن طائرة إلى اليونان والبلدان الأرثوذكسية. وغالبية المسيحيين في الأرض المقدسة ينتمون إلى الكنيسة الأرثوذكسية.
وتتولى إدارة كنيسة القيامة ست كنائس مسيحية، الأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمن التابعون للفاتيكان والأقباط المصريون والسريان الأرثوذكس والأثيوبيون الأرثوذكس. وتشرف كل من هذه الكنائس على جزء محدد من المبنى. وتقع كنيسة القيامة في القدس الشرقية، الجزء القديم من المدينة المقدسة التي احتلتها اسرائيل واعلنت ضمها في 1967.