المسيحيون الشرقيون يحتفلون بعيد الميلاد وسط احتجاجات وحزن
٦ يناير ٢٠١٨
في كل من فلسطين ومصر احتفل المسيحيون من أتباع الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعيد الميلاد المجيد اليوم، وسط دعوات لمقاطعة بطريرك القدس الأرثوذكسي على خلفية فضيحة بيع أراض، وفي ظل أجواء يخيم عليها الترقب والحزن في مصر.
إعلان
احتج فلسطينيون السبت (السادس من يناير/ كانون الثاني 2018) على وصول بطريرك الروم الأرثوذوكس في القدس وسائر فلسطين والأردن إيذاناً باحتفالات الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي بعيد الميلاد المجيد.
وتشمل الاحتفالات طوائف الروم الأرثوذكس والسريان والأقباط والأحباش. ولدى وصول البطريرك كيوريوس ثيوفيلوس الثالث إلى كنيسة المهد في بيت لحم، احتج عشرات الفلسطينيين على زيارته واتهموه بالتورط بـ"صفقات مشبوهة سرب خلالها أملاك وعقارات فلسطينية للجمعيات الاستيطانية الإسرائيلية" في القدس.
وذكرت مصادر فلسطينية أن بلديات بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا وفعاليات فلسطينية أخرى قاطعت زيارة البطريرك ثيوفيلوس في احتفالات عيد الميلاد. وتعتبر مقاطعة ثيوفيلوس سابقة في التاريخ، إذ لم يحدث أبداً أن غابت هذه البلديات عن بروتوكول الاستقبال المتبع في فلسطين والأردن وسوريا.
ويحمل البطريرك ثيوفيلوس الثالث لقب بطريرك القدس وسائر فلسطين وسوريا والأردن وقانا الجليل، وهو البطريرك الأرثوذكسي الـ141 على "كرسي أورشليم"، وانتخب بطريركاً بالإجماع في التاسع من أغسطس/ آب عام 2005.
وكان المؤتمر المسيحي الأرثوذكسي والمؤسسات الأرثوذكسية قد طالبت بمقاطعة استقبال البطريرك ثيوفيلوس وإقالته أو استقالته "حماية للكنيسة الأرثوذكسية". وهتف عشرات الفلسطينيين، الذين اعترضوا موكب البطريرك ثيوفيلوس (يا خائن الدين والوطن)، ورفعوا شعارات مكتوبة تؤكد على رفض بيع المقدسات الإسلامية والمسيحية وأخرى تطالب بعزله.
كما طالب رئيس بلدية بيت جالا، نقولا خميس، في تصريحات للصحفيين في بيت لحم المجمع الكنسي بعزل البطريرك ثيوفيلوس أو أن يعزل هو نفسه، وحث السلطة الفلسطينية على مساعدتهم في مطالبهم. وأطلق ناشطون فلسطينيون وسم (المهد_لن_تخون) رفضاً لاستقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث.
احتفالات يخيم عليها الترقب والحزن
وفي مصر، يحتفل المصريون الأقباط الأرثوذكس مساء السبت بعيد الميلاد في ظل إجراءات أمنية مشددة، بعد عام شهد اعتداءات دامية ضد أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط. ومنذ أكثر من عام، كان الأقباط، الذي يعد رأس كنيستهم البابا تواضروس الثاني داعماً وفياً للرئيس عبد الفتاح السيسي، هدفاً لاعتداءات عدة، خصوصاً ضد الكنائس أوقعت أكثر من مائة قتيل.
وتجري احتفالات عيد الميلاد في ظل إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس الرئيسية في القاهرة، التي أحيطت بأحزمة أمنية من كل الجهات.
وقال أسقف المنيا، مكاريوس، لوكالة فرانس برس: "هذا العام لن نكف عن مساندة الدولة والرئيس وعن لعب دورنا الوطني، ولكن نأمل أن يجد المسؤولون وسيلة للحد من الاعتداءات".
وكان جهادي مسلح قد نفذ اعتداءاً الأسبوع الماضي استهدف كنيسة في منطقة حلوان جنوب القاهرة أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. وتندرج الاعتداءات الأخيرة، التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ضمن دائرة العنف التي بدأت في العام 2013 عقب إطاحة الجيش بالرئيس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، والتي بدأت بعدها موجة هجمات إسلاموية خصوصاً في شمال سيناء. وأوقعت هذه الهجمات مئات القتلى من قوات الجيش والشرطة. كما يشكل الأقباط هدفاً ثابتاً لعناصر التنظيم الإرهابي.
ي.أ/ ح.ح (د ب أ، أ ف ب)
أقباط مصر.. هدف رئيسي للعمليات الإرهابية
شهدت مصر خلال عامين عدداً من الهجمات الإرهابية، نال الأقباط نصيب الأسد منها. وفيما يلي قائمة ببعضها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egypt’s Coptic Orthodox Church
قُتل سبعة أقباط الجمعة (الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2018) في المنيا (حوالي 250 كلم جنوب القاهرة). وقالت النيابة العامة المصرية في بيان إنها "تلقت إخطارا بوقوع حادث إطلاق نار استهدف حافلة تقل مجموعة من الأقباط أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل" في محافظة المنيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egypt’s Coptic Orthodox Church
وهو الاعتداء الأول على الأقباط منذ كانون الأول/ديسمبر 2017 عندما قتل عنصر في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تسعة أشخاص في كنيسة في ضاحية حلوان جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/A. Abdallah Dalsh
وكان عام 2017 داميا بالنسبة إلى الأقباط الذين يمثلون نحو 10% من سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، والذين تعرضوا لاعتداءات دامية أوقعت أكثر من مئة قتيل وعشرات المصابين.
صورة من: picture alliance/AP Photo/A. Nabil
24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: مقتل 54 مصلياً وإصابة 75 آخرين في هجوم وقع على مسجد يعج بالمصلين في محافظة شمال سيناء. ويقع المسجد في قرية الروضة غربي مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، ويقول المسؤولون أنه يقع في منطقة قريبة من مواقع انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017: مقتل 12 جندياً في هجوم على حاجز أمني في شمال سيناء. وأوضح مسؤول أمني أن مسلحين هاجموا الحاجز بقذائف الهاون و"الأر بي جي"مما ضاعف من عدد الضحايا. وقال مسؤول أمني في شمال سيناء أن مسلحين استهدفوا حاجزا للجيش في منطقة بئر العبد غرب مدينة العريش مما أسفر عن استشهاد 12 جنديا. وقد تبنى تنظيم "داعش" التفجير.
صورة من: Getty Images/AFP
11 سبتمبر/ أيلول 2017: مصرع 18 شرطياً على الأقل في هجوم استهدف قافلة أمنية قرب مدينة العريش شمال سيناء. وتبنى تنظيم "داعش" التفجير الذي أسفر عن تدمير ثلاث مدرعات وسيارة تشويش إلكترونية. واستولى المهاجمون على سيارة دفع رباعي تابعة للشرطة. وقالت وزارة الداخلية إن سيارة انفجرت بعد تعامل القوات معها عندما حاول قائدها اقتحام خط سير القافلة، مما أسفر عن حدوث خراب بعدد من سيارات القافلة.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
14 تموز/ يوليو 2017: مقتل سائحتين ألمانيتين وإصابة أربع سائحات أجنبيات أخريات في هجوم بسلاح أبيض على يد أحد المتطرفين. في أحد الفنادق الشهيرة في مدينة الغردقة بمصر. وقد ضبط الشخص الذي هاجم عدداً من السياح بسلاح أبيض على شاطئ أحد فنادق الغردقة. أكدت السلطات المصرية أن المهاجم تسلل لشاطئ الفندق عبر السباحة من خلال شاطئ عام مجاور وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة.
صورة من: Reuters/M. Aly
7 تموز/ يوليو 2017: مقتل 26 جندياً مصرياً، في هجومين استهدفا نقطتي تفتيش أمنيتين في محافظة شمال سيناء. كما أصيب العشرات من قوات الأمن المصرية في الهجومين. والهجوم هو الأعنف في سيناء منذ يوليو /تموز 2015 تقريبا عندما شن مسلحون من تنظيم "داعش" هجمات متزامنة على نقاط تفتيش ومواقع عسكرية بأنحاء شمال سيناء. وشن الجيش هجوماً مضاداً على الفور ليقتل أكثر من 40 متشدداً يشتبه في مسؤوليتهم بهذا الهجوم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
26 آيار / مايو 2017: مقتل 28 شخصاً من بينهم أطفال في هجوم بالرصاص على حافلة تقل أقباطاً. وكان مسلحون ملثمون قد فتحوا النارعلى الأقباط أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن "مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع أطلقوا النيران بشكل عشوائي" على حافلة الاقباط. وأعلنت داعش مسئوليتها عن الهجوم .
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
9 أبريل/ نيسان 2017: مقتل 48 شخصاً في تفجير إنتحاري في كنيستين مصريتين أثناء الاحتفال بأحد الشعانين في طنطا والإسكندرية. وأكد تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجيرين .التفجير الأول نجم عن "جسم غريب" وصف لاحقاً بأنه قنبلة، هزت كنيسة مارجرجس بشارع النحاس في طنطا بمحافظة الغربية.أما التفجير الثاني، فضرب محيط الكنيسة المرقسية في قسم العطارين بالإسكندرية. ورداً على الواقعة، تم فرض حالة الطوارئ في مصر.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
16 يناير/ كانون الثاني 2017: مقتل ثمانية رجال شرطة في هجوم على نقطة تفتيش أمنية في صحراء مصر الغربية. وهاجمت "مجموعة إرهابية" نقطة تفتيش أمنية بمحافظة الوادي الجديد، وقام مسلحون بإطلاق قذائف آر بي جي على الكمين، الذي يضم نقطة شرطة ونقطة إسعاف ومطافئ. وخلال إطلاق قذائف الآر بي جي اقتحمت سيارة مفخخة الموقع، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من الضباط والجنود والمسعفين.
إعداد: سارة الألفي/خ. س/زمن البدري