المشروبات الغازية والمحلاة تسبب بالإصابة بالسكر وأمراض القلب
١٧ يناير ٢٠٢٥
ليس من الجديد الحديث عن الآثار السلبية للمشروبات الغازية على الصحة، إلا أن دراسة حديثة كشفت بشكل أكثر دقة عواقب تناول تلك المشروبات و”التأثير العالمي" للاستهلاك المتزايد للسكر في شكله السائل أكثر مما ندرك!
إعلان
أصبحت المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للكثيرين حول العالم، وفي مقدمتهم الأطفال، خاصة مع سهولة تناول السكر في شكل سائل.
وكشف باحثون في الولايات المتحدة حديثًا أن الوفرة الهائلة في هذا النوع من المشروبات وما يحمله من سعرات حرارية يشكل خطرًا على النظام الصحي عالميًا.
ففي دراسة ضمت بيانات نحو 3 ملايين شخص في 118 دولة حول العالم، تمكن باحثون من تحديد الآثار الصحية المحتملة لتناولالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بشكل أكثر دقة مقارنة بدراسات سابقة، وفقًا لموقع شبكة راديو NPR الأمريكية.
اعتمدت الدراسة على بيانات 450 استبيانًا قدم المشاركون فيها ”صورة أكثر دقة" عن حجم استهلاكهم المشروبات السكرية.وفي حين لا تستطيع الدراسة أن تقول بشكل قاطع أن المشروبات السكرية تسبب الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها "تحاكي جزءًا التأثير العالمي لاستهلاكنا المتزايد للسكر".
وتقول الدراسة، المنشورة في مجلة ناتشر Nature العلمية، ساهمت هذه المشروبات في أكثر من 330 ألف حالة وفاة و3 ملايين حالة إصابة جديدة بالسكري أو أمراض القلب خلال عام 2020. ويقول الباحثون أن هذه النتائج تمثل قفزة كبيرة مقارنة بنتائج دراسة أقدم أجريت عام 2015، والتي قدرت أعداد الوفيات المرتبطة باستهلاك المشروبات السكرية بـ 184 ألف حالة.
كما كشفت الدراسة أن هذه الموجة المتزايدة من المشاكل الصحية المرتبطة بالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة تتركز في مناطق بعينها. فمنذ عام 1990، شهدت دول جنوب الصحراء في أفريقيا ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي المعدلات الأعلى، بينما سجلت دول شرق وجنوب شرق آسيا المعدلات الأدنى حول العالم.
مشروبات الطاقة - هل تضر بقلوب الأطفال؟
02:48
أما من حيث الدولة، كانت أكبر زيادة في حالات الإصابة الجديدة بمرض السكري من النوع 2 المنسوبة إلى فرط سكر الدم لكل مليون شخص بالغ، في كولومبيا، تليها الولايات المتحدة في المركز الثاني، ثم والأرجنتين في المركز الثالث. وبالنسبة لحالات أمراض القلب والأوعية الدموية المنسوبة إلى فرط سكر الدم، جاءت نيجيريا في المركز الأول، تليها روسيا في المركز الثاني، ثم كولومبيا في المركز الثالث.
على الجانب الآخر، اعترض المتحدث باسم شركة أمريكان بيفريج الأمريكية الممثلة لشركات المشروبات غير الكحولية على نتائج الدراسة. وفي بيان قدمه إلى موقع NPR، رد المتحدث باسم الشركة بأن: "نظراً لعدم وجود مسوحات غذائية عالمية قوية وعدم مراعاة العوامل البيئية وأنماط الحياة الأخرى، فإن تقدير الاستهلاك بدقة أو عزو النتائج الصحية إلى أطعمة أو مشروبات محددة بمعزل عن غيرها أمر يكاد يكون مستحيلاً". وأضاف المتحدث: "نحن ندرك أن الإفراط في تناول السكر ليس مفيداً لأي شخص؛ ولهذا السبب تلتزم صناعتنا بتقليل السكر في المشروبات".
د.ب.
بعيداً عن السكر.. بدائل جيدة من محليات طبيعية
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من السكر إلى مشاكل صحية كثيرة كالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وتسوس الأسنان. وقد يجد الكثير من الأشخاص صعوبة في الاستغناء عن مذاقه الحلو. لكن لحسن الحظ توجد بدائل جيدة أقل خطراً على الصحة.
صورة من: Colourbox
تحتوي 100 غرام من السكر على قرابة 400 سعرة حرارية وتفتقد تماماً إلى الفيتامينات. من ناحية غذائية فإن السكر ليس سوى عامل تسمين لا لزوم له. إذا كنت تريد بديلاً خالٍ من السعرات الحرارية أو على الأقل منخفض السعرات الحرارية، فهناك المحليات التالية.
صورة من: Colourbox
الزيليتول – سكر البتولا
يحتوي الزيليتول على سعرات حرارية أقل بنسبة 40 في المائة من السكر، ولذلك فإنه يخفض مستوى السكر في الدم ويقلل من تسوس الأسنان. وعلى الرغم من أن اسمه يعني "سكر البتولا" فإن بديل السكر هذا يُنتج من خلال عملية صناعية بحتة. لكن يجب الحذر من الإفراط في تناوله، كباقي السكريات الكحولية، يمكن أن يتسبب في التراخي وانتفاخ البطن.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الإريثريتول
الإريثريتول هو سكر كحولي آخر ويحظى بشعبية كبيرة بين مرضى السكري. ويمكن معرفة وجوده في المواد الغذائية تحت الرمز E968. لا يحتوي الاريثريتول على سعرات حرارية تقريباً ولا يؤثر على مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن درجة حلاوة هذا البديل في المخبوزات لا تزيد عن 70 بالمائة من حلاوة السكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/blickwinkel/c-goemi
سكر ستيفيا
ستيفيا أكثر حلاوة بمقدار 300 مرة من السكر العادي، لذلك يجب الانتباه خلال استخدامه في تحلية المواد الغذائية. وميزة هذا المسحوق الأبيض أنه لا يحتوي على أي سعرات حرارية. لكن المرء يحتاج أولاً للتعود على طعمه.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
الموز الناضج
يمكن لأي شخص يريد التحلية دون أي مواد كيميائية اللجوء إلى الموز الناضج. ويمكن التعرف عليه من اللون البني القاتم على قشرها. خلال شرب القهوة مثلاً لن تستمتع كثيراً بالموز، ولكن لتحلية الكعك والبسكويت، فإن الفاكهة ممتازة.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
التمر
التمر هو الآخر من أهم البدائل الصحية للسكر. ويمكن استخدامه مهروساً كمكون حلو في الخبز. على الرغم من أن التمر قليل السعرات الحرارية، إلا أنه يحتوي على الكثير من فيتامين بي 6 والحديد والمغنيسيوم.
صورة من: Colourbox
شراب بنجر السكر
مادة أخرى للتحلية الطبيعية هي شراب بنجر السكر. كما يوحي الاسم فإنه مصنوع من بنجر السكر. على الرغم من أن الشراب يحتوي على 300 سعرة حرارية لكل 100 غرام، إلا أنه يحتوي على قيمة غذائية أفضل بكثير من السكر وغني بحمض الفوليك والمغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم. من حيث الطعم يشبه شراب بنجر السكر من الشعير والكراميل.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
شراب الأغاف أو الصبار الأمريكي
يحتوي شراب الأغاف أو الصبار الأمريكي هو الآخر على مزيج خفيف من الشعير والكراميل ومحتوى مرتفع جداً من الفركتوز، ولهذا السبب تأثرت سمعته كثيراً بعد أن أشار الباحثون إلى العديد من الآثار السلبية للفركتوز شديد التركيز. على عكس محتوى الفركتوز الطبيعي في الفاكهة، فإن استهلاك الفركتوز المركز في المنتجات المصنعة من شأنه أن يزيد من خطر زيادة الوزن.
صورة من: Reuters/C. Jasso
شراب الاسفندان أو القيقب
على الرغم من أن شراب الاسفندان أو القيقب يحتوي بشكل أساسي على الفركتوز والسكروز، إلا أنه يبقى أكثر صحيا من السكر أو شراب الأغاف. أظهرت دراسة قام بها فريق بحث من جامعة ماكغيل في كيبيك الكندية أن شراب القيقب يمكن أن يزيد من فعالية المضادات الحيوية ويقلل من آثارها الجانبية.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Yay
سكر جوز الهند
إذا كنت ترغب في طعم الكراميل، فيُوصى بسكر جوز الهند كبديل للسكر التقليدي. على الرغم من أن هذا مصنوع من عصير نخيل جوز الهند، إلا أن طعمه لا يمت لجوز الهند بأي صلة، إذ يقترب من الكراميل قليلاً. على عكس سكر المائدة، لا يرتفع مستوى السكر في الدم عند استهلاكه. لكن سكر جوز الهند له عيوبه هو الآخر...
صورة من: picture-alliance/dpa
تلوث البيئة
سكر زهرة جوز الهند يصنع في العادة في جنوب شرق آسيا ويُنقل في رحلة طويلة إلى سائر أرجاء العالم ما يشكل عبئاً على البيئة. كما أنه أكثر تكلفة بكثير من السكر العادي. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة السعرات الحرارية من سكر زهرة جوز الهند أقل قليلاً فقط، وحلاوته ليست أقوى من السكر العادي.
صورة من: picture-alliance/imagebroker/M. Dietrich
العسل
إذا كنت ترغب في الطعم الحلو المذاق، فعليك بالعسل. لكنه يحتوي على سعرات حرارية تقترب من تلك الموجودة في السكر العادي. بيد أنه يبقى خياراً أفضل لما فيه من قيمة غذائية أكبر نظراً لمكوناته من المعادن والبروتينات والفيتامينات. ويُقال إن له تأثير مضاد للبكتيريا وللالتهابات. لكن تذكر أن ارتفاع درجة الحرارة عن 40 مئوية يدمر العديد من العناصر الغذائية المهمة فيه!