المشورة والمساعدة النفسية أولوية للاجئين من أوكرانيا
٢٠ مارس ٢٠٢٢
أكثر من 3 ملايين شخص فروا من أوكرانيا حاملين معهم التجارب المؤلمة وذكريات اللجوء المفجعة، خاصةً أولئك الذين سلكوا رحلة هروبٍ أخرى من حربٍ جديدة: الفارون من أفغانستان والعراق وسوريا.
إعلان
وصلت آنا بوتابولا إلى بر الأمان في بولندا هاربةً من مدينة دنيبرو في أوكرانيا، رغم ذلك لا يزال لديها وعائلتها مخاوفٌ حقيقية للغاية. "عندما اضطررنا إلى مغادرة أوكرانيا سألني أطفالي، هل سنعيش؟" تقول آنا الأم لطفلين لوكالة اسوشيتد برس، وتتابع: "أنا خائفة وخائفة للغاية على من لا يزال هناك".
استقبلت بولندا أكثر من 1,5 مليون لاجئ من أوكرانيا وكان هناك دعمٌ كبير من البولنديين للضيوف الأوكرانيين، لكن بالإضافة إلى المساعدة العملية، فإن العديد من اللاجئين، ومعظمهم من النساء والأطفال، سيحتاجون على الأرجح إلى مشورة نفسية من مختصين.
الأمر استحوذ على اهتمام المدير العام لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنطونيو فيتورينو، الذي كرر هذا الأسبوع الحاجة الملحة لتوفر أطباء واختصاصيين نفسيين مدربين، وخاصة ممن يجيدون الروسية والأوكرانية لمساعدة الفارين من الأزمة.
الاستفادة من تجربة 2015
في ألمانيا، التي وصل إليها ما لا يقل عن 110 آلاف شخص من أوكرانيا، بحسب ما أفادت الشرطة يوم الجمعة، حذر علماء النفس والمعالجون الذين يساعدون المهاجرين من "عواقب وخيمة" نتيجة الحرب. كما هو الحال في بولندا، كان المتطوعون والجهات الرسمية في ألمانيا منشغلين بمحاولة تلبية الاحتياجات المادية العاجلة للقادمين، لكن هذا لا يعني أن الحديث عن الرعاية النفسية سابق لأوانه، كما تؤكد فانيسا هوس من مركز "Xenion ببرلين" للاجئين والناجين من الصراع. تشرح هوس: "أول شيء يحتاجه الناجون هو الأمان والمأوى والمساعدة الطبية، هذه هي الأشياء الملحة، لكننا تعلمنا أيضًا مما حدث في عام 2015 أننا بحاجة إلى رؤية طويلة الأمد والتأكد من أن الأشخاص يتلقون رعاية نفسية."
ألمانيا: مساعدة اللاجئين الأوكرانين
02:51
صدمة بعد الأخرى
بحسب هوس ليس المواطنون الأوكرانيون فقط هم الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي بل هناك العديد من اللاجئين الذين فروا من أفغانستان والعراق وسوريا والذين فروا مجددًا من أوكرانيا بعد أن كانوا طالبي لجوء هناك. وتشرح هوس لـ"مهاجر نيوز": "هؤلاء الناس تأثروا بشدة وتعرضوا لصدمات نفسية مرة أخرى بسبب الحرب في أوكرانيا، وهم في وضع صعب للغاية لأن الكثير منهم لا تشملهم حركة التضامن مع الأوكرانيين".
معظم المنظمات التي تقدم الرعاية النفسية مثل Xenion مفتوحة لجميع المهاجرين الباحثين عن المساعدة، بغض النظر عن جنسياتهم، وعندما لا يكون العلاج وجهًا لوجه ممكنًا، فإنهم يستخدمون المنصات الرقمية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من اللاجئين والنازحين داخليًا. ومع ذلك، فإن العديد من المنظمات لديها قدرات محدودة، خاصة للأشخاص الذين يحتاجون إلى المشورة بلغة أجنبية.
"أنا من أوكرانيا وأحتاج إلى المساعدة"
بالغالب قد يكون العثور على عدد كافٍ من المعالجين الذين يتحدثون الروسية أو الأوكرانية في ألمانيا أمرًا صعبًا، رغم ذلك يؤكد المسؤول الإعلامي أولريش هانفلد على أن دعوة "الجمعية الألمانية للمعالجين النفسيين" (Deutsches Psychotherapeuten Netzwerk) للمتطوعينلمساعدة اللاجئين الأوكرانيين المصابين بصدمات نفسية وغيرهم من المتضررين من الأزمة تلقت حتى الآن استجابة من نحو 50 معالجًا نفسيًا محترفًا.
نشرت الجمعية عبارة باللغة الأوكرانية على موقعها على الإنترنت تقول: "أنا من أوكرانيا، أحتاج إلى المساعدة"، وتضمنت رقم هاتف وعنوان بريد إلكتروني، فتدفق سيل من طلبات المساعدة والمشورة. بينما لم يحسم المسؤول الإعلامي أولريش هانفل مسألة فيما إذا كانت إمكانياتهم ستغطي حاجة كل من يتواصل معهم طلباً للعون.
بعضهن يختبئن مع أطفالهن في أقبية المشافي والملاجئ خوفاً من القصف، بينما تضطر أخريات للجوء إلى الدول المجاروة، ومنهن من تحمل السلاح للدفاع عن بلدها. ألبوم صور يسلط الضوء على معاناة النساء الأوكرانيات خلال الغزو الروسي.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
لم تنس غيتارها رغم الحرب!
الحرب في أوكرانيا دفعت أكثر من 1,5 مليون شخص للجوء إلى البلدان المجاورة، ومنهم الطفلة الأوكرانية ليليا التي لم تنس غيتارها رغم الحرب، وجلبته معها في رحلة لجوئها إلى الحدود البولندية. تجلس ليليا مع شقيقتها وقريبات لهما على جذع شجرة مقطوع ومغطى بالبطاطين. تعزف أغنية حزينة والجميع ينصت إليها، تبتسم، لكن يلوح من عينيها خوف كبير.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
نساء وأطفال
تشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من لاجئي أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، لأن كييف منعت خروج الذكور من سن 18 إلى 60 عاماً بسبب حالة الطوارئ، ليبقوا في البلاد ويدافعوا عنها. في الصورة عشرات اللاجئات الأوكرانيات يأخذن قسطاً من الراحة في معبر ميديكا الحدودي بعد دخولهن إلى بولندا.
صورة من: Visar Kryeziu/AP/picture alliance
إنقاذ ما يمكن إنقاذه!
ورغم اضطرار اللاجئات الأوكرانيات إلى الهرب دون أزواجهن أو إخوتهن، فقد جلبن معهن ما استطعن إنقاذه. مثل هذه الفتاة التي استطاعت إنقاذ قطتها من براثن الحرب. في الصورة التي التقطت بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، كانت الفتاة في طريقها إلى معبر ميديكا الحدودي مع بولندا.
صورة من: Kunihiko Miura/Yomiuri Shimbun/AP/picture alliance
وداع وقلق!
حزن على فراق الأهل وقلق عليهم وخوف من المستقبل: قد تكون هذه بعض المشاعر التي تعكسها نظرة هذه السيدة الأوكرانية في الصورة، التي تظهر فيها وهي تلوح لأهلها، بينما يتم إجلاؤها بقطار مع أطفالها من مدينة بالقرب من كييف.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
نساء في الملاجئ ومحطات المترو!
أما النساء اللواتي لم يستطعن الخروج بسبب الحرب، فيضطررن إلى التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو لحماية أنفسهن وعائلاتهن من القصف الروسي. في الصورة نساء وفتيات أوكرانيات يحتمين في محطة مترو بالعاصمة كييف.
صورة من: AFP via Getty Images
أمهات ومواليدهن في قبو المستشفى
بالنسبة للنساء المرضى واللواتي أنجبن حديثاً، يتم نقلهن إلى أقبية المستشفيات. في الصورة أطفال مرضى وحديثو الولادة بجانب أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف لحمايتهم من عمليات القصف. فحتى المستشفيات لم تسلم، إذ تعرض المستشفى المركزي في قلب المدينة للقصف، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
حرب في أوروبا بعد عقود من السلام!
وتعاني النساء المسنات من الحرب بشكل خاص، مثل هذه السيدة التي تحمل عكازها في الصورة، والتي يتم إنقاذها من قبل فرق الطوارئ من على جسر في كييف استهدفه القصف الروسي. ولعل هذه السيدة لم تكن تتوقع مثل كثيرين أن تشهد أوروبا حرباً كهذه بعد عقود من السلام.
صورة من: Emilio Morenatti/dpa/AP/picture alliance
مدافعات عن البلد مهما كان السن
لكن التقدم في السن لم يمنع بعض النساء الأوكرانيات من تعلم كيفية الدفاع عن بلدهن. في الصورة تتعلم فالنتينا (79 عاماً) كيفية استخدام السلاح في دورة نظمها الحرس الوطني الأوكراني، لتساهم في الدفاع عن بلدها ضد الغزو الروسي.
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مدافعات عن حقوق الإنسان
كانت تاتيانا، التي تنتمي إلى أقلية الروما الغجربة، تجهز لعرسها وتستعد لتسلم وظيفة جديدة عندما بدأت الحرب. لكنها قررت البقاء في مدينتها الواقعة بين العاصمة كييف ومدينة خاركيف، وذلك لنقل الصورة الصحيحة وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان. تقول تاتيانا التي تعمل مدافعة عن حقوق الأقليات: "ما تقوم به روسيا جريمة حرب".
صورة من: Privat
زواج رغم الحرب!
ظروف الحرب لم تمنع أوكرانيات من التطلع إلى المستقبل، مثل ليزا الجندية في الجيش الأوكراني، والتي لم تمنعها ظروف الحرب ومعاناتها عن الاحتفال بزواجها من حبيبها فاليري، الجندي الأوكراني. احتفل الزوجان بزواجهما في السادس من آذار/مارس 2022 وهما في جبهة الدفاع عن العاصمة كييف. في الصورة يقدم فاليري باقة ورد لزوجته.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
صحفيات يغطين الحرب!
تفرض الحرب تحديات كبيرة على الصحفيات أيضاً. مراسلة DW فاني فاكسار تغطي الأحداث في أوكرانيا. وفي الصورة تتحدث عن الأوضاع في مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية بالقرب من الحدود مع رومانيا. تقول فاني: "يسأل الناس في تشيرنيفتسي: متى ستعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل 24 شباط/ فبراير؟".
صورة من: DW
متى تنتهي الحرب؟
حتى الآن لا يعرف أحدٌ متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن تبقى الآمال بأن تنتهي قريباً ليلتئم شمل العائلات الأوكرانية من جديد، كما تأمل هذه الفتاة الأوكرانية التي لجأت إلى الحدود البولندية.
إعداد: محيي الدين حسين/عباس الخشالي
صورة من: Abbas Al-Khashali
12 صورة1 | 12
- تتوفر معلومات تهم اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا باللغات الألمانية والروسية والأوكرانية والعربية والإنكليزية في موقع Handbook Germany.
- استشارات Xenion عبر الهاتف متوفرة أسبوعيًا من يوم الاثنين إلى الخميس، من الساعة 10 صباحًا حتى منتصف النهار (بتوقيت وسط أوروبا) على الرقم: 004930880667322.
- بينما يقدم مركز DOWERIA نصائح هاتفية على مدار الساعة للمهاجرين باللغتين الأوكرانية والروسية على الرقم: 004930440308454.