المصائب لا تأتي فرادى ـ ماذا يعني "بريكست" لكرة القدم؟
٨ فبراير ٢٠١٩
الجميع يترقب ما سيحدث، هل سيدخل بريكست حيز التنفيذ وكيف؟. تبعات لا تحصى، ونتائج لن تستثني الدوري الانجليزي أو الأدوار الأوروبية الأخرى، كيف ذلك؟
إعلان
لم يعد بريكست الكابوس الذي يؤرق عالم السياسية والاقتصاد في أوروبا فحسب، بل أصبح هذا الكابوس يطارد عالم الساحرة المستديرة أيضا. إلى غاية اللحظة لا أحد يعرف كيف سيتم هذا البريكست أو ما إذا كان سيصبح واقعا بالفعل في الثامن والعشرين من مارس/آذار الموعد الرسمي لخروج المملكة المتحدة من التكثل الأوروبي.
رغم ذلك بدأت أولى تبعات بريكست تظهر على الدوري الإنجليزي بوضوح، وسط مخاوف من أن يفقد الدوري، صاحب أعلى عائدات البت التلفزيوني في العالم، بريقه وجاذبي.
تكاليف الصفقات
أولى هذه النتائج التراجع الملحوظ في الصفقات التي عقدت مؤخرا إلى ومن الدوري الانجليزي، وذلك بشكل غير مسبوق. نادي تونتهام على سبيل المثال لم يعقد أيّ صفقة في سوق الانتقالات الصيفي، والسبب انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني مقابل اليورو، ما يعني أن "قيمة المصاريف ارتفعت بنحو 30 بالمائة. وهذه مأساة"، يقول المدير التنفيذي والمدرب السابق للفريق، ماوريسيو بوتشيتيني.
وفي حوار مع DW أشار روب ويلسون الخبير في الاقتصاد الرياضي في جامعة هالام البريطانية الى أن الميركاتو الشتوي كان أيضا "الأركد" منذ عقود، وفي ظل توقعات بمواصلة العملة البريطانية انخفاضها مقابل الأوروبية، لا توجد أي مؤشرات على تغيّر الوضع. ويوضح ويلسون أنه إذا كانت "قيمة اللاعب مثلا بحدود 50 مليون جنيه استرليني، فإن التعاقد معه مستقبلا سيكلف ملايين إضافية". وعندها بات على الأندية الآن الحسم فيما إذا كانت "تريد دفع كل هذه المصاريف أم لا". ومعنى هذا قد تجد الأندية الانجليزية صعوبة مستقبلا في التعاقد مع كبار النجوم من أوروبا، وقد يتم التركيز على صفقات بين الأندية الانجليزية فقط، ما يهدد بتراجع مستوى الدوري الانجليزي.
قانون "اللاعبين المحليين"
أكبر إشكالية يطرحها بريكست في حال دخل حيّز التنفيذ، أن اللاعبين الأوروبيين لن يعد بامكانهم الانتقال الى البريميرليغ بكل أريحية كما السابق. والمقصود الجانب القانوني وما يتضمن ذلك من إجراءات الإقامة وضوابط التعاقد إلى غير ذلك. من أهم هذه الضوابط قاعدة "اللاعبين المحليين" ((Homegrown Player المعمول بها في رابطة الدوري الانجليزي، لكن في ظل انضمام المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، نجحت الأندية إلى غاية اللحظة من الالتفاف حول هذه القاعدة.
تحقيق سوق الانتقالات الشتوية .. تراجع في الدوري الإنجليزي وثبات للبوندسليجا
01:39
وتقضي القاعدة بأن يكون ثمانية لاعبين على الأقل من مجموع 25 لاعبا في الأندية الإنجليزية قد كبروا وترعرعوا في المملكة المتحدة. الاستثناء يكمن في أن يكون اللاعبين البالغين 21 عاما، قد لعبوا قبل ذلك لمدة ثلاث سنوات في الدوري الانجليزي. لأنهم في هذه الحالة يصنفون على أنهم من "اللاعبين المحليين" أيضا. وأفضل مثال على ذلك الإسباني سيسك فابريغاس الذي انتقل إلى أرسنال بعمر 16 عاما، أو الفرنسي بول بوغبا الذي التحق بمانشستر يونايتد وهو أيضا في 16 من عمره.
ولهذا السبب كانت الأندية الإنجليزية تسارع إلى التعاقد مع اللاعبين من أوروبا قبل بلوغهم 16 عاما، مستفيدة من السوق الأوروبية المفتوحة. لكن الأمر اختلف الآن ولم يعد بإمكانها سوى التعاقد مع عدد محدود منهم، وهو ما يعتبره مناصرو قاعدة "اللاعبين المحليين" أمرا إيجابيا لكونه سيشجع الطاقات المحلية، لكن المنتقدين يرون أن فرص استقطاب مواهب واعدة على غرار بول بوغبا باتت ضئيلة.
الأندية الأوروبية ستخسر أيضا
النتائج السلبية للبريكست لن تقتصر على العموم على الدوري الانجليزي فحسب وإنما ستشمل الأندية الأوروبية أيضا. فعلى سبيل المثال سوق الأندية الانجليزي كان مربحا جدا بالنسبة لأندية بوندسليغا. 50 مليون يورو حصل عليها نادي شالكه من مان سيتي في صفقة ليرو ساني. ومن النادي الانجليزي ذاته حصل فولفسبورغ على 76 يورو مقابل التنازل على خدمات كيفين دي برونه. أما دورتموند فقد باع لأرسنال مهاجمه بير إيمريك أوباميانغ مقابل 64 مليون يورو. الصفقات الثلاث كانت مغرية جدا للأندية المذكورة وأمدتها بالسيولة الكافية لتعزيز صفوفها فيما بعد، وهذا سيتبخر مع بريكست.
مات بيرسون/وفاق بنكيران
عشر حقائق عليك معرفتها عن الدوري الألماني "بوندسليغا"!
للمرة 56 ينطلق الموسم الكروي للدوري الألماني "بوندسليغا" ويبقى بطل الموسم الماضي بايرن ميونيخ الفريق الأوفر حظاً لنيل اللقب في هذا الموسم أيضاً. وهناك أشياء أخرى يجب على كل متابع لدوري الدرجة الأولى في ألمانيا معرفتها.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/H. Blossey
بايرن ميونيخ المهيمن على كل شيء
حصد بايرن ميونيخ لقب الدوري للستة مواسم الأخيرة ليكون مجموع ما حصده من ألقاب على مر تاريخ البوندسليغا 28 لقبا. ويعتبر النادي البفاري رياضيا واقتصاديا هو الأول دون منافس في ألمانيا: إذ بلغت إيراداته السنوية حوالي 600 مليون يورو، فيما كان مجموع ما يتقاضاه كوادره سنويا قرابة 265 مليون يورو. أما قيمة كوادره السوقية فقد بلغت نحو 845 مليون يورو، ما يجعله رائداً بكل المقاييس.
صورة من: picture-alliance/sampics/C. Pahnke
بين صعود وهبوط
نادي نورينبيرغ يلفت الانتباه لكونه الفريق الذي سجل رقماً قياسياً في الصعود والهبوط من وإلى دور الأضواء، ففي موسم 2017/2018 صعد نورينبيرغ للمرة الثامنة إلى دور الدرجة الأولى بعد أن قضى أربعة أعوام متتالية في الدرجة الثانية. يلحقه نادي فورتونا دوسلدورف الذي صعد للمرة السادسة إلى دور الأضواء. تمكن الفريقان معا من الصعود والهبوط 14 مرة. فهل يستطيع الفريقان البقاء في دوري الدرجة الأولى هذه المرة؟
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
ثورة تقنية على مقاعد المدربين
نظام التواصل عبر سماعات دقيقة في الأذن بين الحكام أمر معروف، هذه الثورة التقنية وصلت الآن إلى مقاعد المدربين ومساعديهم، وبالتحديد وصلت إلى آذانهم، حيث يسمح باستخدام ثلاثة أجهزة للفريق الواحد أثناء المباراة من أجل تحديد التوجه التكتيكي للفريق. ويجوز استخدام المعلومات المعروفة عن اللاعبين لتحسين الأداء حتى اثناء المباراة، كما يتم استخدام المعلومات المخزونة لتحسين وتسريع علاج اللاعبين المصابين.
صورة من: imago/J. Huebner
تقنية الفيديو المساعدة للحكام
تقنية الفيديو المساعدة للحكام دخلت الدوري الألماني في موسم 2017/2018 ولكن بنتائج متواضعة. نقادها رفضوها لأنها، حسب رأيهم، بطيئة وغير شفافة ومثيرة للشكوك. وشهدت تقنية الفيديو تحسناً كبيراً، بعد نجاحها في بطولة العالم بروسيا. وأهم تغيير طرأ على هذه التقنيات يتثمل في عرض الصور التلفزيونية وقرارات الحكام على شاشة فيديو كبيرة بهدف إزالة قدر كبير من الشكوك.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/R. Ibing
بونديسليغا يسحر الجماهير
المنصة الجنوبية في ملعب نادي دورتموند توفر مكانا لوقوف 24.454 متفرجا، وتمثل رمزا لسحر البونديسليغا، وهي أكبر منصة للوقوف في أوروبا، وتكون مليئة تماما بالمشجعين. وبالمناسبة، يعتبر الدوري الألماني من أكبر الدوريات الجذابة للمتفرجين بمعدل حضور 43.878 متفرجا لكل مباراة في الموسم الماضي. وهو رقم قياسي دون منافس في أوروبا. معدل الحضور في انجلترا قرابة 36.000 متفرج، أما إسبانيا فبحضور نحو 27.000 متفرج.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/C. Neundorf
بونديسليغا موطن المتفرجين وقوفا
ما يميز الدور الألماني هو وجود أماكن الوقوف الشهيرة للمشجعين في ملاعب الأندية والتي كانت في الماضي ملزمة على الأندية توفيرها، لكنها اختفت في دول كروية مثل انجلترا وإيطاليا وإسبانيا. من مميزات منصات الوقوف في الملاعب: اسعار رخيصة للتذاكر، وأجواء حماسية رائعة بين المشجعين الواقفين. ولهذا السبب تشهد ملاعب الأندية الألمانية زيارة عشرات الآلاف من المشجعين الانجليز وذلك فقط للتفرج على المباراة وقوفا.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Gateau
أول امرأة "تتحكم" بلعبة الرجال
حالة نادرة غير موجود في دوريات أوروبا: امرأة حكم. فبعد عملها في مباريات الدرجتين الثانية والثالثة، دخلت السيدة بيبيانا شتاينهاوز في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2017 مجال التحكيم في دوري الدرجة الأولى وذلك في مباراة هيرتا برلين أمام بريمن. وبعد شهر حكّمت شتاينهاوز مباراتها الثانية بين نادي شالكه وماينتز. شتاينهاوز البالغة من العمر 39 عاما حكّمت خلال مسيرتها القصيرة في الدوري الألماني ثماني مباريات.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/S. El Saqqa
كورينتين توليسو أغلى لاعب منتقل
حصل بايرن ميونيخ عام 2017 على خدمات اللاعب الفرنسي كورنتين توليسو مقابل 41,5 مليون يورو، ما شكل رقما قياسيا في انتقال لاعب إلى نادي من أندية البوندسليغا. توليسو بات أغلى من نظيره وزميله في النادي البفاري الإسباني خافي مارتينز بحدود 1,5 مليون يورو. أما أغلى صفقة انتقال من ناد ألماني إلى الخارج فكانت صفقة عثمان ديمبلي الذي غادر نادي دورتموند متوجها إلى برشلونة بقيمة 100 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/Rauchensteiner/Augenklick
لا حدود لعدد اللاعبين الأجانب
على عكس الدوريات الأوروبية الأخرى، لا يحدد الدوري الألماني عددا معينا للاعبين الأجانب في صفوف الأندية المشاركة فيه، سواء أكانوا من دول الاتحاد الأوروبي أو من خارجه. أينتاراخت فرانكفورت مثلا دخل المباراة الخامسة له في الموسم الماضي 2017/2018 أمام نادي كولونيا بفريق ينحدر اللاعبون فيه من 11 دولة مختلفة. في النهاية حسم المباراة بديلان ألمانيان هما ماركو روس وماريوس فولف بنتيجة هدف مقابل لا شيء.
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto/R. Ibing
ملاعب ومعابد وقاعات مغلقة
الكثير من المشجعين يطلقون تسمية "معبد" على ملاعب أنديتهم، وهي تسمية في حالة فرانكفورت وبرلين وشالكه غير مبالغ فيها. ففي الملاعب الثلاثة توجد فعلا قاعات للعبادة، "كنائس صغيرة". فيما يعتبر ملعب شالكه فريد من نوعه في كل أوروبا، لأنه الملعب الوحيد الذي يمكن إغلاق سقفه بشكل تام ليتحول المستطيل الأخضر إلى قاعة مغلقة. قاعة عملاقة للممارسة لعبة كرة القدم متوفرة فقط في الدوري الألماني لكرة القدم.